نظرا لان العراق يطل على الخليج العربي ، فھو يتمتع بموقع بحري ذي جبھة واحدة ، تسمح له بالاتصال بالبحار المفتوحة ، ويمكن دراسة خصائص الجبھة البحرية من المنظور الجغرافي السياسي :
- يبلغ الطول الإجمالي لساحل دولة العراق نحو ٥٨ كم، وفى حالة قياسه بالنسبة لمساحة المجال البرى للدولة ، يتضح أن نسبة طول الساحل إلى مساحة المجال البري للدولة تبلغ حوالي (٧٥٣٥:١ ) ، وھذا يعنى أن كل واحد كيلومتر من الساحل يقابله نحو ٧٥٣٥ كم٢ من المجال البري ، وبمقارنته بالمعدل العام لدول الجوار الذي يبلغ ( 1:١ ٣٦٣.٣ ) ، يتضح أن طول ساحل دولة العراق محدود وصغير جدا بالنسبة لمجالھا البري ، وھو ما يجعل الغالبية العظمي من أنحاء منطقة الدولة لا تتمتع بميزة القرب من البحر وھذا أمر ليس بغريب على دولة لھا مثل هذه الجبھة البحرية الضيقة .
- تبلغ المساحة الإجمالية للمجال البحري العراقي، في حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة نحو ٧٠٠كم ، وبقياس طول الشاطئ العراقي بالنسبة لھا يتضح أن نسبة طول الشاطئ إلى مساحة المجال البحري تبلغ حوالي (١٢:١) ، أي أن كل واحد كيلومتر من الشاطئ يقابل نحو ١٢كم٢ من المجال البحري، وبمقارنته بالمعدل العام لدول الجوار والذي يبلغ 1:46 نجد أن المجال البحري العراقي محدود المساحة، مما يدل على محدودية درجة الانتفاع العراقي بالبحار في مجالات الصيد والملاحة وغيرھا .
- يوجد تباين كبير في مساحة كل من المجال البحري والمجال البري للعراق ، حيث تبلغ نسبة الاول إلى الثاني حوالي ( ١ : ٦٢٤ ) . ويعنى ذلك أن كل واحد كيلو متر مربع من المجال البحري العراقي يقابل ويخدم نحو ٦٢٤ كم٢ من المجال البرى للدولة ، وبمقارنة ذلك بالمعدل العام لدول الجوار والذي يبلغ نحو (١ : ٧.٩ ) ، تتأكد غلبة الصفة القارية على موقع العراق بالنسبة لليابس والماء ، وبالتالي محدودية درجة المنفعة البحرية له بسبب قلة تداخل اليابس والماء في منطقة الدولة العراقية
- تبلغ قيمة مؤشر البحرية للعراق نحو (٠.٠٠١٦) وھي قيمة صغيرة للغاية ، جعلت الدولة تحتل المركز الاخير مقارنة بدول الجوار والتي تبلغ قيمة متوسط مؤشر البحرية لھا حوالي (٠.١١٣٦) . وبمقارنة قيمة المؤشر العراقي مع الدول المشاطئة للعراق في الخليج العربي والدائم الاحتكاك بھا لتوسيع جبھته البحرية ، ويتضح أن ھذا المؤشر قد بلغ في دولة الكويت ( أصغر دول الجوار مساحة وسكانا) نحو (٠.٦٧٣٤)، أي ضعف مؤشر البحرية بالعراق بنحو ٤٥٠ مرة ، وفى حالة دولة إيران ( القوة الاقليمية التقليدية المنافسة للعراق فى منطقة الخليج العربي قد بلغ نحو ( ٠.٠٩٤٤) ، أي ضعف حالة العراق بنحو ٩٥ مرة ، ويعنى ذلك أن هذه الدول تتمتع بمزايا بحرية أفضل بكثير من العراق . ويتبين مما سبق مدى ضعف اتصال العراق بالبحر مقارنة بدول الجوار التي تتمتع في غالبيتھا بخصائص بحرية أفضل من العراق ، ويرجع ذلك إلى صغر طول الشاطئ العراقي ، والذي ترتب عليه قلة اتساع المجال البحري الذي يخضع للولاية الإقليمية للعراق ، نتيجة لتعدد الدول المشاركة له في الخليج الذي يشرف عليه وإضافة إلى قلة أتساع النافذة البحرية الوحيدة للعراق ( ٥٨كم ) ، فإن ظروف البيئة الساحلية تحد من كفاءة هذه النافذة ، وترتبط هذه الظروف بضخامة كميات الرواسب التي يلقى بھا نھرا الكرخ والكارون في شط العرب ، والتي تتراكم بدورھا عند رأس الخليج على حساب تراجع البحر ، كما أن هذه الرواسب تفوق تصريف مياه نھر دجلة والفرات فى مجراھا المشترك ، وتجبرھما على الفيضان قبل المصب لتتكون فى النھاية متاھة من المستنقعات والبحيرات ، ويمكن النظر إلى هذه الظاهرات على أنھا تشكل عقبة أمام التوسع في استخدام هذه الجبھة البحرية من قبل العراق وعلاوة على ذلك فإن عمق المجال البحري العراقي يعد عمقا ضحل ، إذ يبلغ متوسط عمقه نحو ٣٥م ، تقل كثيرا بالقرب من الساحل مما يترتب عليه تعذر المالحة البحرية على مقربة من الشاطىء ، وصعوبة فى إنشاء موان بحرية كبيرة على الساحل العراقي لاستقبال السفن المحيطية و ناقلات النفط العمالقة وللتغلب على تلك العقبات ( ضيق الاتساع – البيئة الساحلية السيئة – ضحالة العمق لابد من إنشاء اكمال متطلبات انشاء ميناء الفاو الكبير الذي يمكن ان يكون ميناء اقليمي مهم في المنطقة.