ثقافيةمقالات

الخصائص الجغرافية لنافذة العراق البحرية

ا.د. حسين الزيادي - مركز تبيين للتخطيط والدراسات

نظرا لان العراق يطل على الخليج العربي ، فھو يتمتع بموقع بحري ذي جبھة واحدة ، تسمح له بالاتصال بالبحار المفتوحة ، ويمكن دراسة خصائص الجبھة البحرية من المنظور الجغرافي السياسي :

  • يبلغ الطول الإجمالي لساحل دولة العراق نحو ٥٨ كم، وفى حالة قياسه بالنسبة لمساحة المجال البرى للدولة ، يتضح أن نسبة طول الساحل إلى مساحة المجال البري للدولة تبلغ حوالي (٧٥٣٥:١ ) ، وھذا يعنى أن كل واحد كيلومتر من الساحل يقابله نحو ٧٥٣٥ كم٢ من المجال البري ، وبمقارنته بالمعدل العام لدول الجوار الذي يبلغ ( 1:١ ٣٦٣.٣ ) ، يتضح أن طول ساحل دولة العراق محدود وصغير جدا بالنسبة لمجالھا البري ، وھو ما يجعل الغالبية العظمي من أنحاء منطقة الدولة لا تتمتع بميزة القرب من البحر وھذا أمر ليس بغريب على دولة لھا مثل هذه الجبھة البحرية الضيقة .
  • تبلغ المساحة الإجمالية للمجال البحري العراقي، في حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة  نحو ٧٠٠كم ، وبقياس طول الشاطئ العراقي بالنسبة لھا يتضح أن نسبة طول الشاطئ إلى مساحة المجال البحري تبلغ حوالي (١٢:١) ، أي أن كل واحد كيلومتر من الشاطئ يقابل نحو ١٢كم٢ من المجال البحري، وبمقارنته بالمعدل العام لدول الجوار والذي يبلغ 1:46 نجد أن المجال البحري العراقي محدود المساحة، مما يدل على محدودية درجة الانتفاع العراقي بالبحار في مجالات الصيد والملاحة وغيرھا .
  • يوجد تباين كبير في مساحة كل من المجال البحري والمجال البري للعراق ، حيث تبلغ نسبة الاول إلى الثاني حوالي ( ١ : ٦٢٤ ) . ويعنى ذلك أن كل واحد كيلو متر مربع من المجال البحري العراقي يقابل ويخدم نحو ٦٢٤ كم٢ من المجال البرى للدولة ، وبمقارنة ذلك بالمعدل العام لدول الجوار والذي يبلغ نحو (١ : ٧.٩ ) ، تتأكد غلبة الصفة القارية على موقع العراق بالنسبة لليابس والماء ، وبالتالي محدودية درجة المنفعة البحرية له بسبب قلة تداخل اليابس والماء في منطقة الدولة العراقية
  • تبلغ قيمة مؤشر البحرية للعراق نحو (٠.٠٠١٦) وھي قيمة صغيرة للغاية ، جعلت الدولة تحتل المركز الاخير مقارنة بدول الجوار والتي تبلغ قيمة متوسط مؤشر البحرية لھا حوالي (٠.١١٣٦) . وبمقارنة قيمة المؤشر العراقي مع الدول المشاطئة للعراق في الخليج العربي والدائم الاحتكاك بھا لتوسيع جبھته البحرية ، ويتضح أن ھذا المؤشر قد بلغ في دولة الكويت ( أصغر دول الجوار مساحة وسكانا) نحو (٠.٦٧٣٤)، أي ضعف مؤشر البحرية بالعراق بنحو ٤٥٠ مرة ، وفى حالة دولة إيران ( القوة الاقليمية التقليدية المنافسة للعراق فى منطقة الخليج العربي  قد بلغ نحو ( ٠.٠٩٤٤) ، أي ضعف حالة العراق بنحو ٩٥ مرة ، ويعنى ذلك أن هذه الدول تتمتع بمزايا بحرية أفضل بكثير من العراق . ويتبين مما سبق مدى ضعف اتصال العراق بالبحر مقارنة بدول الجوار التي تتمتع في غالبيتھا بخصائص بحرية أفضل من العراق ، ويرجع ذلك إلى صغر طول الشاطئ العراقي ، والذي ترتب عليه قلة اتساع المجال البحري الذي يخضع للولاية الإقليمية للعراق ، نتيجة لتعدد الدول المشاركة له في الخليج الذي يشرف عليه وإضافة إلى قلة أتساع النافذة البحرية الوحيدة للعراق ( ٥٨كم ) ، فإن ظروف البيئة الساحلية تحد من كفاءة هذه النافذة ، وترتبط هذه الظروف بضخامة كميات الرواسب التي يلقى بھا نھرا الكرخ والكارون في شط العرب ، والتي تتراكم بدورھا عند رأس الخليج على حساب تراجع البحر ، كما أن هذه الرواسب تفوق تصريف مياه نھر دجلة والفرات فى مجراھا المشترك ، وتجبرھما على الفيضان قبل المصب لتتكون فى النھاية متاھة من المستنقعات والبحيرات ، ويمكن النظر إلى هذه الظاهرات على أنھا تشكل عقبة أمام التوسع في استخدام هذه الجبھة البحرية من قبل العراق وعلاوة على ذلك فإن عمق المجال البحري العراقي يعد عمقا ضحل ، إذ يبلغ متوسط عمقه نحو ٣٥م ، تقل كثيرا بالقرب من الساحل مما يترتب عليه تعذر المالحة البحرية على مقربة من الشاطىء ، وصعوبة فى إنشاء موان بحرية كبيرة على الساحل العراقي لاستقبال السفن المحيطية و ناقلات النفط العمالقة  وللتغلب على تلك العقبات ( ضيق الاتساع – البيئة الساحلية السيئة – ضحالة العمق لابد من إنشاء اكمال متطلبات انشاء ميناء الفاو الكبير الذي يمكن ان يكون ميناء اقليمي مهم في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى