شؤون اقليميةمقالات

ترامب .. واستجداء الهدنة !!

باقر الجبوري

قد يتصور البعض ان القرار الامريكي بوقف العمليات العسكرية في اليمن قد جاء بسبب الخسائر الامريكية التي تكبدها في تلك المعركة على أيدي الحو..ثيين من إسقاط طائرات F-18 ومسيرات Q9 المتطورة واصابات مؤكدة لحاملات الطائرات وهزيمة تلك القوات في المعركة وماتبعه من خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة غلق الممرات البحرية !!
نعم .. هذا جزء من الموضوع ولكن ليس الكل !!
وقد يتصور البعض ان الموضوع متعلق بتبعات الضربة الاسرائيلية التي وجهت لليمن قبل ايام واستخدمت فيها خمسون قنبلة زنة الواحدة منها ( طن ) ماعدة القنبلة النووية التكتيكية التي تم تأكيد استخدامها في العملية مون العملية جائت بدون ارادة أو نوافقة أمريكية !
مع اننا نعلم ان إسرائيل لاتستطيع حتى من تنفيذ عملية عسكرية حتى على اراضي فلسطين المختلة إلا بموافقة ومباركة امريكية وأن كل تلك القنابل والطائرات القاصفة ( المصنعة في أمريكا ) لاتستخدم الابموافقة وعلم مسبق من أمريكا !!
نعم وهذا جزء من الموضوع لانها نقلت المعركة الى أبعد من كل تصورات الامريكي والاسرائيلي ولكن ذلك ليس السبب وراء أيقاف العمليات العسكرية !!
والبعض يقول أن أمريكا باعت أسرائيل بإتخاذها قرار وقف الحرب في اليمن وهذا الكلام بدأ ينتشر حتى في اسرائيل ومن اعلى المناصب الحكومية والسياسية فيها بدعوى أنها فكرت في مصالحها الخاصة وتناست مصالح اسرائيل وحماية امنها واقتصادها الذي هو أهم مطالب الحكومات والرؤوساء الامريكان السابقين واللاحقين !!
والحقيقة ان الموضوع أكبر من ذلك !!
القضية ببساطة متعلقة بزيارة الرئيس الامريكي ترامب الى دول الخليج لجني الغلة من دول المنطقة ( السعودية والامارات وقطر والخ ) وتأمين الوضع الامني لترامب أثناء تلك الزيارة !
الحقيقة الثابتة ان المجالد ( گلاديتور ) والبطل الاوحد في العالم وحامل إرث البابوية الجديد ( كما يدعي ) وهو السيد ترامب ( يخشى ) من قيام الحو..ثي باستهداف المطارات السعودية أو الاماراتية أثناء تلك الزيارة وما زاد من مخاوف ترامب هو أعتراف ( دول الغلة ) بعدم القدرة على صد أي هجوم يمني محتمل لترامب وهذا ماسيكون مهيناً مذلاً لامريكا بشكل عام ولترامب بشكل خاص !!!
ويعتقد ترامب كما يعتقد غيره أن الحو..ثي لن يتوانى ولو للحظة في توجيه ضربة عسكرية للمطارات او لمحل اقامة الرئيس ترامب أثناء تلك الزيارة حتى وأن لم يكن القصد منها القتل المباشر لترامب !!
بمعنى إستهداف لمجرد الاهانة وتخيل نزول رئيس أكبر دولة في العالم الى الملاجيء في حال توجيه صاروخية على مقر أقامته من دولة محاصرة كاليمن تقاتل أكثر من عشرون دولة ( سنية ) و( غربية ) متحالفة ضدها منذ أكثر من تسعة سنوات !!
للتذكير …
● في وقت سابق قام الحو..ثي بقصف مطار بن غوريون في فلسطين المحتلة وجود ( النتن ياهوا ) فيه بعد عودته من أمريكا !!
● اعتراف أسرائيل بعجزها عن ايقاف الصواريخ والمسيرات الحو..ثية مع ماتملكة من ترسانة مهولة من منظومات الدفاع الجوي الامريكية والاسرائيلية وهذا مالاتملكه كل ( دول الغلة ) التي سيزورها ترامب !!
ولهذا السبب أصدر ترامب قرار وقف الحرب على اليمن وعلى الاقل خلال فترة زيارته للمنطقة مع يقينه بإن الجميع سيقف عاجزاً عن حمايته لو فكر الحو..ثي بفتح صوامع الصواريخ واستخدامها في الوقت المناسب !
والمضحك أنه يدعي أن الحو..ثي هو من طلب منه ذلك .. فعلا أضحكني !!
وهكذا … الجبان ترامب يهان !!
أما بالنسبة للحو..ثي فيتبع المثل الشغبي العراقي ( المبلل مايخاف من المطر )!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى