حقوق المراة بين القران الكريم والمستشرقين : من كتاب حقوق المراة في القران
بقلم - باسم الزبيدي
2-1. تمهيد
قال تعالى (لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون).
جاء في معجم لسان العرب (ان الحق نقيض الباطل)وحق الامر: أي بمعنى صار حقا وثبت. وحق الامر يحقة حقا واحقة حقا:أي كان على يقين.. وكما ان الحق هي صفة من صفات الله عز وجل واسم من أسماء الله قال تعالى (ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الالة الحكم وهو اسرع الحاسبين).
إمّا من الناحية القانونية فأن تعريف الحق قانونيا كما عرفة عبد المنعم الصدة (الحق هو ثبوت قيمة معينة لشخص بمقتضى القانون فيكون لهذا الشخص أن يمارس سلطات معينة يكفلها لة القانون) في هذا التعريف نجد أن إضافة لمقتضيات فالب الحق ثبوت قيمة الشخص بمقتضى القانون ،ويعد القانون مصدر الحقوق والواجبات جميعها حيث لاوجود لحق بدون قاعدة قانونية،وقيل في الحق هو قدرة الانسان على أختيار تصرفاتة بنفسة وممارسة دورة ونشاطاتة من دون ،أي:ضغوط مع مراعاة القيود الموجودة لصالح المجتمع. فالحق والحقوق هي ضمان للإنسانية وحمايتها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وإن مفهوم حقوق المرأة جزء أساسي من حقوق الانسان التي نصت عليها الشريعة الإسلامية والاتفاقات الدولية،التي كفلت حقوق المراة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع وبالنص القراني والسنة النبوية الشريفة، وتطبيق تلك النصوص على أرض الواقع والعمل بها منذ ولادة الانسان ولايجوز أن تسلب تلك الحقوق التي نص عليها الشرع في القرآن والسنة قال تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).
2-2. مفهوم حقوق المرأة في القران الكريم
2-2-1. تمهيد:
إن المراحل التاريخية التي مرت بها البشرية عبر قرون طويلة قد اثرت وبشكل واضح على المرأة واوضاعها وحقوقها على مر السنين، وفي جميع الأمم والحضارات والديانات لذا سنحاول أن نتحدث هنا عن مكانة المرأة في المراحل السابقة ،أي :قبل الإسلام، في المطلب الأول،ثم نتحدث عن مكانة المرأة في الإسلام في المطلب الثاني لكي يتوضح لنا أهم التغيرات التي حدثت على واقع المرأة في ظل الإسلام والقرآن الكريم لذا سيتم تقسيم المبحث إلى مطلبين :
1-حقوق المرأة ماقبل الإسلام
2-حقوق المرأة في القران
2-2-2. المرأة وحقوقها ماقبل الإسلام
ونقصد هنا وضع وحال المرأة في ظل القوانين التي كانت سائدة في ذاك الوقت ،أي: ماقبل الإسلام وبما يسمى بعصر الجاهلية، كانت المرأة في الحضارات السابقة والقبائل الوحشية كل أنحاء أفريقيا واستراليا والجزر المسكونة بالمحيط الهادئ وأمريكا وغيرها مقارنة بحياة الرجال كحياة الحيوانات الأهلية من الأنعام وغيرها بالنسبة إلى حياة الإنسان،ومعاملة المرأة ليس كا أنسان.
وكانت حياة المرأة في الأمم والحضارت المتمدنة قبل الاسلام التي كانت تسودها العادات والتقاليد الموروثة، من غير إسناد إلى كتاب أو قانون: كالصين والهند ومصر القديمة وأيران ونحوها، جميع هذه الأمم كانت تشترك في شي واحد هو: أن المرأة عندهم ما كانت ذات استقلالية وحرية، مسلوبة الإرادة حتى في أعمالها بل كانت تحت الولاية وسطوة الرجل والأعراف لا تعمل شيئا من قبل نفسها، وليس لها حق المساهمة في الشؤون الاجتماعية من حكومة أو قضاء أو غيرهما.
وهنا يمكن تقسيم أحوال ومعاناة المرأة حسب الحضارات في ذك الوقت ومنها:
2-2-2-1. حقوق المراة في الحضارات السابقة (حضارة وادي الرافدين):
(الحضارات القديمة الأولى ما هي إلا انعكاس للماضي الذي بناهُ أجدادنا والتطور والازدهار الذي تحقق في عهدهم. ولو القينا نظرة على تاريخنا وتصفحنا في صفحاتهِ لوجدنا بأن أعظم الحضارات هي حضارة ما بين النهرين وأنها الأقدم والأعرق والأكثر تأثرًا على مسيرة البشرية حتى يومنا هذا، ونحن ورثة تلك الحضارة المتميزة وورثة أولى القوانين المدونة في العالم (قانون حمورابي).
لقد كانت حضارة مابين النهرين في كل المراحل التاريخية حضارة واحدة مُوحدة غير مُجزأة والتي استمرتْ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وعلى ضفاف نهري دجلة والفرات خلقت أعظم المدن في التاريخ: سومر، بابل، آشور، أور، أكد، وكان أهلها يسمون نسبة إلى أسم مدنهم مثلا: السومريون يدعون هكذا نسبة إلى مدينة سومر، والآشوريون نسبة لمدينة آشور… وهكذا بالنسبة للبقية.والتي مازال تأثيروانعكاساتها وأصداء هذه الحضارة مُستمرالى يومنا هذا على البشرية.
2-2-2-2. المراة في الحضارة البابلية:
الدولة البابلية (626- 539 ق.م): أسست هذه الدولة على يد أقوام من الجزيرة العربية وهم الكلدانيون، ومن أشهر ملوك هذالحضارة نبوخذ نصر (604-562 ق.م). وفي عهده بني مُعظم الآثار المُكتشفة في بابل ومنها (الجنائن المعلقة).