بنظرة ناقدة إلى المجتمعات الأوروبية في تركيبتها، يتكون الجزء الأكبر فيها من أبناء الزنا والشواذ! لا تندهشوا؛ فهذا الكلام ليس افتراء عليها، وبإمكان أي باحث أن يقرأ الاحصائيات الصادرة عن المنظمات العاملة في هذه البلدان نفسها، أو كما نقول نحن: “من قلب الحدث”. هذا الأمر يجعل تصرفات معظم الأنظمة في هذه الدول لا يخضع لأي معايير أخلاقية أو دينية، ولا يمكن أن نتفاهم معها إلا بحوار المصالح والقوة.
بالطبع، بيننا عدد كبير ممن يعانون من “عقدة الخواجة”، ولا ينظرون لهذه الدول إلا بنظرة إعجاب وأكبار، وهذه النظرة تؤثر على حكمهم في كيفية التصرف مع الدول الأوروبية عندما تتعارض سياساتها مع ثقافتنا، وفي أحيان كثيرة تدفعهم هذه النظرة إلى التماهي مع توجهات هذه الدول حين يحاولون أن يتصرفوا كأوربيين تحت مسمى “تحضر ورقي” ظنا منهم أن هذا يجعلهم أوربيين بالفعل، أو على الأقل يسكتون حتى لا يصفهم أحد بالمتخلفين في ردة فعل سلبية تجاه مواقف الأوروبيين العدائية نحوهم ونحو أمتهم!
هذا الموقف المؤسف ليس حكرا على الشعوب، فقد رأينا ردة الفعل هذه من أنظمة عدة لم تكلف خاطرها أن يكون لها أي موقف، وهذا (اللا موقف) يدل على نفسيات هذه الأنظمة المنحطة؛ فسواء كان موقفها مبني على التواطؤ والتماهي د، أو على محاولة عدم إستفزاز الدول الأوربية حتى لا تتأثر مصالحها معها، فكلها تدل على الإنحطاط والفشل، حيث كان من المفترض أن يكون الأوربيين هم من يجب أن يقلقوا على مصالحهم مع الدول الإسلامية التي يتعمدون إهانتها والسخرية من مقدساتها!
حتى وفق النظرة “الراقية” للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، فهذا الأمر يتعارض مع أشهر مبدأ دبلوماسي عالمي، ألا وهو “مبدأ المعاملة بالمثل”! والموقف المتهاون مع هذه الإهانات يدل على عدم وجود الإحترام المتبادل ما يشجع هؤلاء المتنمرين الذين بنوا حضارتهم على سرقة مقدرات الشعوب الأخرى على المزيد من مواقف الإهانة والإحتقار لدولنا وشعوبنا، وسيشجع ايضا دولا أخرى كانت متهيبة مما يحدث أن تحذو حذوهم وموقفا مماثلا تجاه الإسلام والمسلمين.
المفارقة هنا أن هذه الدول الأوروبية لا تتسامح مع أي مس أو إهانة لأفكار منحرفة كالصهيونية والشذوذ و”الأسلامفوبيا”، وهذا يدل على ما تخفيه هذه التحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين، والموقف الصحيح هو في فرض أحترامنا عليهم بشتى الطرق المتاحة سواء كانت مواقف شعبية وسياسية وإقتصادية وحتى عسكرية لو تطلب الأمر ذلك، حتى لا يأتي اليوم الذي نرى فيه المسلمين وهم ملاحقون ومهانون في كل مكان بالعالم.
ختاما.. لأولئك الذين أنشغلوا عن إهانة القرآن تحت أي مبرر، ولأولئك الذين لم يوفقوا لإتخاذ أي موقف مشرف نحو دينهم ومقدساتهم.. ماذا تنتظرون؟! إن لم تنصروا دينكم ومقدساتكم فما الذي يستحق أن تتحركوا من أجله؟! صدقوني أن موقفكم هذا هو موقف خاسر ومهين، حتى أنكم بموقفكم هذا كنتم أقل “رجولة” من ذلك الشاذ الذي يرفع علم “المثلية” في العلن! فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، ولينصرن الله من ينصره..
لابد لنا هنا أن نشيد بموقف الشعب العراقي المسلم الغيور وحكومته، والذين سجلوا أروع المواقف في وجه هذه الهجمة اللعينة ضد مقدساتنا، ونسأل الله أن يكون هذا الموقف فاتحة خير لإخراج قوى الإحتلال التي تنهب حقوق العراقيين، وتتأمر وتعيث فسادا منذ عدة سنوات بهذا البلد العربي المسلم الكريم.