كانت للولايات المتحدة دراسة، يتم فيها استخدام 520 قنبلة نووية، لصنع بديل استراتيجي عن قناة السويس، عبر إسرائيل في ستينيات القرن الماضي، ولعلها تكون هذه الفكرة مفيدة لأكثر طرق الشحن البحري حيوية في العالم، وتسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لديهم.
دعت الدراسة إلى استخدام المتفجرات النووية، في حفر قناة البحر الميت، عبر صحراء النقب بطول 160 ميل تمر بإسرائيل.
تعتبر صحراء النقب ذات أهمية جغرافية وسياسية، وتشكل مركزا حيويا وذات مساحة واسعة، وأهمية في المشاريع الإستراتيجية التي تنفذها إسرائيل في المنطقة، وفيها من المواقع العسكرية والأمنية الحساسة، ومن بين تلك المواقع هو مفاعل “ديمونا” النووي، الذي تأسس عام 1958 بمساعدة فرنسا، وانتهى بناؤه عام 1964، ويعتقد إن إسرائيل تمتلك فيه ما بين 80 إلى 90 رأسا نوويا.
يعد مفاعل ” ديمونا” أحد الأسرار العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني، إضافة إلى وجود قاعدة رامون ومطار رامون والعديد من القواعد الجوية ومناجم الفوسفات في تلك الصحراء.
تقع صحراء النقب جنوب فلسطين، وتمتد من عسقلان إلى رفح على الحدود مع سيناء، ومن الشرق ايلات والبحر الميت، ومن الغرب رفح حتى الحدود المصرية، ومن الشمال غزة وجبال الخليل، استحوذت إسرائيل على صحراء النقب منذ عام 1948.
لصحراء النقب مكانة خاصة في فكر “ديفيد بن غوريون”، وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل، وعَدَّ “بن غوريون” هذه المنطقة هي جزء حيوي من دولة إسرائيل، وخطط للاستيلاء عليها وعلى “ايلات” التي تعد ممرا إلى البحر الأحمر ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط.
فََرْض السيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني من خلال الاقتصاد، وإنشاء ممر اقتصادي تشارك فيه كل من (الولايات الأمريكية المتحدة والهند، والإمارات العربية المتحدة والسعودية، والأردن وإسرائيل وايطاليا وألمانيا والاتحاد الأوربي)، السر الحقيقي لحرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني، ضد كل ما هو فلسطيني من بشر وحجر، وعمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية، والرغبة في اجتياح الأراضي الفلسطينية حتى ميناء حيفا ضمن قناة “بن غوريون”، هذه الخطط التي تتمحور حول مواجهة التمدد الاقتصادي والتجاري للصين.
أما الإجراء الحاسم هنا والذي يعزز من ولادة “شرق أوسط جديد”، يتماشى مع طموحات الولايات الأمريكية وحلفائها، “هو ضرب المقاومة الفلسطينية”، والتي تمثل تهديدا مباشرا لهذا المشروع، وتحقيق الأمنية في الحصول على جميع الأراضي سواء في غزة أو الضفة الغربية.
في سنة 1955 صرح بن غوريون “إن اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه، وعلى نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل”..
وبعد هذا الكلام علينا اليوم أن ندرك، إن خضم المعركة برمتها، هي معركة عسكرية سياسية اقتصادية.