عدم نجاح الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم دون ان تقدم خدمة واضحة ومؤثرة وتسكت السن العدو المتربص شيء، واستهداف قيمنا وثوابتنا العقائدية والاخلاقية شيء اخر !
بالامكان ان تأتي حكومة مهما كان شكلها ان تقدم الخدمات وتتخطى العقبات وتسعد الناس وهذا حاصل في كل البلدان ، سواء حكمها طاغية او معتدل او اسلامي النهج ،لكن الاعداء اصابونا بمقتل دون ان يكون لنا فعل يوازي هذا الهجوم الذي يجري في عقر دارنا ! تعلمنا ان نتوقف عند منجز واحد ونذكره ونهلل له كل وقتنا ، مثلا نحن انتصرنا في معركتنا العسكرية ضد شراذم الخرافة والانحراف ، وهذا شيء عظيم ولافت ، وشهد به الاعداء قبل الاصدقاء ، لكن العدو لن يعترف بالهزيمة ولايتردد في ابتكار الوسائل والطرق التي يهاجمنا من خلالها، واخطر مايجري هذه الفترة هو ، ظهور الشباب على بعض قنوات التواصل وهم يتشبهون بالأناث في كل شيء ، وربما اكثر انوثة من الاناث، وخصوصا على تطبيق ( التكتوك ) الذي من خلاله يظهر الشباب ببث مباشر يتخطون فيه كل الخطوط الحمر، والترويج للشذوذ والمظاهر التي لايسعني ان اصفها بكلمة او عبارة ، وذلك لما يحدني من حرمة وحياءُ! ليس سهلا ولا هينا ان نرى اقبال الشباب نحو التخنث ويتبعهم عند ذلك الرهط الذي يتبعهم من المتابعين مريضي النفوس ، ان ظهور شاب على الهواء متجردا من ما يستره من لباس ووضعه لمساحيق ومواد تجميل ليبدو ذو هيئة جاذبة للاخرين ، وتحدثه بغنج تجهله اغلب الفتيات ! امر ينذر بخطر تفوق المثلية وبطريقة ينذر بحصول تقهقر قيمي مؤسف ! ان غياب دور الرقابة الاسرية التي اشرنا اليها مرارا ، يدفع باندفاع افواج من الشباب وهم تحت نوازع المراهقة نحو الانحراف والانحراف المؤكد الذي يستحيل معه ردعهم بعد تعديهم سني الشباب ، لكون ما يمارسونه يصبح بالتكرار عادة وطبع ثابت ، ولنا ان تتصور حجم المأساة عندما يتحول شبابنا وفلذات اكبادنا لذكور انثوية ان جاز الوصف ! قد يقول قائل هذا امر طبيعي وجود ثلة منحرفة ووضعهم الاجتماعي السيء هو الذي مهد لهم الانحراف ولاداعي لكل هذا القلق! والجواب كلا ليس الامر بهذه السطحية ، حيث انتشر هذا الداء في بيوت معروفة بالعفة والتدين والاستقامة وهذا الذي اقصده من ان العدو غزانا في عقر دارنا، ان وجود جهاز ذكي بيد مراهق منعزل يجعله عرضة للانحراف سلبا او ايجابا ، ورغم اني ذكرت ذات مرة ضرورة اهتمام الاسر بشأن ابناءهم من كلا الجنسين ، لكني اعتقد الان استحالة ان يستطيع رب الاسرة ان يضبط ايقاع كل ابناءه وتحصينهم من الانحراف ، يذهب العقلاء الى محاربة المسوغ الذي يؤدي للخطأ! فهل بالامكان منع ابناءنا من اقتناء اجهزة الموبايل مثلا ! طبعا لا ! لان جهاز النقال يمكن وصفه بعود الثقاب ، فمرة يستخدم لاضرام النار للطبخ واطعام جائع ، ومرة اخرى لحرق مؤسسة كاملة بكل محتوياتها ان اضرمنا النار في شيء صغير قابل للاشتعال ، عليه اعتقد ان تتبنى الحكومة وتحديدا ( وزارة الاتصالات ) برنامجا دقيقا لحجب المواقع التي تسيء للذوق وللاخلاق ، ولو بشكل جزئي ! لان الاكتفاءبمقولة عدم امكانية التأثير لمعالجة الكارثة، يقتل الحل ! وهل هناك كارثة اكبر من ان يفسد الشباب وينحرف المجتمع !
الان لدينا فرصة لتدارك الامر ولاسيما ونحن مقبلون على حلول شهر التضحية والبطولة محرم الحرام لكي نضع برامج جديدة تجذب الشباب نحو الاستقامة وهم متفاعلون مع واقعة الطف وهذا الجمع الهائل من الشباب يمكن توظيفه لبث قيم الرجولة والتضحية بدلا من ذكر مكررات حفظناها لكثرة تكرارها ! وذلك من خلال فضائيات اسلامية وما اكثرها في عراقنا ! ان الذي اكتبه ليس مقالا وانما صرخة تحذيرية لكل من يعتقد بضرورة الحفاظ على ثروة الامة وهل هناك ثروة اكبر او اثمن من فلذات اكبادنا .