أمريكا تخرق الإتفاقات الدولية التي تحظر القنابل العنقودية
بقلم : عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
تتحدى الولايات المتحدة القوانين والإتفاقيات الدولية الموقعة بخصوص حظر إستعمال القنابل العنقودية غير آبهة بردود الفعل على هذا الخرق الفاضح. فأمريكا تعتبر نفسها سيدة العالم ودولة فوق القوانين يحق لها خرق الإتفاقيات الدولية؛ وفرض عقوبات دون أي مسوغ قانوني.
وآخر الإبداعات الأمريكية هي إعلان وزارة الدفاع الأميركية بعد عدة مشاورات مطولة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بينها “قنابل عنقودية”.
لذا كان واجبَا عليَّ العودة إلى القسم القانوني في الأمم المتحدة لإبراز المستندات المتعلقة بإتفاقية حظر “القنابل العنقودية”. وإليكم المقدمة والإلتزامات في العرض الموجز للإتفاقية.
المقدمة
اتفاقية الذخائر العنقودية
بقلم القاضي كيفين ريوردان/ نائب رئيس القضاة في المحكمة العسكرية لنيوزيلندا، والمحاضر المساعد في القانون بجامعة فيكتوريا في ويلينغتون، والمدير العام السابق لخدمات الدفاع القانونية في قوات الدفاع النيوزيلندية
عرض موجز للاتفاقية
5 – الالتزامات
1- في التعهد بألا تقوم: ّ تتمثل الالتزامات الأساسية للأطراف، كما هو مبين في المادة:-
– باستخدام الذخائر العنقودية؛
– باســتحداث الــذخائر العنقوديــة أو إنتاجهـــا أو حيازهتــا بــأي طريقــة أخــرى أو تخزينهـــا أو لاحتفاظ بها أو نقلها إلى أي شخص كان، بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛
– بمساعدة أو تشجيع أو حث أي شـخص كـان علـى القيـام بـأي نشـاط محظـور علـى دولـة طرف بموجب تلك الاتفاقية.
-وينطبـق التعهـد علـى “أي ظـرف مـن الظـروف”، أي أنـه ينطبـق علـى كـل مـن النزاعـات المسـلحة الدوليـة وغـير الدوليـة.
وتشـدد الديباجـة علـى عـدم السـماح “للجماعـات المسـلحة” في دولة طرف بالقيام بأي نشاط تحظره الاتفاقية.
وكمـا هـو الحـال مـع معاهـدات أُبرمـت مـؤخرا في مجـال الأسـلحة، تتخطـى هـذه الاتفاقيـة التمييــز بــين القــانون الــدولي الإنســاني ومســائل نــزع الســلاح، فهــي تتنــاول لــيس فقــط اســتخدام ذلك النوع من السلاح، وإنما أيضا اقتناءه وحيازته ونقله.
هذا نص قانوني دولي من صلب إتفاقية واضح وصريح ولا لبس فيه؛ ولا إجتهاد مقابل نص.
فأمريكا تريد بأي شكل من الأشكال إشعال حرب عالمية ثالثة بعد شنها حربَا شعواء على القيم الإنسانية ووضعت عقوبات مشددة بالتعاون مع حلفائها من الدول الأوروبية لكل من يخالف ما تقره أمريكا التي تعتبر نفسها بأنها سيدة العالم.
فأمريكا والدول الأوروبية استفزوا روسيا للقيام بعملية عسكرية محدودة، ولكن باتت رقعة المواجهة تتوسع شيئًا فشيئًا لتشمل أكثر من مكان تتواجد القوات الروسية فيه كما حصل في سوريا امس. كما بدأت منذ مدة بإستفزاز الصين في مسألة جزيرة تيوان. فأمريكا ستحارب روسيا حتى آخر مواطن أوكراني لأنها وضعت أوكرانيا كرأس حربة في مشروعها الإستراتيجي لمحاربة سوريا؛ كما انها وضعت تيوان في الواجهة لتصفية الحسابات مع الصين بعد خسارتها عدة أسواق تجارية.
لذا لا بد من كبح جماح أمريكا في خرقها للقوانين الدولية ليعيش العالم بهدوء وسلام ولنتجنب الحروب التي تتقن أمريكا وبشكل حصري فن إشعالها.
وإن غدًا لناظره قريب
08 تموز/يوليو 2023