الهدف القومي الاعظم والاسمى للكيان المحتل، هو قيام دولة اسرائيلية، ذات هوية يهودية ”بصبغة صهيونية“ بوصفها حركة الانبعاث الاجتماعي والثقافي لليهود، من خلال سعيها الدؤوب لتشكيل مجتمع صهيوني مسلح، وشيوع نظام القوة بين كافة المستعمرات الصهيونية، لارتكاب المجازر الدموية والابادات الجماعية، وتهويد ارض فلسطين، وشعبها و أنهارها و أشجارها و أحجارها، ولتبربر تعسفها بالآخرين وخرقها للقوانين والأعراف الدولية، قدمت نفسها على أنها الضحية النقية الوحيدة التي تستحق أهتمام وعناية المجتمعات الغربية بها، فأبلت بلاءآ حسنا، وأوصلت رسالة للمجتمعات الدولية، على أن هناك ”وحش“ ينتظر اليهود في الخارج !!
ولتحقيق المزيد من متطلبات أمن إسرائيل القومي، وللحصول على وفرة محترمة من مصادر المياه والطاقة، سعى الصهاينة من خلال القوة العسكرية، ومبادرة السلام المقبولة عربيا، لفرض شرعيتها اللاشرعية على لأراضي التي استولت عليها وطردت الفلسطينين منها بالقوة!! حفاظا على الهوية اليهودية، والذات العسكرية، واستراتيجية الردع الانتقامي، والقوة المفرطة، هي التي ستحقق لهم ذلك .
وحتى تؤمن نفسها بشكل كامل، وتفرض سيادتها ليس على فلسطين وحسب، بل وعموم المنطقة العربية، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، عملت تل أبيب بكل الوسائل والامكانيات المتاحة، وطوعت كل ماهو غير متاح لصالحها، من خلال تعميق علاقاتها مع الأنظمة السياسية الغربية، وتفريخاتها من المؤسسات الأممية، فعملت على إلغاء معالم وحضارة وشواهد الدولة الفلسطينية، ومنعت العالم الغربي من الاعتراف بها، وعزلتها كدولة قائمة قبل أن يولد الكيان المحتل بألالاف السنين، لتصبح فلسطين بلد اشباح ومدينة بلا معالم !!
مصالح إسرائيل وأهدافها الاستراتيجية ووقوعها ضمن المعسكر الغربي الرأسمالي، مضاف لها الارتباكات العربية، والهزائم الماحقة التي لحقت بهم، وتقاعس المسلمين عن نصرة القضية الفلسطينية، على طول فصولهم من عام 1948 ولغاية ماقبل طوفان الاقصى، ميزت اسرائيل نفسها على أنها الدولة من ”وجهة نظر يهودية“ القادرة على صناعة نظام عالمي جديد او سد نقص النظام العالمي السائد حاليا، حيث عدت نفسها على أنها أحد أهم أركان ولادة أو أفول الأنظمة الاقوى في العالم.
الانظمة السياسية بصورة عامة، و”النظامين السياسيين الأمريكي والبريطاني“على وجه التحديد، هم المسؤولين الأهم والابرز، على تطور هذا الكيان الإرهابي في كل مراحله وفصوله، ومساندتة وقيامة واعتراف الدول به كدولة، وعليه يصح أن نقول.. إن الانظمة السياسية في الدولتين اعلاه، هم من وضعوا بيد الارهابيين سيوف، وبيد المجرمين بنادق، وبيد المتطرفين سكاكين وبيد العنصريين فؤوس، وهم من حولوا كوكب الارض لعوالم، البقاء فيها للمجرم الاقوى والارهابي الأعنف.
ووفقا لكل تلك المعطيات ولدت عملية الطوفان المباركة، لتعيد الأمور لنصابها الحقيقي، ولتكشف زيف الضحية الصهيونية، على حقيقتها الإرهابية، وتوحشها الاعمى، فلم تخطئ عنوانها إلى الجماهير المظلومة.
وبكيف الله .