ثقافية

حرية الأحيييه!

بقلم : عبدالملك سام / كاتب وسياسي وصحفي يمني

فلنتخيل.. ماذا لو نهض جاري (سعيد) صباحا وقد قرر – أعزكم الله – أن يتغوط (يخرأ) في الشارع علانية وبين الجماهير وفي وضح النهار، فهل هذا الفعل ما يشين؟! أراكم أشمئزيتم من الفكرة، فلماذا؟! هل أنتم ضد حرية التعبير وتريدون أن تمنعوا شخصا مسالما من التعبير عن رأيه في الشارع الذي هو ملك للجميع؟! هل وصلت بكم القسوة بأن تشمئزوا لممارسة حق من حقوقه، حتى ولو كنتم الأغلبية؟! لو علمت أمريكا بهذا لقامت برفع “لوحة” (سعيد) فوق البيت الأبيض!

ألم ترى أمريكا، البلد الديموقراطي الأول في العالم، وهي تضرب عرض الحائط برأي الأغلبية الذي هو أساس الديموقراطية، وبالأديان السماوية وغير السماوية، وبالمحاذير الطبية والعلمية، وبكل قيم المجتمعات الإنسانية، لكي تقف مع “حرية” بعض الشواذ المسالمين؟! بل أنها – ولتموتوا بغيظكم – رفعت علم “المثليين” فوق مبنى البيت الأبيض، رمز الهيمنة الأمريكية! وهذا تعبير عن إنسانيتها، ولو أضطرت فستشن حربا شعواء على كل من تسول له نفسه أن يمنع قلوب الشواذ الكسيرة من التعبير عن ففسها.. أحم.. أقصد نفسها!

لحسن الحظ أن من بدأ إجراءات الوقوف ضد هذه الموجه هم البوذيون لا المسلمين ولا المسيحيين؛ فها هي الصين تتحرك قبل الجميع، وتضيف مادة دراسية لطلابها بهدف المحافظة على “الرجولة” ضد موضة الشذوذ، وبهذا فلن يكون الله – سبحانه – المتهم الوحيد بالوقوف ضد حقوق الشواذ، بل جزء كبير من البشرية أيضا! رغم أن جزءا كبيرا آخر من البشرية يصرون على أن الصينيين لا يعرفون مصلحة شعبهم.. مثلنا!

الغريب في الأمر أنه رغم أن الديانات كلها حرمت الشذوذ، والعلوم والأخلاق والمنطق يقفون ضد الشذوذ، وغالبية الجنس البشري لا يقبلون بالشذوذ البته ويشمئزون منه، ورغم كل هذا نجد أن الدعاية التي تروج لهذا الفعل المشين البغيض ما تزال في تصاعد عجيب! وقد وصل الأمر في بعض الدول لقمع حرية تعبير أولئك الذين يعارضون الشذوذ تحت مسمى حماية حرية التعبير.. أي قمع الحرية لأجل الحرية!!

برأيي المتواضع فإننا حتى لو تأخرنا فلابد أن يأتي اليوم الذي ستنطلق حملات الترويج للشذوذ عما قريب؛ والسبب أن تأثيرات هذه الموجه بدأت تظهر في بلداننا ولو بصورة غير واضحة، والدليل على ذلك هو أنتشار الفساد الأخلاقي في مجتمعاتنا، فالأمر لا يتم بين ليلة وضحاها بل على خطوات، وإلا فليخبرني أحدكم كيف ستقنع مجتمعا محافظا بأن يتحول فجأة إلى مجتمع يحتضن فيه الرجل الرجل، والمرأة المرأة؟! لابد أولا أن نجعلهم يتشبعون بالزنا والمجون والممارسات غير الطبيعية، ثم نقنعهم أن الشذوذ ما هو إلا تجربة أخرى جديدة! وااااو.. واي نط؟!

بالطبع فإن هذا الأمر لا يقلقك كثيرا، ودعني أؤكد لك أن الديناصورات لم تقلق كثيرا أيضا قبل أن تنقرض! ويكفي أن تعلم أن أكبر شركات ومؤسسات العالم الأكثر تأثيرا تعمل من أجل أن يصل الشذوذ إلى كل بيت في العالم، ومن وراءها أنظمة عدة دول تملك أكثر من ثلثي مقدرات العالم بوزاراتها ومؤسساتها، ومن وراء كل هؤلاء يقف عدو الإنسانية الأول والأكثر براعة (الشيطان).. فإذا لا تعتقد أن هذا كافي لينال إهتمامك، فما هو الشيء الذي يستطيع أن ينال أهتمام حضرتك؟!

نأتي الآن لفقرة ماذا نفعل؟.. تثقف وثقف، تعلم وعلم، تأدب وأدب، تمسك وأمسك، تزوج وزوج، تحصن وحصّن، تحرص وأحرص، تجنب وجنّب.. وأخيرا، أكمل قراءة هذا المنشور وأنشر.. ولن أقول لك بأنك لو لم تنشر هذا المنشور لعشرة أشخاص فإنه سيحدث كذا وكذا …….الخ، بل سأطلب منك ذلك بكل أدب وأحترام، أو فلتدع جاري المعتد بنفسه (سعيد) يفعل ما يريد، بل ما المانع لو فعلنا كلنا ما فعله (سعيد)؟! أحيييه..

 

? لقراءة المزيد من المقالات.. أشترك بقناة الكاتب على التليجرام:

? https://telegram.me/abdullmalek_sam/1692

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى