الأمريكان والصهاينة.. مابين فشل المفاوضات الجارية وحتمية المواجهة القادمة
عبدالجبار الغراب
في ظل الصمت العربي والأسلامي المقيت والتغاضي والتجاهل العالمي الكبير لكل المجازر والجرائم المرتكبة بحق سكان قطاع غزة الصابر والصامد من قبل الكيان الاسرائيلي والغير مسبوقة في التأريخ العالمي الحديث والمعاصر والتي لم تشهد لها الإنسانية مثيل أن تعرض لها شعب مثل هكذا إبادة جماعية في منطقة جغرافية صغيرة واقعة في ظل الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 17 عام، وهي الآن وبدخول الشهر الحادي عشر من العدوان الإسرائيلي عليها قد راح ضحية هذا الإجرام آكثر من (41) ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء وأكثر من (100) ألف جريح: ومازال مقاوميها الأبطال يلحقون بالصهاينة الخسائر الفادحة ويضعونهم في مأزق عديدة تعالت عندهم الأصوات الداخلية للمطالبة بضرورة عقدهم لصفقة وإيقاف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة لفشلهم الذريع بعدم تحقيقهم للأهداف وتلقيهم للضربات القوية العسكرية الآتية من قوى محور المقاومة من حزب الله اللبناني والجيش اليمني والمقاومة الإسلامية العراقية، وايضا ترقبهم والإنتظار الشديد الذي شل حركتهم الاقتصادية وفتحت بها كامل الملاجئ وأغلقت مطاراتهم أمام المسافرين وأستنفرت بذلك كل دفاعاتهم الجوية وجاءت لإسنادهم المدمرات وحاملات الطائرات والأساطيل والسفن والغواصات العسكرية الأمريكية والغربية للدفاع عنهم لما هو قادم وحتمي وأكيد للردود المحسومة القرار من قبل اليمن وإيران وحزب الله في لبنان.
إحتمالات فشل المفاوضات الجارية بما يصر عليه الكيان ببقاء قواته على محور (فيلادلفيا) وهو ما يعد تجاوزآ لمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية وهو ما يرفضه الجانب المصري والذي من المنتظر ان يكون له ردآ حازمآ واضحآ، لتتوسع خيارات الردود القادمة بفضاعة الإرتكاب المتزايد للمجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وإنتهاكهم المتزايد لكل المواثيق والقوانين الدولية المعنية بإحترام حقوق الإنسان، ليضع الكيان الإسرائيلي نفسه بين مخاطر الزوال من خلال الردود الأكيدة لمحور المقاومة بإقدامه بالاغتيالات الجبانة لقادته الكبار، فلا كان للإعلان الثلاثي الصادر من قبل الأمريكان ومصر وقطر لعقد المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة عقب الاغتيالات الغادرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري الكبير لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت رسمها للمعالم لصورة قد تقود لإنفراجه في طريق إنهاء الحرب على قطاع غزة قد تجنبهم ردآ كبيرآ مزلزلآ واسعآ من قبل إيران وحزب الله واليمن، والذين واضعوا خيار عقد المفاوضات وإجراء صفقة تبادل للأسرى تخفيفآ للرد الحتمي المدروس إذا ما تم إعلان وقف الحرب على قطاع غزة.
وضع الأولويات الكاملة في إطارها الصحيح من قبل محور المقاومة في الحفاظ على دماء الفلسطينين وإيقاف الحرب ورفع الحصار والذهاب الى عقد المفاوضات وإنجاحها وإتمام عقد صفقة تقود الى إنهاء الحرب بصفه شاملة في قطاع غزة: كلها مواضيع إسناد ظاهرة ومؤكدة من قبل قوى المقاومة ومنذ يومها الأول لإنطلاق عمليات إسنادها والتي من خلالها حققوا وبقوة نجاحات عسكرية داعمة للمقاومة الفلسطينية، وهي تأكيدات كاملة لاجدال فيها وطالما أصرت عليها قوى الإسناد لإيقاف عملياتها، وحاليآ في تأخيرها للردود على الكيان الإسرائيلي باختراقه للخطوط الحمراء بهدف تام هو إيقاف العدوان على قطاع غزة وبجعل الرد القادم له وقته المرتب وزمنه المناسب.
فما بين فشل المفاوضات الجارية والردود الآتية من قبل محور المقاومة خيارات كلها قادمة وخطيرة لها تصاعدها الواضح إذا ما كان للكيان مسارات متشعبه في طرق غير واضحة المعالم، ولحتمية المواجهة القادمة ضرورتها مع الأمريكان والصهاينة والتي ستحددها سير المحادثات الحالية بين الوسطاء القطريين والمصريين ومعهم الأمريكين والجانب الإسرائيلي وبغياب تام للمفاوض الفلسطيني الذي كان له موافقته السابقة على مقترح الرئيس الأمريكي والذي أصدر به لأحقا قرارآ من مجلس الأمن الدولي والذي رفضه الكيان، وما سيترتب عليها سير الأحداث القادمة بمختلف سيناريوهاتها المتعددة لحالات فشل المفاوضات فكل الأنظار تتجه نحو محور المقاومة المنتظر آصلآ لما يدور في دهاليز المفاوضات والتي أظهر فيها الصهاينة وبرضى أمريكي واضح لإفشال المحادثات القائمة والتي مر على مدتها أسبوعين ومؤشرتها الأولية لها دلالاتها على تعمد كبير للصهاينة لعرقلتهم لإتمام عقد صفقة، وهي مرواغات صهيونية لأخذهم للوقت لتأخير الرد الحتمي من قبل محور المقاومة، وهي وجهة نظر فاشلة لعلمهم الواضح على قرار الرد الحاسم، وما وصول قوات كبيرة من الأمريكان والغرب للدفاع عن إسرائيل من هجمات قادمة مفاجئة لمحور المقاومة ردآ على الاغتيالات الصهيونية الحمقاء لقادتهم إلا تأكيدآ لمخاوف الأمريكان والغرب المتنامية في إلحاق الرد المتوقع من قبل إيران وحزب الله والجيش اليمني أضراره الكبيرة على الكيان الإسرائيلي.