شؤون اقليميةعراقيةمقالات

السفارة الأمريكية في العراق والمصالح المستقبلية..!!

غيث العبيدي !! ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في البصرة

مهمة ”السفارة الأمريكية“ في العراق من الناحية التقليدية، ووفق الأعراف والقوانين الدولية، مهمة ”دبلوماسية“ لحماية المصالح الأمريكية، والمباشرة في رعاية مصالح مواطنيها، ووسيلة لتنظيم الاتصال بين البلدين، والعمل على ديمومة استمرارها، وأداة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية واقتصادية، على ضوء السياسات التي تصاغ في واشنطن وتتبع في العراق.

توصيف مهمة ”السفارة الأمريكية“ في العراق، بسفرائها المتعاقبين على امتداد المراحل الحساسة والخطيرة التي عصفت بالبلاد منذ عام 2004 ولهذه اللحظة، غير تقليدية وتتجاوز المهام الدبلوماسية، ولا تتقيد بالاعراف ولا تلتزم بالقوانين الدولية، ولا تنتهي عند حدود ”سيادة العراق“ فكانت مقاصد الأدوار التي لعبتها وستلعبها لاحقا «أن لم تلجم بحجر» والمهمام المناطة بها، إضافة لما ذكر أعلاه هو؛ الولوج بأدق وأهم واخطر التفاصيل الداخلية للبلد، حتى وان كانت تحمل درجة عالية من السرية!! وعلى كافة المستويات،والتي تبدأ ”بالسياسية مرورا بالدينية والأمنية وتنتهي بالاقتصادية والاجتماعية“ لتضرب على غفلة قلوب العباد بهدف السيطرة عليهم.

تحاول”السفارة الأمريكية“ في كل مرة أن تجعل من العراق ”سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا“ يدور في فلكها ويقع تحت تأثيرها، ونجحت في تحويله إلى”بالونة اختبار“ من خلال تحديد الأهداف وإبراز الغايات، لمعرفة مدى إفراط المجتمع العراقي في ردود أفعاله، هل هي مربكة وتثير القلق، ام أنها عادية ودون المستوى ويمكن السيطرة عليها !!؟

تصريحات السفيرة الأمريكية المرتقبة ”تريسي جاكبسون“ الاستفزازية والمثيرة للجدل، لم تكن بهذا السياق فقط، بل هي مكلفة بمهام استثنائية تنوى الإدارة الأمريكية إسقاطها على الواقع العراقي، ويمكن أن نقول إن هناك جملة مخاطر هلامية تنوى الإدارة الأمريكية فعلها !! أو أيهام العراقيين بأنهم مقبلين عليها، ومن ثم تبدأ رحلة الاستثمار فيها، وصناعة مسوغ شرعي لإبقاء ”القواعد والقوات والشركات الأمريكية“ اطول فترة ممكنة في العراق، فقد تكون التطورات القادمة لا بفتح نفس الملفات القديمة، وانما فتح ملفات جديدة تتعلق بالمنظومة الأمنية العراقية «الحشد الشعبي وفصائل المقاومة» مع الاستعانة بالملفات القديمة، لصناعة ظروف قاسية ستحدد في حينها، وخلق عقلية شعبية إجرامية و انتقامية في البلاد، علما أن هناك فئات وتيارات وجماعات شعبية وسياسية ستكون”لجاكبسون“ عون وعلى الشعب فرعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى