ثقافيةعراقيةمقالات

في رحاب أربعينية الامام الحسين عليه السلام ..

بقلم : أياد خضير العكيلي ( بأستنباط )

نسأل لماذا أختار الله عز وجل أرض العراق لتحتضن الجسد الطاهر للامام الحسين عليه السلام ..؟

سؤال يستحق البحث والإجابة كثيرا ..

فبالتأكيد أن القضية ليست أعتباطية وليست أعتيادية مطلقاً ،

فالامام الحسين مسألة نبيلة ورسالة عظيمة وخالدة ، وهي كالنبتة الزكية الطاهرة التي لايمكن لها أن تنمو وتحيا وتزدهر إلا في أرض طيبة زكية طاهرة هذا من جانب .

ومن جانب آخر فأن القضية فيها ألم سرمدي وحزن كبير لايستطيع حمله وتحمله إلا شعب تعلَّم َ وعاش وسط الأحزان طوال تأريخه،  ولو نظرنا الى التأريخ من بعيد لرأينا وعرفنا أن هذا التأريخ لم يعرف شعباً حزينا أو اعتاش على الحزن منذ الأزل مثل العراقيين .

فهم رضعوا الحزن منذ القدم وحزنوا على حزن أساطيرهم كحزن أنكيدو العظيم ،

أو كما حزنوا على حزن آلهتهم القدامى وأظهروها بطقوسهم الحزينة في معابد أور وبابل وسومر .

ومن جهة ثالثة : فأن قضية الامام الحسين فيها من المروءة والشهامة والغيرة والكرم مالايعد حصره وتحتاج هذه الأمور إلى شعب يحمل من تلك الصفات الشيء الكثير وشعب ذو مروءة وكرم عظيمين .

ومن جهة أخرى : فأن قضية الامام الحسين عليه السلام تحتاج أنصاراً على مد الدهور والعصور لايخشون في الله والحق لومة لائم ، ولايخيفهم الترهيب أو الموت في سبيل نصرة قضية الامام الحسين .

وعليه فأن أستمرار وخلود قضية الامام الحسين تحتاج إلى حضن وأرض وأنصار وشعب يحمل كل تلك المزايا وكل تلك الصفات العظيمة والنبيلة .

وحين نعود بالتاريخ ونبحث عن مثل هذا الشعب ، يظهر لنا  العراقيون جلياً وهم يتصدرون شعوب الأرض بهذه الصفات .

حينها نفهم ملياً لماذا أختار الله العلي العظيم أرض كربلاء في العراق لتكون هي الحضن الكريم الذي يحتضن جسد الامام الحسين عليه السلام .

ومامواكب العزاء الحسينية  الملايينية في العراق التي تخدم ملايين الزائرين القادمين من كل أصقاع الدنيا في كل عام  بذكرى أستشهاد الامام وذكرى أربعينيته إلا خير دليل وخير شاهد على مانقول ومانكتب .

فطوبى لتلك المواكب الحسينية

وطوبى لمن يخدم فيها ..

وبالعراقي نكول : هلا بزوار أبو علي ، هلا بزوار الحسين ..

والسلام عليك سيدي ومولاي ياأبا عبدالله الحسين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى