شكلت الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة الفلسطيني وبفضاعة إرتكابهم للإبادة الجماعية؛ في كشفها النهائي للعجز العالمي ولدول كبرى طالما كان لها مناداتها المستمرة بإحترام حقوق الإنسان وحمايته من مختلف الجرائم والإنتهاكات، وبالمنظمات الكبرى التي أظهرت عدم قدرتها وفشلها في الدفاع عن المظلومين، وبالمحاكم الدولية التي أنشئت لأغراض حماية الإنسان وعجزها عن ألزام الكيان بإيقاف حربه على غزة، وبالحقارة العنصرية والكيل بعدة مكاييل عندما يكون المظلوم الإنسان العربي، وبالتخاذل العربي والإسلامي من القادة والحكام ورضوخهم التام للصهاينة والأمريكان ونظرتهم للكراسي للبقاء على سدة الحكم كصفقة للسكوت لإرتكاب الكيان للمزيد من الجرائم بحق سكان القطاع. فتدرجت كامل الأمور في إيضاحاتها المختلفة لكل المسارات المتخذة من قبل الصهاينة والأمريكان من أجل تداركهم لكافة خسائرهم التي يتعرضون لها من كل محور المقاومة الإسلامية والتي تراكمت عليهم في إحداثها لإنعكاسات تأثيرية كبيرة في كل النواحي والمجالات المختلفة ومعه أيضا حلفائه وسقوط هيبتهم ومكانتهم الدولية وصولآ الى حشرهم في زاويا ضيقة عديدة أستنفذوا بها كل خياراتهم العسكرية للتضائل معها مختلف أوراقهم كأساس هام قد ينقذهم من مستنقع غرقهم التام في وحل قطاع غزة العميق لعلهم يحققوا من خلالها إنجاز لتصويره كنصر لجمهورهم الداخلي وحلفاءهم الغربيين، فكان لبديل تنفيذهم للاغتيالات الهمجية بحق قادة محور المقاومة الإسلامية وإغتيالهم في طهران للشهيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس وفي لبنان وأغتيالهم للقائد العسكري الكبير الشهيد فؤاد شكر إدخالهم لأنفسهم في كارثة خطيرة ستهوي بهم الى الزوال لعجزهم العسكري التام لعدم تحقيقهم للأهداف المعلنة والمخفية وعلى مد عشرة شهور كاملة من عمر حربهم العبثية على قطاع غزة الفلسطينية.
أحدثت الإغتيالات الهمجية للكيان الإسرائيلي في خلقها الحاسم والأكيد والقرار النهائي والقادم لا محاله لتأديب الكيان من قبل قوى محور المقاومة، لتتعدد بذلك سيناريوهات الردود المتوقعة في ظل الأستنفار الأمريكي والغربي الكبير في حشدهم للقوات العسكرية للدفاع عن الكيان الإسرائيلي البغيض ومخاوفهم المتزايدة عن إتساع دائرة الحرب الشاملة، فمن سيناريو الأنتظار والرعب الشديد وعدم معرفتهم بموعد الرد الوشيك من قبل إيران والتي أكدت وبقرار حاسم على حتمية الرد وهو نجاح ظهر وبان تأثيره في كافة المدن المحتلة بالحاقها بالعدو الإسرائيلي الخسائر الفادحة بتوقف عجلة العمل والتحرك والذهاب والمغادرة في المطارات وخروج أغلب الإستثمارات الأجنبة وسياسية الحرب النفسيه التي بدأت وبشكل كبير وضوحها في جانب المجتمعات الإسرائيلية وقلقهم التام وبقاءهم أكبر زمن في الملاجئ، وما يقوم به جهاز الشاباك بتوفيره للملاجئ وحمايته للوزراء واجتماعاتهم المغلقة وداخل الأنقاق الأرضية تشكيله لتأثيرات نفسية كبيرة تعاظمت في صفوف الكيانات الإسرائيلية.
سيناريو الإغتيالات وهو موضوع كبير ومطروح ومعد وإذا ما تحقق سيكون له تأثيره الهام على صعيد إظهار القوة الإستخباراتية العالية التي يتفوق فيها حزب الله اللبناني وما مسيرات الهدهد الثلاث إلا تأكيدآ لقدرة الحزب في تنفيذه للرد وتحديدة للهدف المختار وفي الوقت المناسب للإنطلاق وفي إنتظار إقتناص الفرصة لتسديد الضربة وهي محل دراسة وترتيب سيكون مدروس والتي ينظر اليها الجميع على قدرة حزب الله لتنفيذ هذا السيناريو مما يجعله يزيد في الانتظار هو الترقب للاصطياد لصيد كبير يقابل مكانة وحجم الشهيد فؤاد شكر، وما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية موخرآ عندما قام حزب الله بإطلاقه للمسيرات في نهاريا كان ذلك بتواجد رئيس إستخبارات الكيان مما جعلهم يرتعدون جراء ما يمتلكة حزب الله من معلومات بوجود هذا الصيد الثمين.
سيناريو الضربة المباغتة الموحدة من قبل قوى محور المقاومة من اليمن ولبنان وإيران والعراق تلحق بالكيان أكبر خسائر عسكرية في قواعده ومنشآت ومصانع تصنيع حربية ومواقع عسكرية في مدن محتله عديدة تشل من قدراته على الرد وتجعله يعيد كل حساباته قد تدخله في متاهات ليتقبل بعدها الضربة ويتحملها، فالواقع الذي تحدثه هذه الضربة المباغتة سيكون لما بعدها ضرباتها النهائية لا تقوم للكيان بعدها قائمة إذا ما أقدم على الرد، وسيناريو للرد اليمني والموضوع والمجهز وبانتظار ساعة الصفر للتنفيذ وقد إتت المسيرة اليمنية يافا لتأكيدها لقدرة اليمنيين المتنامية على إظهارهم لمختلف القدرات المتطورة وإخراجهم للمفأجات المتتالية ووضعهم للعديد من السيناريوهات العسكرية لتنفيذهم للرد على كيان الإحتلال لإلحاق به الخسارة جراء إستهدافه الجبان للمنشآت المدنية بقصفه لخزنات النفط بميناء الحديدة والجاعلين منها أهداف في كل حروبهم الإجرامية، وما يحدث في غزة الآن إلا كواقع جديد لماضي إجرام لمجازر الصهاينة والأمريكان بحق الإنسانية، الى سيناريو الصفقة التي قد يحاول الكيان الصهيوني إدخالها في إيقافه للحرب بغزة لتلافي وتجنب ردود محور المقاومة والتي سيتوقف إسنادها ما أن توقفت الحرب على قطاع غزة وهو الطلب الواضح والتي تصر عليه قوى محور المقاومة، وهنالك بعض المؤشرات منها البيان الثلاثي الأمريكي المصري القطرى الموحد للكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لإستئناف المفاوضات في (15) من أغسطس الحالي وقبل ذلك لننتظر الرد القادم والأكيد