اولا _ دعونا نتفق على الثابت التالي : ان الكرم … شجاعة والقيادة ….. قرار
_ يتحدث البعض عن ضعف القرار الشيعي وان هناك فراغ في القيادة وهناك تمايز في قوة القرار بالمقارنة مابين القرار الشيعي وقرار المكونات الاخرى و في هذا المجال لابد من توضيح ملابسات الحالة بلحاظ التالي
1_ ان البيت الشيعي مشبع بالقيادات وهناك رموز لايمكن تجاوزها او تخطيها
2_ الاغلب الاعم من تلك القيادات جبلت على سياسة الرفض والممانعة و واجهت الطواغيت ولازالت تواجه الاحتلال كلا بحسبه حتى عدد غير قليل من اركان القيادات الشيعية تمت تصفيته وذهب شهيدا سعيدا
ومن هذه الايجابية ندرك ان روح المقاومة متاصلة في المكون الشيعي العراقي
3_ للقيادات الشيعية المعاصرة تجارب غنية لاشك انها مثلا يحتذى به وقاعدة اساسية بعضها شرعي وواجب و ملزم
منها ما سلف والاحر معاصر
اما السالف منها و رغم قصر سقفها الزمني كانت حاكمية امير المؤمنين عليه السلام غنية واثرت الحكام بمعين لاينضب من الحكمة وقواعد الحكم لما لهذه التجربة الضخمة والمثالية التي ترتقي على اسس الحكم الرشيد من التشريع الى التنفيذ مرورا بالقضاء والعدل وتوزيع الموارد والادارة الصالحة الى الامن والاقتصاد والسياسة ولم تفف عند ذلك الحد بل ذهبت الى تنظيم مستوى المسؤوليات والعلاقات مابين الراعي والرعية العامة منها والخاصة تلك التي تعرف بالبطانة ( الحواشي التي حذر منها امير المؤمنين عليه السلام في مقامات كثيرة ) الحلقة الاقرب او تلك التي تخص الولات وحكام المدن والامصار في البصرة والكوفة ومصر والشام …الخ
واحدى مميزات تلك التجربة يتمثل بقوة القرار والحسم دون مجاملة او مواربة او خوف حيث لاتاخذهم بالله لومة لائم مما يعني السيادة المطلقة ولطالما عرضت على امير المؤمنين الحاكمية بشروط القوم التي فرضوا فيها سيرة الشيخين لكنه رفضها الا بشروطه وهذا يعني قوة القائد وقراره
ومن التجارب المعاصرة
تجارب فذة لقادة معاصرين وليس بعيدا عنا الجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك ماليزيا
حيث كان للقادة الدور الكبير في تحقيق نقلات نوعية على كافة الأصعدة لبلدانهم رغم القرارات المجحفة والحروب الموجهة والظروف الصعبة
ثانيا _ في الاسباب
هناك عدة اسباب ساهمت بدرجات متفاوتة في اضعاف القرار الشيعي منها خارجية تمثلت بالضغوط ووسائل الابتزاز القذرة التي قادها الاحتلال الامريكي ومن التحق في ركبه من الدول او العملاء التي تهدف الى اسقاط تجربة الحكم الشيعي مع المظلومية التي ترافق هذا المصطلح كون الشيعة لم يكونوا منفردين بالقرار بفعل التوافق والمحاصصة •
وهناك اسباب داخلية ذاتيه منها …..
1_ تعدد الرؤى للرموز والقيادات الشيعية والتي من الممكن ان تكون عامل قوة ولكن اصبحت نقطة ضعف سحبت الكثير من التقاطعات التي يصعب رتقها
2_ غياب الاستراتيجية كتحصيل حاصل لهذه التقاطعات التي انسحبت بدورها على مستوى الاداء العام
3_ الحساسية المفرطة التي تعامل بها قادة الشيعة كاجراء وقائي للدفع عن تهمة السلوك الطائفي مما تجسد في التنازل عن كثير من استحقاقات المكون الاغلب و ولوج قادة المكونات الاخرى لاحراز تقدم في المكاسب مما سجل نقطة قوة لهم في موضوعة القيادة والقرار (هكذا يفهم الشارع والجمهور )
4_ كان للبطانة او ( الحواشي ) من المقربين بسبب الاطماع والملذات الدور السلبي في ترسيخ صورة غير جيدة للقيادات والرموز عند المواطن علما هناك سلوكيات لبعض القادة غير متزنة
5_ ساهم الاعلام وبشكل كبير في التركيز على الحالة الشيعية دون غيرها واقتناص السلبي دون الايحابي وان قل
6_اصبح اسلوب مايعرف ( بالطشة) او الفيسبوكي هو الاسلوب الدعائي الأكثراستخداما في الاعلام الحكومي وغير الرسمي مما افقد المشروع والإنجازات قيمتها الحقيقية
7_ بالمجمل كانت هناك عثرات وانتكاسات وعن طريق الاعلام وخبراء الحرب النفسية خاطبت العقل الجمعي ونجحت بذلك وعززت العديد من الافكار مثل _
الاداء السلبي _ خيبة الامل_ التجربة السيئة •
8_ ولايفوتنا هنا ذكر شكل النظام السياسي في العراق الذي ساهم بشكل كبير في اضعاف القرار الشيعي •
وهناك اسباب كثيرة بالمجمل هي ذاتية وشخصية وكل ماتقدم يمكن تجاوزه والارتقاء الى مستويات عالية في القيادة التي عمادها واساسها قوة القرار لكن هناك صعوبة تكمن في عامل الوقت والزمن •
ثالثا _ مقومات القوة
يمتلك قادة الشيعة العديد من مقومات القوة ربما يفتقر غيرهم اليها ………….
من مراجع دينية عليا فاعلة ومجاهدة وقواعد شعبية عريضة ومتعاونة وذات جذور حسينية مع عمق استراتيجي داعم متمثل بمحور كبير للمقاومة لديه العديد من الموارد والامكانيات والقدرات العالية
وهنا لا مجال للتراجع او الخوف ••••!!!؟؟؟؟
ان القيادة ..فن
هناك من هو قائد بالفطرة
وهناك من هو قائد بالتعلم والتكسب
وهناك من تصقله التجربة والظروف والأحداث لتصنع منه قائدا واعدا وفذا
وان التاريخ لايرحم
والرجال _ مواقف
- رابعا _نصيحتي لكل قائد
1_ من توكل على الله فهو حسبه
2_ ابعد عنك ولا تجعل في محيط دائرتك
الجبان _ والبخيل _ والمنتفع _ والمنافق _ والكذاب _ والمتلون الملق _ والاحمق
كل هؤلاء ادوات سوء لن يجلبون لك سوى الضرر