أقل ما كان يقبل به نتنياهو مع بدء العدوان على لبنان هو دحر قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وفرض منطقة عازلة هناك في الجنوب..
هكذا أراد الحلم أن يكون..
حلم تركيع لبنان..
واليوم، وبعد إن استغرق طويلاً في ذلك الحلم المزعج، فإن أقصى ما يتمناه فقط هو أن يصحو من هذا الكابوس، وقد تخلص من تداعياته النفسية والعصبية نهائياً..
هذا ما انتهى إليه ذلك الكابوس..!
حتى وإن إدَّعى نتنياهو غير ذلك..
أو زعم النوم الهانئ..
أو بدت عليه علامات انتشاء وهمي..
أو دخل في نوبة سرورٍ آنيٍ حاد..
فلا تصدقوه..
هذه كلها مجرد أعراض مرضية ليس إلا..
أعراض جنون العظمة..!
وليس الذنب ذنبه بصراحة..
الذنب ذنب سارة..
كان عليها أن تغطيه جيداً
وأن لا تحكي له قصة التأسيس الثالث، أو تمنيه بإمكانية التحول إلى بن جوريون آخر..
لكنها فعلت..
فصدَّقها الأحمق..
وظن أنه المؤسس الثالث..
وأنه بن جوريون الثاني والأخير..
ومضى إلى هذا الحلم مستأنساً بمقولةٍ قديمةٍ لمواطنه موشي دايان تقول:
“إن إسرائيل يجب أن ينظر إليها على أنها كلب مسعور خطير جدا بحيث لا يمكن إزعاجه”.
ولذلك صدقها..
صدقها، وكذَّب، وعلى غير عادة من الصهاينة، الشهيد القائد حسن نصر الله..
وركب حماقاته..!
واتجه بكلابه المسعورة صوب الجنوب..
فجاءه النبأ اليقين من أسود الجنوب يقول:
كذبت سارة..
وكذب موشي ديان..
وصدق حسن نصر الله كالعادة..
هنالك وجد نفسه محاصراً بين فكي كماشة، أسودٌ لبنانية هنا تنهش كلابه واحداً بعد آخر، وعصىً هناك في جنوب الجنوب تلوح من بعيد..
وكأنها تطلبه..
تريد كلابه أيضاً..
هنا بدأ يصرخ مرتعشاً:
النجدة يا سارة.. النجدة يا سارة..
فلا تجيب سارة..!
وقبل أن تجهز أسود نصر الله على سائر كلابه، استيقظ فزعاً من ذلك الكابوس على وقع عصى السنوار تضرب مؤخرته..
وهكذا تحول حلم نتنياهو إلى كابوس..!
فلا تأسيسٌ ولا مؤسس ثالث..
ولا بن جوريون آخر..
ولا كلاب موشي ديان..
ليس هنالك فقط سوى سارة، وجُحر تحت الأرض كان يأويهما الإثنين من هجماتٍ آتية من الجنوب أو من جنوب الجنوب..
التفت إلى سارة خائفاً وقال:
أين نحن يا سارة.. ؟
هنا حيث أوصلنا جنونك يا نتنياهو..
(في جحر الحمار الداخلي)..
أو هكذا قالت سارة..
قال: إذن الذنب ذنبك يا سارة..
لقد كان عليك أن لا تنسى غطاء النوم في الفيلا..
دعوا الجنوب..
أهربوا من الجنوب..
أهربوا من الجنوب..
أو هكذا صرخ المجرم..!
#جبهة_ال_قوا_صم