
وهل تحتمل أميركا وأوروبا عبئ مالي وعسكري ثاني بعد جبهة أوكرانيا؟
أسئلة تطرح نفسها أمام الرأي العام العالمي في ظل تكلفة الحروب الكبيرة التي تشعلها أميركا على الكرة الأرضيه،
في هذا الشرح سأوضح أكثر تفصيلًا عن الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران، مميزًا هذا الصراع عن غيره من الحروب التي سبقت وندعوا الله أن يوفقنا لكي نصيب ولا نخطئ،
السؤال الأول لماذا هذا الصراع مختلف؟
والجواب واضح لأن الضربات المباشرة بين الدولتين النوويتين إسرائيل وإيران تحصل للمرة الأولى منذ عقود، شنّت خلالها إسرائيل هجمات جوية مباشرة على مواقع إيرانية، بما في ذلك منشآت نووية وعسكرية، مما أطلق ردة فعل غير مسبوقة من إيران بمئات الصواريخ والطائرات المُسيَّرة أصابت أهداف حساسة في قلب تل أبيب وحيفا وصحراء النقب وتعرضت لأول مرَّة منذ تأسيس الكيان عاصمته السياسيه لدمار مخيف لم يسبق إن شاهده العالم من قبل،
الضربات الإيرانية استهدفت مرافق إستخباراتية عالية السرية والحساسية الحقت أضرار بمستشفى سوروكا التي يتواجد تحته مراكز عملياتيه صهيوني مهمتها تنفيذ تفجيرات واغتيالات في العديد من دول الجوار ،وأصابت الضربات أيضاً سوق الأوراق المالية في تل أبيب، الحقت أضرار ودمار في حجم وخطورة غير معتادين مقارنة بالحروب الإقليمية السابقه التي خاضتها إسرائيل،
هذا التصعيد أدى إلى صدمة قوية في أسواق المال والنفط، بعد تهديدات بإغلاق مضيق هرمز، ما رفع الأسعار بنحو 10–11٪ ، وجعل حجم الأضرار على إسرائيل عسكريًا وإقتصادياً ضخم جداً ولا يُحتمل،
عملياتياً أطلقت إيران أكثر من 650 صاروخ و300 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال نحو أسبوع، ما تسبب في وقوع نحو مئة قتيلً ومئات الجرحى ،
ولم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من اعتراض أكثر من 3٪ من تلك الصواريخ التي نجحت في إلحاق أضرار ببنى تحتية حيوية كالمنشآت الصحية والمطارات والبورصة ودمرت مبانٍ تبلغ قيمة أعمارها مليارات الدولارات،
فتكلفة الدفاع وحدها (اعتراض صواريخ بطاريات Arrow وIron Dome) تُقدّر بنحو 4–5 مليار شيكل في ليلة واحدة (~1–1.35 مليار دولار) كما أُعلنَ أن هجمات إسرائيل على إيران كلفتها أكثر من 1.5 مليار دولار إضافية،
داخلياً الأسواق الإسرائيلية تأثرت بالحرب فهبطت قيمة shekel قبل التعافي مع تقلبات حادة في البورصة، وجاء تخفيض التصنيف الائتماني من S&P وMoody’s إلى “A” و“Baa1” على خلفية المخاطر الأمنية .
تقارير دولية تأخذ في الاعتبار نطاقًا أوسع للحرب (لبنان-إيران-قطاع غزة) وتشير إلى احتمال خسائر اقتصادية للكيان تقارب 45 % من الناتج المحلي في 2024–2025 مع عجز يصل حتى 15% من GDP ،
هنا يكمن الهدف من سؤالي هل تستطيع إسرائيل تحمل قصف إيراني بهذه الكثافة لـ 6 أشهر قادمة؟
الجواب هو، لا (اقتصاديًا وعسكريًا) وللأسباب التاليه..
أولاً نفاذ الذخائر لديها،بينما إيران لم تستنفذ 2% من ترسانتها الصاروخية الإستراتيجيه خلال أسبوع واحد، مما يعطيها قدرة على الاستمرار بالقصف بنفس الوتيرة إلى أعوام طويله ولكن هل تصمد إسرائيل؟ فهيَ تاريخياً إعتادت على شن الحروب القصيرة رغم كلفتها العالية، مع العلم انه كان بإمكانها تداركها لأنها جميعاً شكلت إعتداءآت على الغير! ولكن حرب طويلة متعددة الجبهات (ضد إيران وحلفائها) قد تُضعف الاقتصاد الآسرائيلي بشكلٍ مستدام وتوقعها تحت خسائر فادحه وديون،
إذاً إلى متى تستطيع أن تتحمل إسرائيل خسائر إقتصاديه وعسكرية في ظل حجم الضرر الحالي اللاحق بها؟
خسائرها من القتلى والجنود أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى المدنيين وغيرهم.
والذخائر الثقيله بدأت تنفذ،
إذن، إذا استمر القصف الإيراني المكثف لنحو 6 أشهر، فإن إسرائيل ستواجه انهيارًا اقتصاديًا وعسكريًا ملحوظًا، وستضطر إما للتوصل إلى هدنة أو الاعتماد الكثيف على الولايات المتحدة والدعم الدولي الذي سيكلف واشنطن وعواصم الغرب أموالاً طائله،
لذلك إن إسرائيل مهزومة ومتضررة وتنتظر الفرج ولكنها تكابر وإيران اختبرتها وأميركا تعرف ذلك ولذلك لن تشارك بالحروب الإسرائيلية طالما تستطيع التملص من التورط ليس لأنها عاجزة بل لأن نتنياهو يريد إشعال حرب عالمية ثالثه،
بيروت في ،،
21/6/2025