التلخيص:
1- ستراقب واشنطن بعناية إعلان العراق الأخير عن إنهاء استيراده الغاز، في غضون السنين الثلاث المقبلة، لأنه سيعني كذلك؛ إنهاء اعتماد العراق على الغاز الإيراني، علمًا أنَّ إيران توفر زُهاء (40%) من احتياج العراق للطاقة.
2- وعد رئيسُ الوزراء العراقي الحالي الرئيسَ الأميركي أن يتوقف العراق تدريجيًا عن استخدام واردات الطاقة الإيرانية لشبكة الكهرباء العراقية، جزءًا من مبادرة أوسع للحدِّ من قوة أذرع إيران السياسية والاقتصادية والعسكرية في العراق. ستمنح أميركا العراق الآن مليارات الدولارات الأُخر لإنقاذ ميزانيته، كما ستمنحه إعفاءً آخر لاستيراد الغاز والكهرباء الإيراني، مدة محددة (ربما ثلاثين يومًا)، لكنِ العراقيون سيصرفون الأموال، ويواصلون استيراد أكبر قدر من إمداد الطاقة الإيرانية، كما كان حصل من قبل؛ إن لم يكن أكثر.
3- في الواقع، يستطيع العراق أن يُنهي اعتماده على الغاز الإيراني بسهولة نسبية إذا أراد ذلك حقًا؛ إذ إنَّ إجمالي احتياطي العراق المؤكد من الغاز الطبيعي زُهاء (131) تريليون قدم مكعب، ويحتل (المركز الثاني عشر) في ترتيب الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من الغاز في العالم، وربما يكون الاحتياطي أكبر من ذلك بكثير؛ إذ لا يُنقَّبُ عن احتياطي الغاز، مثلما يُنقَّب عن احتياطي النفط في العراق.
4- يرتبط معظم احتياطي العراق من الغاز الطبيعي، بالنفط الموجود في حقول النفط الكبيرة جنوبي البلد، وكانت هناك تحركات مشجعة من حين لآخر نحو جمعِ هذا الغاز، عوضًا عن إحراقه بعد استخراج النفط من الآبار وحسب.
5- ستشمل المرحلة الأولى من خطة حقل الناصرية -وكذلك حقل الغراف- تجفيف الغاز المنبعث من الشعلة وضغطه؛ لتوليد أكثر من (100) مليون قدم مكعب قياسي من الغاز كل يوم، وستشمل المرحلة الثانية توسيع محطة الناصرية؛ لتصبح بكاملها منشأة للغاز الطبيعي المسال؛ إذ ستجمع (200) مليون قدم مكعب من الغاز الجاف والمسال كل يوم.
6- سيذهب هذا الغاز المنتج جميعه إلى قطاع توليد الطاقة المحلي؛ إذ صرَّحت شركة (بيكر هيوز – Baker Hughes) قبلًا، أنَّ معالجة الغاز الذي كان يُحرَقُ في هذين الحقلين؛ سيوفر لشبكة الطاقة العراقية (400) ميغاواط من الكهرباء. إذا سُمح للشركة البدء بتنفيذ المشروع؛ فسيستغرق التنفيذ زُهاء (30) شهرًا، ويمكن بعد ذلك طرح خطط مماثلة لتطوير مواقع إحراق الغاز الرئيسة الأخرى، التي شملت في المدة: 2018 – 2020؛ حقل الحلفاية الذي يُحرَقُ فيه (300) مليون قدم مكعب كل يوم، وحقل (Ratawi) الذي يُحرقُ فيه (400) مليون قدم مكعب كل يوم.
7- يُعدُّ مشروع شركة غاز البصرة؛ مشروع الغاز الرئيس الوحيد الذي أُحرِزَ فيه تقدم كبير في العراق على مر السنين، تدير المشروع شركةُ (شل – Shell) البريطانية العملاقة للنفط والغاز، التي تمتلك حصة قدرها (44%). صُمِّمَ مشروع شركة غاز البصرة في المرحلة الأولى؛ لتمكين العراق من زيادة استقلاله في مجال الطاقة، وتحقيق التنويع الاقتصادي بالتقاط الغاز المشتعل حاليًا من حقول: الرميلة، غرب القرنة – 1، الزبير.
8- وصلت شركة غاز البصرة، إلى معدل إنتاج يبلغ (1035) مليون قدم مكعب في اليوم، سنتي 2019- 2020، وهو أعلى معدل إنتاج للغاز في تاريخ العراق، ويكفي لتوليد زُهاء (3.5) (جيجاواط) من الكهرباء؛ أي: يكفي لتشغيل ثلاثة ملايين منزل تقريبًا، كما أنَّ الشركة مسؤولة كذلك عن إمداد زُهاء (70%) من غاز (البترول) العراقي المسال (LPG)، وتعزيز قدرات العراق التصديرية، ما ساعد البلد على أن يصبح مُصدِّرًا لغاز (البترول) المسال، منذ سنة 2017.
الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات