اقتصاديةثقافيةعراقية

استثمار الطاقات الكامنة في جامعة البصرة

✒️رياض العيداني

.. مقدمة ..
تعد جامعة البصرة من إحدى أكبر وأقدم الجامعات في العراق وتضمّ الجامعة العديد من الكليات ذات التخصصات المختلفة الطبية والهندسية والعلمية والأدبية.
تأسست جامعة البصرة في الأول من نيسان (أبريل) سنة1964، بدأت الدراسة في خمس كليات (العلوم، الهندسة، الاقتصاد، القانون والآداب) في السنة الدراسية الأولى 1964-1965 وقبلت في وقتها 816 طالبا وطالبة.
خلال سنوات عمرها ، تطورت الجامعة كثيراً وأصبحت إحدى مراكز البحث العلمي في العراق ، فالجامعة لديها الآن ( 21 كلية تحتوي على 83 قسما علمياً ) ، تدير ( 11 مكتباً استشارياً و 16 مركزاً علمياً ) ، تقوم بنشر ( 16) مجلة ودورية علمية.
سنوياً يتخرج من الجامعة أكثر من (17,000 طالب وطالبة) للدراسات الأولية فضلاً عن الدراسات العليا (الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه) ، وهذا العدد الكبير نسبياً يزج به الى سوق العمل الغير قادر على استيعابه ، وبالتالي تجد أغلبهم لا يملكون أي عمل وهذا ما سيجعل البعض منهم يتخذ طريقاً غير صالح أو يسبب لهم العديد من الأمراض النفسية .
فمن غير المعقول أن لا تكون هنالك خطة حقيقية لاستيعاب الخريجين في هذا البلد ، فالطالب يقضي أكثر من (22 عام) في الدراسة وما بعدها يجلس في البيت لينتظر شفقة الأحزاب عليه لإيجاد فرصة للعمل !!! ، لذا اقترح التالي:

تأسيس شركة مساهمة لاستقطاب الخريجين من جامعة البصرة :
تعد فكرة تأسيس شركة مساهمة من المشاريع المهمة التي يجب التفكير فيها وتطبيقها في جامعة البصرة في ظل الأعداد الكبيرة التي يتم تخريجها من كل عام .
فالكوادر المتقدمة في أي شركة تجدها موجودة في الجامعة منها الكوادر الهندسية والفنية والقانونية والادارية .

وفي حال تم منح الشركة بعض عقود المشاريع الخدمية ، فقد تؤدي إلى الإيجابيات الاقتصادية التالية:
1-. توفير أعمال للشركة : ستعطي هذه الخطوة الشركة فرصة لتوفير المزيد من الأعمال وزيادة دخلها.
2- زيادة الدخل للجامعة والمنطقة : تعزز الشركة النمو الاقتصادي للجامعة والمنطقة القريبة منها من خلال توفير المزيد من الوظائف للخريجين.
3- تقليل التكاليف : قد يعمل العمال المؤهلون على تقليل التكاليف إذا تم توظيفهم بشكل جيد .
4- تعزيز المؤهلات : من خلال العمل في شركة مساهمة ، يمكن للخريجين تنمية مهاراتهم وزيادة خبراتهم ، وهذا سيؤدي إلى تحسين فرصهم في الحصول على فرص عمل أخرى في المستقبل.
5- تحسين الخدمات : قد يتم تحسين الخدمات المقدمة للجمهور وتقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة.
6- تحقيق الأرباح : سيعمل تطوير الشركة المساهمة ورفع مستوى الخبرات والمؤهلات للعمال على زيادة الأرباح المالية للشركة وتحقيق العائد المالي المستدام .

.. خلاصة ..
في ظل وجود الخبرات المحلية فمن الضروري أن يتم الاعتماد عليها في الاستشارات وتنفيذ المشاريع بدلاً من اللجوء الى شركات غير كفؤة المسمات بأسماءٍ أجنبية والتي تعمل على تضخيم الكلف التخمينية للمشاريع وبالتالي تستنزف خزينة الدولة ، هذا من جانب ومن جانب آخر من الضروري ايجاد الحلول المناسبة والبديلة للقضاء على البطالة خارج نطاق التوظيف الحكومي .
فمن المعروف أن العمل في الشركات الخاصة هو أعلى أجراً من القطاع الحكومي وأكثر تطويراً للمهارات .
إن أرباح الشركة المساهمة ستجعل جامعة البصرة تفكر في فتح اختصاصات علمية جديدة تتلائم مع احتياج سوق العمل ، وبالتالي ستزداد الطاقة الاستيعابية للجامعة في الخطة السنوية لاستقبال الطلبة الجدد ، ففي كل عام تقرياً تظهر العديد من التخصصات في العالم تجدها مشتقة من العلوم التي تدرس في جامعة البصرة .
إن الفائدة الحقيقية من هذه الشركة ليست لجامعة البصرة فحسب ، بل ستكون لجميع المساهمين في هذه الشركة ، فللجهور (المواطنون) نصيبٌ بالتأسيس كنسبة من رأس المال وكذلك من الأرباح السنوية ، وبذلك ستسود ثقافة الاستثمار بالأسهم ، بدلاً من الاكتناز ، وهذه هي الفائدة الرابعة من تأسيس الشركة المساهمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى