مقالات

عون نجح في تأجيل الصدام إلى مرحلة مقبله؟

كتب إسماعيل النجار،،

والثنائي الشيعي يشتري الوقت متأملاً حصول متغيرات إقليمية قد تنقذهُ من الاصطدام بالحائط المسدود.
.في لحظة سياسية بالغة التعقيد، يُراهن العماد جوزف عون على خطط الجيش كـ”مخرج إنقاذ” مرحلي يؤجِّل الانفجار ولا يمنعه.
من هنا أعطى عون إشارة الإنطلاق إلى قائد الجيش رودولف هيكل لطرح خطته وإخراج الجميع من النفق ولو مؤقتاً وبدون أي توقيت للبداية والنهاية؟
فيما يظهر الثنائي الشيعي وكأنه يراهن على عامل الوقت بانتظار متغيرات إقليمية قد تخلط الأوراق، مع أنّ الوقائع الميدانية والسياسية تُثبت يوماً بعد يوم أن هذا الرهان خاسر وعليه أن يعلن موقفاً ويبادر، وأنّ الانتظار قد يتحول إلى مصيدة قاتلة. وأن أحد أكبر أوجُه القادم علينا هو الصدام العسكري الداخلي ونشوب حرب أهليه سيكون اول ضحاياها لبنان ومؤسساته على رأسها المؤسسه العسكرية.
.نواف سلام ماضٍ في تطبيق ورقة بارّاك بحذافيرها، بينما إسرائيل تعربد يومياً بالقصف والاغتيالات والخروقات من دون رادع، والجبهة الداخلية تُستنزف بين تسويات مؤقتة وحملات شيطنة ممنهجة تُدار من بكركي ودار الفتوى وبعض القوى المسيحية المتصهينة التي لا تُخفي مشروعها الإلغائي تجاه الشيعة.
البعض فَرِحَ لمخرجات القرار الذي صدر عن الحكومة الأسبوع الماضي، والجميع يجافي الحقيقة التي أُخفِيَت عن عيون اللبنانيين وهي أن المواجهة حتميه وقادمة ولا مفر منها.
الثنائي الشيعي اول المراهنين على الوقت كعادتهم، مع علمهم اليقين أن شراء الوقت لم ولن يكون لصالحهم أبداً، فإسرائيل تعربد وتقصف وتغتال وتتجاوز كل الحدود والأعراف الدولية والقوانين ولا تلقى أي رد على ما تقوم به!
.إنّ أخطر ما يواجه الطائفة الشيعيه اليوم ليس السلاح الإسرائيلي وحده، بل هذا التآمر الداخلي المموّل سعودياً والمدعوم أميركياً، حيث يُراد للشيعة أن يُدفعوا إلى خانة “الخطر على الوطن” بدل أن يُعترف بدورهم في حماية لبنان. وما تصريحات البطريرك الراعي وسمير جعجع، وخطب المفتي دريان، سوى أوراق مكشوفة في دفتر المشروع الأميركي السعودي الرامي إلى استئصال الطائفة من لبنان.
الطائفه الشيعيه بعد حرب أل ٦٦ يوم تغير مزاجها ولم يعودوا كما كانوا بسبب وحشية وقساوة الهجوم الإعلامي والسياسي الذي شنه عليهم مَن يُفترض أنهم شركائهم في الوطن وإخوة في المواطنة والهويه.
.لقد شكل اليمين المسيحي المتصهين رأس حربة الهجوم على الشيعه والبعض منهم طالب بإبادتهم ورميهم في البحر والبعض الآخر طالب بتهجيرهم الى العراق وإيران،
بكركي لم يَكُن دورها أقل كراهية من القوات اللبنانية وحزب الكتائب ودار الفتوى الكل شريك بمحاصرة الشيعه بمباركة وتوجيه من المبعوث السعودي ” يزيد بن فرحان” الذي اعتبر أن أي سني لا يقف مع قرار المملكة هو مرتد وخائن وخارج عن طاعة ولي الأمر!
.الصبر الذي يمسك به نبيه بري والشيخ نعيم قاسم قد يتحوّل من فضيلة إلى فخّ قاتل. فالتاريخ القريب يعلّمنا أنّ من ينتظر طويلاً يواجه لحظة الحقيقة وحيداً. و”الثور الأبيض” الذي أُكِل أولاً لم يكن سوى مقدمة لأكل الثور الأسود. واليوم، الطائفة الشيعية مهددة أن تكون الثور الأخير إن لم تُبادر وتتحرك لتفرض معادلة جديدة تُخرجها من موقع الدفاع الدائم إلى موقع المبادرة.
المطلوب ليس الانجرار إلى حرب أهلية، بل منعها قبل أن تقع عبر قلب الطاولة سياسياً على اليمين المسيحي المتصهين.
والمطالبة بإحصاء سكاني وتحديد أحجام جميع الطوائف والذهاب نحو مؤتمر تأسيسي وإعطاء كل ذي حجم حجمه الطبيعي؟ يجب أن تُلغى المناصفه والطائف تم إنهائه بقرارات الحكومة وتم نعيه. لذلك يجب شنّ هجوم إعلامي شامل عليهم يفضح التواطؤ الداخلي مع إسرائيل. وإعادة تعريف المعركة باعتبارها معركة وجود لا تُدار بالصبر بل بالمبادرة.
.إنّ أي مراهنة على الخارج لن تُنقذ الطائفة الشيعيه. لأن الإنقاذ الحقيقي يبدأ من الداخل، لقد وعينا أنّ الصبر لم يعد استراتيجية، بل عبء قد يُكلّف الشيعة وجودهم السياسي والوطني.
إصحوا قبل فوات الأوان!.

بيروت في،، 13/9/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى