العراق وهندسة النظام العالمي الجديد_ دوره وموقعه
بقلم : عباس الزيدي
الفصل الاول
تمهيد
موقع العراق ذو اهمية قصوى ويتمتع بخصوصية ليست وليدة اللحظة فمنذ قرون خلت لازال موقع العراق يلقي بظلاله على مسار الاحداث في المنطقة والعالم وبقى هذا الموقع رهين الدور الذي يلعبه صاحب القرار ( سلبا او ايجابا ) في ارض السواد ونراه تارة مؤثرا وتارة اخرى متاثرا
وفاعلا ومنفعلا واختلفت تلك الادوار عقب مراحل وحقب زمنية لكل منها ظروفها الخاصة مابين قائدا ورائدا او مساهما او تابعا او منعدما دون اثر يذكر •
وللموقع الاستراتيجي اهمية كبيرة وبالغة التعقيد في رسم المسارات والتاثير يعرفها كثير من ذوي الاختصاص والمعرفة ليس للعراق فحسب بل يشمل ذلك كل دول العالم كلا بحسب موقعه
ويمكن معرفة اهمية موقع العراق منذ بداية الخليقة عبر تعاقب الحضارات والاثر الكبير الذي تركته على العالم وحجم العلوم والمعرفة بمختلف انواعها التكنلوجية والانسانية التي انتشرت وانطلقت من ارض العراق المباركة التي كانت مركزا للاشعاع الفكري والعلمي
العراق كانت له الريادة في قيادة العالم وهذا ليس كلام مبالغ فيه ومن له شكوك عليه مراجعة التاريخ القديم ، اما اليوم في تاريخنا المعاصر كانت له لمسات في التاثير وصياغة المعادلات والسياسيات وتراجع هذا الدور تدريجيا والملاحظ انه حتى في دوره السلبي نرى الانعاكسات الكبيرة التي تلقي بظلالها على العالم •
وتختلف حسابات موقع العراق تبعا لمايلي
1_ موقعة الاستراتيجي
2_ اهمية الموقع الجيواستراتيجي
3_ مقومات القوة بما يمتلكه من ثروات ومقدرات وعلاقتها بالموقع
4_ اهمية موقع العراق لتوجهات المعسكرات والمحاور على كافة المستويات الاقتصادية والعسكرية
على مستويات …
الاول _ موقع العراق على نحو خاص به ككيان
ثانيا _ موقع العراق على مستوى المنطقة
ثالثا _ اهمية موقع العراق والمنطقة في العالم
وبالتالي كيفية توظيف ذلك حسب توجهات المعسكرات المتناحرة
ومايهمنا هنا اهمية العراق ودوره الفاعل والتاثير وفي رسم وصياغة عموم المعادلات الدولية
حيث لايمكن تجاوز دور العراق (سلبا او ايجابا ) في صياغة ورسم كثير من المعادلات في المنطقة والعالم
بعد هذه المقدمة المختصرة لما للموقع من اهمية يكمن معرفة دور العراق ومدى تاثيره ودوره في رسم وهندسة النظام العالمي
ثانيا _ بالاضافة الى اهمية موقع العراق الاستراتيجي هناك عوامل أخرى مؤثرة لاتقل اهمية عن الموقع الاسترانيجي للعراق منها
1_ امتلاكه ثروات اقتصادية هائلة (ثاني أكبر مخزون نفطي) الذي يشكل عصب الحياة الاقتصادية العالمية والمحرك الأول لواقع التجارة الدولية
2_ دور العراق في حركة النقل والتبادل برا وبحرا وجوا
3_ التاثيرات الكبيرة والخطيرة للثقافة الايدلوجية او الدينية
4_ التنوع العرقي والديمغرافي في العراق سيما مع وجود امتدادات في المنطقة
اذن العراق يمتلك الكثير من مقومات وعوامل القوة التي بدورها تضعه في مصاف الدول الفاعلة •
ثالثا _ شواهد تاريخية معاصرة على دور العراق و حجم تاثيره سواء كان ذلك الدور سلبي او ايحابي
بالعودة الى ماذكرناه في المقدمة ولملاحظة مدى تاثير العراق في مسارات الاحداث والبصمة الكبيرة التي تركها في حجم المعادلات نذكر مايلي ..
1_ الحرب الصدامية التي فرضها على ايران
خلال فترة الحرب تقريبا انتهت حقبة الحرب الباردة وتربعت الولايات المتحدة على النظام العالمي احادي القطبيةوفي ذات الوقت تنامت قوة الصين الاقتصادية واندفعت كقوة عظمى وربما يقول البعض ان حدوث ذلك لاسباب متعددة ومختلفة ونقول نعم ولكن تلك الحرب كانت احد الاسباب
2_ الغزو الصدامي للكويت
هذه الحرب المدمرة التي تورط بها النظام البعثي الصدامي (بموافقة امريكية ) كانت السبب الاول لكثير من التحولات الجذرية في العالم
3_ الغزو الامريكي للعراق وانطلاق مايسمى بمشروع القرن الامريكي وبعد ذلك اسراع النخبة الماسونية بتنفيذ مايسمى بمشروع الشرق الاوسط عبر الاحتلال الامريكي للعراق وعسكرة المنطقة بالكامل ونشر الفوضى فيها
ايضا يدخل ضمن ذلك تمدد كل من تركيا والسعودية وقطر والامارات وتاثيراتهما في عموم المنطقة خصوصا بعد الاحتلال الامريكي للعراق
وماتقدم هما امثلة بسيطة للدور السلبي الذي لعبه العراق عبر موقعه ومدى تاثيره في رسم المعادلات
اما في الدور الايحابي يتمثل في التالي
1_ تصدي فصائل المقاومة العراقية للاحتلال الامريكي واخراجها لقوات الاحتلال وبالتالي وضع حجر الاساس لنظام عالمي جديد عبر افشال مشروع الشرق الاوسط والامر ينطبق على جميع مواقف فصائل المقاومة في دول المحور في المنطقة
2_ انطلاق فتوى الجهادالكفائي وتاسيس الحشد الشعبي وافشال المشروع البديل للاستكبار والصهيونية العالمية المتمثل في داعش في العراق وسوريا•
بعد معرفة المقومات الاساسية المطلوبة للدور الفاعل والريادي للعراق علينا معرفة اهم المستلزمات المطلوبة لتوظيف ماتقدم على مستوى تنفيذي وعملي •
يمتلك العراق من المقومات الكبيرة وذات الاهمية التي تجعل من لاعبا رئيسا على مستوى الساحتين الاقليمية والعالمية ولكنه بحاجة الى التالي ..
1_ القيادة الواعية
2_ الاستراتيجية الشاملة
3_ قوة القرار
◇في القيادة …… القيادة الواعية
ابتلى العراق وعبر حقب متعاقبة بحكومات وانظمة جاحدة وحاقدة وفاسدة وذات نهج طائفي لعبت بمقدرات الامة وبقيت اسيرة لاطماعها واهوائها حين كان العراق وقتذاك قائدا للعالمين الاسلامي والعربي وفي نفس الوقت كانت ارضه الخصبة ومياهه العذبة وثرواته وعلومه مطمعا ومغنما للاحتلالات المغولية والعثمانية
وغيرها واستمر ذلك تاريخنا المعاصر حيث كان فريسة للاحتلال البريطاني ومن ثم الامريكي ولعل من اخطر الحقب و الحكومات والانظمة الجائرة التي جثمت على صدر العراق كانت متمثلة بحكومة البعث ونظام صدام المجرم الذي استولى على السلطة في العراق بواسطة القطار _ الانكلوامريكي _ وما يعيشه العراق الان عبارة عن مخرجات طبيعية وضع حجر الاساس لها الاستكبار والصهيونية العالمية لمقدمات عرفت بالحقبة الصدامية والبعثية الجائرة التي اثخنت العراق بالحروب الخارجية والداخلية والتخلف والتراجع والدمار الثقافي والاقتصادي والأمراض المجتمعية …الخ •
اما اليوم وبعد سقوط النظام واحتلال العراق حاول الاحتلال الامريكي السير بالعراق على نظام الوصايا والانتداب الا ان المرجعية العليا في النجف الاشرف متمثلة بسماحة الامام السيد علي السيستاني _ دام ظله الوارف_ وبعص القوى السياسية الوطنية كان لها الموقف الواضح من الاحتلال حين خرج الشارع العراقي وبامر المرجعية العليا مطالبا بانهاء حقبة الانتداب والشروع بعملية سياسية وكتابة دستور والتصويت عليه حسب الاليات الديمقراطية وبالتالي التداول السلمي للسلطة وحكم الأغلبية
وقد وضع الاحتلال الامريكي العديد من المعرقلات و المفخخات والعبوات الناسفة الخلافية متمثلة في بعض بنود الدستور او التواقية والمحاصصة وقد قبلها البعض على مضض وانخرط في العملية السياسية رغم علاتها ولم يكتفي الاحتلال الامريكي بل عمل على نشر الفوضى والاقتتال الطائفي و وتمزيق وحدة النسيج العراقي والانقسام السياسي وشكل نطام برلماني هش وشجيع الدعوات الانفصالية وشجيع على الفساد الاخلاقي والمالي لغرض اختطاف الهوية الوطنية العراقية •
ومع هذا مرت العملية السياسية بمراحل متعددة وسنين عجاف بعد ان تم طرد قوات الاحتلال على ايدي ابطال فصائل المقاومة العراقية نهاية عام 2011 وتحققت السيادة لكن سرعان ما رجع الاحتلال عبر ذريعة داعش صنيعته وهي احد اهم أوراق الضغط التي يمارسها بالاضافة الى اوراق اخرى أمنية واقتصادية وسياسية
بالنتيجة حاول الاحتلال وربما نجح في ذلك ان يجعل من القيادة في العراق يشوبها الوهن والضعف او شبه فارغة المحتوى او سبيل لتنفيذ مآربه سواء في العراق او المنطقة عبر العراق وهو يعرف من اين تؤكل الكتف بالقدر الذي اصبح ابناء المكون الواحد يتهافتون بل يتنازعون الى مستوى الصدام على منصب رئاسة الوزراء او الحكومات المحلية •
وفي هذا الصدد نقول ….. ان العراق لم يكن يوما من الايام عقيما او غير قادر على انجاب ا واخراج القادة الافذاء بل ان واحدة من مميزات العراق هو صناعة و أنتاج القادة عبر مر الازمنة والعصور ولكن طبيعة العملية السياسية وما آلت اليه وشكل النظام السياسي وعمالة البعض _البعثي القذر _ومايحاك في الغرف المظلمة من مؤامرات ودسائس هو الذي جعل من العراق متناحرا و متقاطعا وبالتالي متاخرا و متراجعا عن دوره الريادي في وضع لمسات وبصمات كثيرة وكبيرة على مستوى سياسة العالم سواء من اعلى الهرم و المشاركة في رسم وهندسة النظام العالمي نزولا الى قاعدة الهرم
وعليه بل من الواجب انتاج قيادة واعية من صلب الامة العراقية ذات يد مبسوطة ومطلقة العنان لتسير في مركبها لترسم مستقبلا زاخرا لابناء العراق وهذه مسؤولية النخب الواعية والشريحة المثقفة التي تدفع بذلك الاتجاه عبر صناعة راي عام وطني يشارك ويساهم في صناعة القرار السياسي من خلال
1_ انتاج او صناعة قيادة واعية مبسوطة اليد
2_ تلاحم شعبي وجماهيري ودعم لتلك القيادة التي بدورها ( القيادة ) تترجم ذلك من خلال
1_ خطاب وطني صادق
2_ عمل ميداني كثيف و متواصل
3_ نكران ذات وزهد وايثار كبير
4_ برامج مختلفة لاتخلوا معالمها من استراتيجية نهوض لكل عناصر الامن القومي التي نطمح ان يكون العراق من خلالها يتصدر موقعه الريادي الذي يستحقه بجدارة
◇ في القرار ….
يتعرض العراق لضغوطات شتى سيما على مصدر القرار سواء منها التشريعي او التنفيذي ولا احد ينطر التدخل المباشر او عمليات الضغط والابتزاز على مصادر صنع القرار وتتراوح المواجهة مابين ذلك تبعا لقوة مصدر القرار او للظروف والأحداث المرافقة لذلك وخلال السنوات الماضية شهدت بعض المواقف المشرقة والمميزة تمثلت في مواجهة السيد المالكي مع الاحتلال الامريكي وقيادة المفاوضات الثنائية التي اسفرت عن خروج قوات الاحتلال نهاية 2011 كذلك موقف البرلمان الذي صوت على خروج قوات الاحتلال بعد جريمة المطار والحادثة الاليمة لاغتيال قادة النصر رضوان الله عليهم
القرار هنا يمثل الحكومة ورئيسها عبر منهجيتها وقراراتها ورسم السياسات الداخلية والخارجية التي من ضمنها التوجهات والعلاقات والتحالفات الاقتصادية والامنية وحتى العقود التسليحية
وضعف القرار هنا لاسباب عديدة منها
1_ شكل النظام البرلماني الذي يضع القيود على سلطة رئيس الوزراء،
2_ الاستجابة للضغوطات الامريكية والشعور بالمنة لها كونها راعية للعملية السياسية مما جعل العراق تابعا للسياسات الامريكية الامر الذي يتناقض مع السيادة علما السياسة الامريكية رغم اتفاقية الاطار التسترانيجي لم يحصل العراق من خلالها على اي شي ايجابي بل كانت ولازالت الولايات المتحدة مصدر عدم استقرار العراق واحد اسباب ضعفه وتراجعه حتى في قضية داعش لم تقف او تساند العراق بل كانت عونا لداعش على العراق
3_ اللامركزية والمساحة الواسعة للسلطة الممنوحة للاقاليم والمحافظات
4_ غياب المعارضة الايجابية التي تراقب الاداء وتؤشر على مكامن الخطر والخلل والخطاء وبالتالي تصحيح المسار
5_ اصبح هذه الموقع _ رئاسة الوزراء _ لايستجيب وفارغا نتيجة الضغوطات الامريكية واشبه مايكون با الادارة المسلوبة الصلاحيات والقرار وهو ليس منة من احد بل يجب ان تثبت فيه الجدارة لانه نتاج انتخابات وارادة الشعب والجمهور
◇_ في الاستراتيجية
منذ مجلس الحكم وتعاقب الحكومات واختلاف البرامج والخطط لم يشهد العراق استراتيجية امن قومي شاملة و متكاملة او تواصل لعملية البناء والنهوض تستمر عبر نقاط واهداف ثابتة بحيث تكون برامج الحكومات الواحدة مكملة للاخرى التي من حلالها يمكن للعراق ان يتبواء مكانته المرموقة فاعلا وليس منفعلا
وانعكس ذلك على مستويات مختلفة الاقتصادية والامنية والعسكرية ، وفي نفس الوقت حرم العراق نفسه من فرص كثيرة كان من الممكن استثمارها واقتناصها وبالتالي احداث نقلة نوعية للعراق حاضرا ومستقبلا
ولازالت يعض الفرص سانحة •
حتى على مستوى برامج الحكومات التي اطلقتها عبر دعاياتها الانتخابية لم تلتزم بها ولم يتحقق منها نسبة معتبرة
وامتازت الاستراتيجية بالتالي …
1_ انها منفعلة ومبنية على ردود الافعال والاجتهاد الشخصي
2_ مستجيبة للضغوطات الخارجية
3_ لا تتمتع بافق بعيد وغاب عنها التخطيط والدراسة
4_ لم تضع في حساياتها المصلحة العامة
الفصل الثاني
اولا _ العالم كما هو …
1_ عادت سياسة المحاور وبداء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ويقينا انتهى القرن الامريكي وستبقى الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى شانها شأن روسيا مابعد تفكك الاتحاد السوفيتي وهذا النظام العالمي بداء في شكله ثنائي محوري الاول بقيادة الاتحاد الاوربي وامريكا والثاني بزعامة روسيا والصين وايران وكوريا وانعكس ذلك على عدد غير قليل من مناطق العالم في افريقيا وامريكا اللاتينية ومنطقة الخليج حيث هناك تحولات في التوجهات من الغرب الى الشرق اقتصاديا وامنيا وعسكريا على شكل مشاريع وصفقات وتحالفات •
وبداء ذلك التحول التدريجي بسيطا الا انه عبر عن قوته والانعتاق من الهيمنة الامريكية من خلال علاقة الدول فيما بينها داخل الاقاليم وربما القارات مثلما هو الحاصل في امريكا اللاتينية او في افريقيا او في منطقة الخليج والتقارب الايراني الخليحي الذي يخالف الرغبة الامريكية ويتقاطع مع توجهات ربيبتها اسرائيل وسوف يتمخض عن اتفاقيات وتحالفات عسكرية واقتصادية عما قريب
اما على مستوى المشاريع الاقتصادية هناك فان هناك الكثر من المشاريع طرحت وبدات الراسمالية الغربية تترنح مع صعود الصين ومشروعها الكبير في العالم _ الحزام والطريق _ المعروف بطريق الحرير •
وايضا قبالة ذلك طرح مشروع اقتصادي اخر معروف باسم مشروع الشام الذي من ضمن اهدافه التطبيع مع الكيان الصهيوني علما ان جذوته الاقتصادية اقل بقليل من المنفعة الاقتصادية والعمرانية التي يحققها المشروع الصيني للعراق •
وهناك مشروع اقتصادي ثالث لايقل اهمية عن المشروع الصيني وهو مشروع _الشمال والحنوب _ بين ايران وروسيا عبر ارمينيا واذربيجان
ومن مميزات هذا المشروع انه لايتقاطع مع المشروع الصيني الكبير خلاف مشروع الشام المطبع الذي توجد فيه كثير من التقاطعات •
وعلى العراق ان يختار احد المشاريع للالتحاق بها باعتباره المفصل المهم ولو دققنا النظر لوجدنا ان التحاق العراق في مشروع الصين هو الاجدى والانفع ليس بسبب منافعة الكبرى فحسب بل هو الضامن للتالي
أ_ سيطرة العراق على كل من دول الخليج وتركيا وبالتالي حلحلة جميع الخلافات العالقة مما يعني ان العراق سوف يمسك بزمام المبادرة
ب _ لايوجد بديل عن العراق فيما لو فكرت الصين او غيرها الضغط على العراق في حين في مشروع الشام من الممكن استبدال العراق بالاردن عن طريق السعودية وهنا يتضح لنا ان دعوة العراق لمشروع الشام هي دعوة كيدية هدفها تعطيل مشروع الصين من جهة وعدم التحاق العراق بهذا المشروع من جهة اخرى وعلى المستقبل البعيد وبعد خداع العراق وانضمامه لمشروع الشام سوف يتم تغيير الطريق عبر الاردن ويتم حرمان العراق من المشروعين •
اذن على العراق ان يكون حصيفا و دقيقا ومركزا في اختياره على احد المشاريع الذي بدوره سيلقي بظلاله على جميع السياسات في المستقبل ومساهمة العراق في هندسة النظام العالمي كما سيتضح لنا لاحقا
واجزم ان الاختيار الصحيح يكمن في التحاق العراق في المشروع الصيني الحزام و طريق المعروف باسم طريق الحرير
- الخلاصة هناك محورين ومعسكرين في العالم لكل منهما اهدافه ودوافعه العسكرية والامنية والاقتصادية الا ان الظاهر والواقع اثبت تقدم المعسكر الروسي والصيي في المجال الاقتصادية وتراجع بل انهزام الراسمالية الغربية عامة والراسمالية الامريكية بصورة خاصة •
مع تفوق عسكري وتسليحي لذات المعسكر الصيني الروسي وهذا واضح من خلال ماظهر من تقدم ملحوظ في الحرب الدائرة الان في اوكرانيا او ماتم كسف النقاب عنه من اسلحة متكورة وجديدة لكل من روسيا وايران والصين يفتقر اليها الناتو و امريكا
ثانيا _ العراق بين الحياد والمحورية ….
بلد مثل العراق يجب ان لايخدع نفسه بسياسة الحياد وعليه الالتحاق باحد المعسكرين لان التمحور هنا ضرورة ملحة ومطلوبة ابلد مثل العراق يتكالب عليه الجميع ويعمل على تمزيقة ومب وسلب امواله وافقتره وجعل اراضيه مصدرا للعدوان يحرم من سيادته وقراره ويعمل على تغيير سنخه وجنسه واحداث انقلابه على موروثه الحضاري والديني والثقافي ولتي اد له ان يكون قتىدا ورائدا وحاضرا ويتم تغييبه من الاحداث وصناعة المستقبل
ثالثا _ قراءة في واقع علاقة العراق مع الولايات المتحدة…..
الحديث تلك العلاقة ذو شجون مخضب بسفك الدم والحروب ودعم الطواغيت •
شكلت ثورة عبد الكريم قاسم في العراق مفاجئة كبيرة مماحدى بها تشكيل لجنة من الكونغرس للتحقيق مع مدير رئيس جعاز المخابرات الامريكي انذاك(cla)لعدم علمه المسبق عن تلك الثورة وبالمصادفة تم اكتشاف ثورة غي الاردن على غرار ماحصل في العراق ومنجج ثم افشالها •
عملت الولايات المتحدة على محاربة الثورة العراقية ودعمت الكثير من الانقلابات والقوى الانفصالية حتى استقر الحال بدعم نظام الطاغية صدام الذي حرصت على ايصاله الى سدة الحكم وادخاله في خروب متعددة ومتها قمعه وقتله وتشريده للشعب العراقي ومن صم الغمل على احتلال العراق بعيدا عن الشرعية الدولية وقتل ابنائه ومهب خيراته وفتحت الحدود على مصراعيها للذئاب والقتلة والفاسدين حيث عاقوا بالعراق قتلا ونهبا
ومن ثم دعمت داعش وأسست العنف الطائفي وحرضت القوى الانفصالية وتدهلت بالمباشر لاجهاض الديمقراطية وساغدت العصابات وارتكبت العديد من الجرائم
ورغم الاتفاقية الثنائية المعروفة باسم اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة لم يرى الغراق اي مصداقا من واشنطن او اي اثر ايحابي بل على العكس من ذلك قامت الولايات المتحدة بالتعدي على سيادة العراق وتدخلت في كل القضايا واثارة العديد من الازمات الامنية والاقتصادية وشجعت الدول على اماهان واحتقار العراق واعترضت غلى كل مشروع اكني او عسكري او اقتصادي يضمن استقلال العراق و مستقبل ابنائه بل وعبثت في الارث الحصاري والثقافي والديني ولازال وجود قواتها غير مبرر وغير شرعي رغم تصويت مجلس النواب العراقي على اخراج قوات الاحتلال •
امريكا اضعفت العراق وتعمل على تمزيقة وتقسيمة ولن اكافي بذلك حتى تحقق اهدافها الخاصة في الغراق او تلك التي في المنطقة في العراق
ورغم الهجمة الشريرة لداعش الامريكي خرج العراق منتصرا
واليوم تحاول ان تجعل من العراق جسرا للتطبيع مع الكيان الصهيوني وان يكون العراق مؤسسة خيرية او رعاية اجتماعية يوزع نفطه وخيراته على الاردن ومصر والسودان والصومال وغيرها من البلدان •
في الوقت الذي انعتقت فيه دول الخليج ثاحبة العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة من الهيمنة الامريكية تحاول واشنطن ان تتمسك بالغراق وتجعله مرتعا وملعبا وساحة لها وحديقة خلفية تنهب وتقتل واسرق وتفعل ما تشاء •
ان كثير من القضايا والثوابت تحتم على العراق الانعتاق من الهيمنة الامريكية ولدى العراق الامكانيات والقدرات العالية التي سنتعرض اليها لاحقا
ان الارث الفكري والعلمي للعراق واثره على المنطقة والعالم وكثير من قيمنا الاخلاقية والدينية والعقائدية تتقاطع جملة وتفصيلا مع توجهات الولايات الامريكية •
كذلك التاريخ التحرري للعراق وثوراته ضد الظلم والاستعمار يرفضان تلك العلاقة التي اساسها الاحتلال والامتهان وانتهاك السيادة
قضايان المركزية وثوابتنا ومنها نصرة القضية الفلسطينية وعدم الانخراط بمشاريع التطبيع •
كذلك عقيدة الامة العراقية المقاومة ترفض مثل تلك العلاقة
- الخلاصة
1_ اذا ما أراد العراق ان يكون فاعلا ومشاركا حقيقيا وقويا في هندسة العالم الجديد عليه الالتحاق باحد المعسكرات او المحاور
2_ نتيجة للتقاطعات الكبيرة والجرائم الامريكية المنكرة بحق العراق من قبل امريكا ولعدم مصداقيتها مع العراق نجد هناك تقاطع كبير في الالتحاق معها وعلى العراق الالتحاق مع معسكر الصين وروسيا ومع الجارة ايران ذات الحدود الكبيرة والعميقة ومع دول الاقليم التي انتقلت الى المعسكر الشرقي بعد انعتاقها من الهيمنة الامريكية
3_ على العراق التخلص من سطوة الدولار والبنك الفيدرالي والذهاب نحو دول البريكس شانه شأن السعودية والامارات اللتان قدمتا طليا للانضمام هناك
رابعا _ هل يمتلك العراق مقومات اخرى تساعده للانعتاق من الاحتلال الامريكي ….؟؟؟؟
لدى العراق من المقومات الداعمة الكبيرة للتقدم والانعتاق من هيمنة الاحتلال الامريكي تفتقر لها الكثير من الدول وبالتالي المساهمة الفاعلة وليست المشاركة الهامشية في صياغة وهندسة النظام العالمي ومنها مايلي …
1_ مرجعية عليا اثبتت عبر التاريخ رفضها للظلم والتسلط والهيمنة هذه المرجعية فاعلة وءات قواعد عريضة كانت لها كلمة الفصل في كثير من المواقف الحرجة والتهديدات والتحديات ولعل الفتوى الاخيرة التي افشلت مشروع داعش الامريكي في العراق خير دليل على ذلك
2_ قواعد جماهيرية عريضة مؤمنة وموارد بشرية ضخمة متفاعلة مع مرجعياتها ومجبولة على الرفض وعاشقة للمقاومة ورافضة للاحتلال والاستعباد والهيمنة
3_ عمق استراتيجي متمثل بمحور المقاومة متداخل مع الامة العراقية الرافضة للاستكبار والصهيونية العالمية
4_ اغلبية شعبية وسياسية تساند وتضطلع بدورها الميداني وتكاليفها الشرعية والوطنية
5_ اغلبية نيابية باستطاعتها التصويت على ءلك حسب الاليات الديمقراطية
6_ مبررات واسباب اخلاقية و وطنية و شرعية و واقعية وضرورات حتمية لحاضر العراق ومستقبلة
7_ موجبات واقعية تدفع جملة من التهديدات والتحديات وتؤسس الى مستقبل مسرق للعراق واهله
8_ التوجهات الاخيرة لبلدان المنطقة ودول الحوار القريبة تحتم على العراق التوجه بذات السياق في تصالح مع المصالح المشتركة
وبالتالي ستكون تلك الدول داعمة للعراق في توجهه الجديد نحو محور الشرق
9_ الدول الكبرى ذاتها كل من الصين وروسيا سيجدها العراق حاضرة لدعمه في مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الاخرى
خامسا _ كيف للعراق المساهمة المساهمة قي هندسة النظام العالمي؟؟
السبل والآليات …….
عند الاختيار الصحيح والتوجه نحو المحور الشرقي وانخراط العراق في المشروع الصيني _ الحزام والطريق فانه سيحقق قفزة كبيرة على مستوى العراق والمنطقة والعالم وعل مستويات كبيرة عسكرية وامتية واقتصادية وتقنية صناعية وزراعية واخرى ثقافية وبالتالي المساهمة الفاعلة في هندسة نظام عالمي جديد حيث سنجد اثار ذلك على مستوى المنطقة وباسرع وقت من خلال التالي …..
1_ تركيا …
تعتبر عنق الزجاجة في مشروع طريق الحرير وهي الحلقة الاقرب والمنر نحو اوربا وستمر البضائع والنفط والغاز كذلك عبر تركيا
وبالتالي ستعمد تركيا الى تغيير سياستها مع العراق الامنية والسياسية وستعمل على حل الخلافات وتنسحب من الاراضي العراقية والسورية معا وبدورها ستغلق ملف المياه والاكراد ليس على مستوى العراق فحسب على صعيد المنطقة ( اكراد سوريا والعراق وايران وتركيا )•
اذا تم تقديم ضمانات الى تركيا في تسوية الملف الكردي (pkk) المدعوم من قبل امريكا
فانها ستعود الى اتفاقية استانة من اوسع الابواب والعودة الى اللقاء الرباعي ( الروسي الصيني التركي الايراني )
وستنسحب من شمال سوريا وبالإمكان نسر الحشد الشعبي هناك بعد انسحابها من الاراضي العراقية والسورية وبالتالي محاصرة داعش
وبذلك يتم تسوية ملف الاكراد في المنطقة
2_ سوريا .. توضح لنا من خلال ماتقدم
3_ الخليج وخصوصا الكويت وملف الاراضي وميناء الفاو حيث يتم الضغط وتسوسة الملفات
4_ باستطاعة العراق ان يضاعف خطوط النقل من ميناء الفاء الى تركيا •
ويضاعف خطوط نقل النفط والغاز سزاء الثابتة المتمثلة بالانابيب او المتحركة مثل الشاحنات او سكك الحديد والقطارات الناقل للطاقة
سادسا_ماهي النتائج،،؟
على المستوى الامني والعسكري
1_ من المؤكد ان ذلك سيحدث تصدعا في الناتو وتخرج تركيا من ذلك الحلف
3_ انفتاح تركيا بواقع ملف الاكراد في المنطقة للمشاركة بتحالف امني رباعي يضم كل من العراق وتركيا وسوريا وايران
4_ سرعان مايتطور ذلك التحالف يشمل عموم دول المنطقة يضم ايران ودول الخليج
5_ سوف تتم مواجهة الارهاب بجهد جماعي
6 _ يتم تسوية ملف الاكراد في المنطقة
7_ سيعمد على دعم وتثبيت الحشد الشعبي العراقي من قلل ذات الدول التي تحاربه وتمالب بحله كقوة رئيسية لمحاربة الارهاب والمحافظة على مصالحها
8_ ستجد دول الخليج نفسها مضطرة لتجفيف منابع الارهاب والتوقف من دعمه ماليا لان اكبر ورقة ضغط وابتزاز تستخدمها الولايات المتحدة هي تلك المنظمات التي عملت على صناعتها ودعمها
- من المؤكد ان اي تحول في المنطقة سيعكس على النظام العالمي
اما على مستوى العراق سوف تتوسع افاق النهضة الشاملة صناعيا وزراعيا وتقنيا وستعمل جميع الدول على استقراره بما فيها الدول الاوربية التي ننتظر انعتاقها من الهيمنة الامريكية والالتحاق مع الصين
ولن يبقى العراق ممرا فقط بل يتحول الى مركز اشعاع ثقافي وفكري وعلمي ومركزا للصناعات التحويلة الاحتياطية ومركزا ماليا ومعلما سياحيا بسبب حاضرة العراق وموقعه الاستراتيجي
وسيصبح العراق ذو تاثير كبير على السياسات الخاصة بالبحر الابيض المتوسط والمخيط الهندي
وبذلك يتحكم بقدر لاباس به بالحزام الجيواستراتيجي
كذلك بامكان العراق ان يؤسس الى شراكات مالية واقتصادية او حتى عملة موحدة خاصة على غرار السوق الاوربية المشتركة وعملة اليورو … انتهى
https://t.me/abbasalzady