فيما كان وزير الداخلية الاردني في زيارة للعراق في 21/5 التقى فيها نظيره العراقي واكد له ان الاردن تعمل على تقديم تسهيلات
للمسافرين العراقيين الى الاردن ،كان حزب البعث (الاردني )قد اقام احتفالا حضره مناصروه واصدقاؤه بالمملكة بمناسبة تصويب وضعهم وفقا للشروط التي اعلنتها (اللجنة الملكية لتنمية الحياة السياسية الاردنية )والتي تقضي تصويب عمل الاحزاب المعارضة برفع عدد المنتسبين الى (1000) شخص وان يكون حضورهم بست محافظات اردنية . وسبب (هذه الغبطة للحزب اثناء احتفاله )انه اوشك على الانهيار ، لكن احد (الممولين )من الخارج دعمهم فعملوا مائدة عشاء ل(700)شخص لفتت نظر الاردنيين جميعا .
الناطق باسم مفوضية الانتخابات بالاردن محمد الرواشدة، وكرد على غضب العراقيين اتجاه شعارات وهتافات بعثيي الاردن اكد ان حزب البعث الاردني وفقا لشروط اللحنة الملكية وماقبلها لايحق له العمل (خارج الاردن )وهنا نسأل ؛-اذا كان ممنوعا عليه العمل خارج الاردن فمامعنى شعاراته التي تخص دول الجوار الاردني وتأزم الاوضاع والعلاقة بينهم؟ وماالاجراءات الاردنية بحقهم ؟
هناك مشكلة لاتستطيع الحكومة الاردنية ان تتفهمها وهي ان العراقيين لديهم (حمل باخرة )من العتب والنقمة في نفس الوقت
ولم تتحرك الحكومة الاردنية يوما لترطيبها بل ابقت الامور على حالها معتقدة ان الولايات المتحدة ،احتلت العراق وقادرة ان تفرض قراراتها على الحكومات العراقية المتعاقبة دون الحاجة الى التطبيع والتعايش الشعبي!
فيما واصلت قممها مع رؤوساء هذه الحكومات وانصالاتها وحصلت على بعض الامتيازات في مجال سعر النفط المصدر
وتصدير بعض البضائع ،وسط احتجاج يومي للشعب العراقي على هذه الاجراءات .!
لاننكر ان الاردنيين حصلوا على امتيازات في ظل الحكومة البائدة لم بحصل عليها حتى المواطن العراقي وفرضت امريكا على الامم المتحدة ان يكون ميناء العقبة هو الوحيد الذي يستقبل مواد اتفاق (النفط مقابل الغذاء والدواء )لثقتها بموانيء الاردن والمشرفين عليها ،وهناك حديث (موجع ) في هذا الملف .كما ساعد (فرق العملة )اثناء فترة الحصار على العراقيين ان يجعل من طلبة الاردن الذين يدرسون بالعراق امراء بين العراقيين .!
استمرت الحكومة الاردنية في عدائها للتجربة السياسية بالعراق بعد عام 2003 متماهية -تماما-مع المخطط الاميركي بالمنطقة مادامت تعيش على معوناتها ومعونات دول الخليج مقابل ان تكون (عجينة طيعة )بيدها .
مشكلة العرب -عموما -ينظرون الى الاردن بانها دولة ل(صاحبها الملك الاردني ) ويشطبون على (الشعب الاردني )وكأنها
(اسرة الملك )!يفعل به مايشاء !
استفادت الحكومة الاردنية من وجهة نظر (العرب)هذه وساعدها على ذلك ان الاعلام الاردني (مركزي )وليس سوى اناشيد واهازيج للملك ،كما ان اي سياسي او اعلامي (ملزم )ان لايخرج عن (الارادة الملكية ) فختم العرب وربما العالم على هذه (المملكة )بالختم الاحمر او كتبوا عليها
(ممنوع اللمس ).!
الاردن بلد فقير وليس له موارد كثيرة واراضيه الزراعية يقضم بها الصهاينة سنة بعد سنة ويعاني من شحة المياه – وكميات المياه في الأردن تكفي 20 بالمئة من السكان.
ولم ينجح الأردن طوال عقود مضت في إيجاد حلول طويلة الأمد لأزمة شح المياه في مختلف المحافظات، في وقت تصنف المملكة وفق المؤشر العالميّ للمياه، على أنها ثاني أفقر دولة بالمياه في العالم.!
وليس غريبا ان تقرأ مانشيتا يقول (- المملكة بصدد شراء 50 مليون متر مكعب من إسرائيل)!
الاردنيون يدركون ان اقتصادهم لايكفي لسد معيشتهم لذا اوكلوا امرهم الى ملك (يدبر معيشتهم )من هنا وهناك فيما
تتجافى جنوب الكثير من اصحاب الراي والفكر عن المضاجع مقدرين ان (التسليم )لمعادلة (الاردن =الملك )غير صحيحة ولكن اصواتهم يكمها قدران (سلطة مركزية قاسية وظرف اقتصادي صعب )
لا يريد النظام الملكي ان يغير من منهجيته السياسية وغفوته في (الحضن الاميركي )حتى اصطدم بالانزياح الاميركي عن المنطقة وترك (عملاءه)بلا (غطاء)! عرضة للفوضى كما فعل بافغانستان مثلا وكما ترك السعودية ومصر وغيرها .
الحكومة الاردنية الان في حال من (الشده )بلا معونات امريكية ولاسعودية تقابلها (جفوة عراقية،)وزاد الطين بلة موقف (البعث الاردني )!وتذكيرهم بصدام الذي دفن ابناءهم وهم احياء بمقابر جماعية وارسل الى المشانق وميادين الرمي العزيز من رجال الدين والكفاءات والقيادات السياسية المعارضة ولم تسلم حتى نساؤهم حيث سقط النظام والسجون تطبق على الالاف منهن .!
باختصار ان السعودية اختارت طريقها وهي البلد الغني الذي كيفما استدار قادر ان يعيش شعبه وهي تصدر (11)مليون برميل نفط يوميا غير الموارد الاخرى وكذا دول الخليج الاخرى فيما مصر تعجلت بالقاء نفسها باتحاه الصين وروسيا والان صوب ايران يساعدها موقعها على قناة السويس وثروتها البشرية ومواردها المتعددة والتخطيط لمستقبل افضل .!
السودان ذاهبة (للقتل والدمار والتشظي) وتونس للفقر والفوضى وليبيا للنكوص والضعف ومشروع حرب قادمة بين الجزائر
والمغرب يتم الاعداد له .اما الاردن فقد اعلنت اسرائيل انها جزء من اراضيها .
الاردن لديها فرصة (الان )لان الضعف لم يتوغل بعيدا في جسدها وعليها ان تتخذ قرارها بدلا من الانشغال بعرس الملوك
وملابسهم وضيوفهم وطبولهم او باحتفالات احزابها المعارضة وهم يهتفون للنيل من دول الجوار .
على الاردن اولا ان لاتفكر (بعقل امريكي )فقد رحلت (امريكا )وان تتخذ قرارها الذي يضمن “مصالح شعبها ”
وان تعمل الاحزاب (احزاب السلطة )او (المعارضة )على دعم القرار الحكومي الجريء بدلا (السكونية )و(الركود )وانتظار المعجزات التي تأتي من (الفضاء )ولديها اوراق كثيرة واحدة منها خزينها الشعبي المثقف وقيم عشائرها ونزعة ابنائها لنصرة الشعب الفلسطيني وعقل تجارها واصحاب الشركات ورؤوس الاموال واقلام كتابها ومفكريها وادبائها وحدودها الطويلة مع اسرائيل ولاشك ذلك يحتاج الى (بصيرة ) وان يكون طريقها عبر العراق ثم ايران فالصين وروسيا وستجد ان دول الخليج تضطر ان تدنو منها ..
بعد ان تنزع جلدها القديم وتتقدم بخطى ثابتة لان تكون حاضنة لمشروع الامة وليس “التبعية والتطبيع” ومازال في قوسها منزع
فليس من الصلاح ان تحشو اراضيها بالقتلة والمجرمين والفارين من العدالة والناقمين على بلدانهم والمعاندين..وليس من القيم ان الاردن منطلقا لكل المؤامرات التي حيكت على العراق واخرها في (فوضى تشرين )فان ارادت ان تمد انبوبها من الاراضي العراقية وحتى العقبة فلابد ان تسبقها يدها النظيفة
فالعراق يريد ان يرى نفسه بالاردن قبل المال والنفط ،وعلى طبقة السياسيين بالعراق وخاصة ذوي النزعة المقاومة ان يتفهموا ان
وصولهم الى تخوم الحدود من اسرائيل سيعجل من زوال هذه الغدة السرطانية