مقالات

حواريّتي مع الهفهاف بن المُهند الراسبي…

بقلم: علي السراي

ما أن استيقظت صباحاً لصلاة الفجر حتى تبادر إلى ذهني أن الدورة التبليغية في معسكر الانتظار ستبدأ اليوم عند الساعة الثامنة صباحاً، ( فغبطتهم ) ودعوت الله لهم بالموفقية والسداد، ليجتاحني شعورٌ بألم البعد عنهم وعدم تمكني من الالتحاق بهم لأكون معهم وبينهم نادباً بذلك حظي العاثر ، وبقي ذلك الشعور ملازماً لي حتى جلست أمام مائدة الإفطار أُفكر ملياً بمعسكر الانتظار، وإذا بإسم الهفهاف بن المُهَنَّد الراسِبي يخطفُ من أمامي مسرعاً، فتبعته لأستوقفه وفي ذهني عشرات الاسئلة التي تدور في مُخيّلتي عن واقع الشيعة اليوم.

يا أيها الراسبي رويداً ، أخبرني لمَ قد تأخرت عن الالتحاق بمعسكر الحسين؟
لمَ لمْ تكن من المبادرين حضوراً كحبيب وعابس وزهير؟
ولمَ قد التحقت بالركب بعد انتهاء القيام وقد أدرك الجميع الفتح ؟
لمَ؟ ولمَ ؟ ولمَ ؟ ….

قصة الراسبي هذهِ تفرض نفسها على مسرح الانتظار والتمهيد اليوم وبقوة ، فالمعسكر هو المعسكر، وحسين زماننا هو المهدي، والهدف ذاته الهدف، إحياء دولة الغدير المذبوح بسيف السقيفة الغادر،
والسؤال هو هل يُعيد الشيعة قصة الهفهاف ليلتحقوا متأخرين عن النصرة ؟
أم يكونوا كحبيب وعابس وزهير في مقدمة الركب ؟
أوَلسنا مَن ندعي ياليتنا كنا معكم؟ فلمَ التمني؟ وحتى متى ؟ ونحن نعيش أجواء كربلاء ، والمعسكر يستعد، والحسين ينادي فينا ( من التحق بنا استشهد ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح) …

كم من الهفهاف يعيش بيننا اليوم وعددنا أكثر من ٣٠٠ مليون موالٍ للمهدي ويدعي النصرة ؟
أوليس حرياً بهم أن يلتحقوا بركب الإمام قبلَ قِيام القيام ؟

أليس من واجب كل من يوالي علياً اليوم تقع مسؤولية متابعة علامات الظهور المبارك ليرى أين ومع من يقف على مسرح الإعداد والتمهيد وما الواجب الملقى على عاتقه ؟

أوليس على شيعة علي اليوم التهيّوء والاستعداد وإيجاد قواعد النصرة وعناصر القوة والمنعة والمُكنة لقيام قائم آل محمد؟

ماذا لو أعجلَ الهفهاف الفرس؟ أليس سيكون قد تشرف بالقتال بين يدي سيده الحسين ليستشهد ولكي يحتسبه مع أصحابه؟

أنا على يقين أن لوعةً قد أصابت قلبه بألم وحسرة كونه قد تأخر قليلاً عن الوصول … تماماً كما اشعر الان بذات اللوعة وأنا بعيد عن معسكر الإنتظار.
فما بال شيعة علي اليوم وكأن الأمر أمر قيام القائم لايعنيهم أو هم متماهلون فيه ؟
ولِمَ ثوب الهفهاف ؟
مالي أرى سوادكم وقد انشغل عن نهضة إمامه وقيامه بزخرف الدنيا الخّداع وبُهرجِها ؟
لمَ التأخير عن الإلتحاق في معسكر الإنتظار ….؟

أين الشيعة من حديث أبي عبد الله (عليه السلام) ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره ؟؟؟

فأين أنتم يا شيعة علي ولمَ التمهل؟؟؟

ولمن لم يعرف قصة الهفهاف الراسبي البصري الذي وصل إلى كربلاء عندما انتهت المعركة، ورفعت رؤوس أهل البيت واصحابهم على الرماح، فقاتل عسكر عمر بن سعد حتى استشهد (رضوان الله عليه)، فقد کان فارساً شجاعاً بصرياً من الشيعة المخلصين في الولاء، أمّرهُ أمير المؤمنين عليها على البصريين من قبيلة الأزد، ويُعَدُّ من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام.

وهنيئاً لكل المتواجدين الآن في معسكر الانتظار …

يرونك سيدي بعيداً
ونراك قريبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى