ثقافيةمقالات

الداعي الاخلاقي عبر عالمين. !

د. محمد ابو النواعير

ما فهمته، ان حصر الوعي الأخلاقي الانساني في اطار الواقع الانساني الحياتي المعاش، سيهلك ذاك الوعي بجزئيات الصراع والتنافس والتسابق، التي يقوم عليها هذا الواقع، مما يدفع هذا الوعي للاضمحلال، وعدم ادراكه الا لما هو قريب من تجربته المعاشة، وبالتالي سيكون من الاستحالة حصول حالة الترقي الاخلاقي والسمو النفسي، لتَقيّد الوعي بادوات الصراع والتنافس التي جبلت عليها النفس البشرية.

كسر هيمنة الواقع، واخراج الوعي الى مساحة اوسع واكبر، وهي عالم الآخرة او عالم ما بعد الموت التي تنضبط مفاهيمها بحسب السردية الدينية، والنظر لمفهوم الجزاء الآخروي الكبير جدا، والمتمثل باشكال العقاب والثواب، تجعل النفس الانسانية ووعيها الأخلاقي، ينطلقان لمديات اخلاقية اوسع واكبر من قوقعة الصراع والتنافس الدنيوي، مما يقود الى اهتمام بشري اكثر بمنظومة الاخلاق الدينية التي تكون عادة غير خاضعة لقوانين الصراع الدنيوي، كما هي قواعد اخلاقيات الصراع والتنافس.

وهذا هو الفرق بين الاخلاق الوضعية الدنيوية التي تبنتها مؤسسات التنشئة الاجتماعية في الغرب، والتي قادتها الى انهيارات اخلاقية متتالية حتى وصلت الحضيض، بسبب اقصائها للدين، كآلية لتوزيع مهام الوعي الاخلاقي ما بين عالم الدنيا، وعالم الجزاء في الآخرة، وبين الاخلاق الدينية (الاسلامية انموذجا)، والتي تجعل من الوعي الأخلاقي بعالم الآخرة، كصمام امان للوعي الاخلاقي الدنيوي.

النتيجة:
الدين، ضرورة لحياة الوعي الأخلاقي المتسامي في ذاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى