المقاومة الإسلامية في فلسطين بين إدراك الضعف واستثمار القوة…!
غيث العبيدي ! ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في البصرة
تقاليد الصراع الحالي في فلسطين، وأساليب المنافسة، و المنجزات الغير مألوفة في مناورات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، عظمت قوتها ذاتيا، بعد أن استشعرت بأنها في قوة ضعفها أمام قوة عسكرية في اعتى جبروتها، وان المنازلة التي تخوضها المقاومة غير متكافئة جملة وتفصيلا، ولكي تكون لهم الكلمة العليا ويعلو صوتهم فوق صوت العدو، وايصال رسالة للعالم أجمع، موصوفة ببلاغة متناهية، ومطابقة تماما لواقع الحال، كان لابد لهم من استشعار مكامن ضعف عدوهم، واستثمار قوتهم بكامل طاقتها، والشروع ”بالضربة الانتقامية“ ظهرا وبطن !! ليحدثوا انقلاب صادم في مفاهيم القوة !! فاحيانا قوة الضعف تغلب ضعف القوة، أن شاءالله تعالى، وهذا تماما ما حصل في عملية طوفان الأقصى •
فكرة تفكيك المقاومة الإسلامية «حماس» وفك ارتباطها بمغذياتها وبيئتها الخارجية «محور المقاومة الاسلامية» هي هاجس الإسرائيليين الاول، قبل طوفان الأقصى، واكدوها بعد طوفان الاقصى، من خلال أعلان القضاء عليها تماما، ودونوها بالرقم ”واحد “ في بنك الاهداف العسكرية المتوحشة على قطاع غزة !!
وكلما تعددت محاور القتال بين المقاومة الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، وعلى اكثر من جبهة بدون احكام القبضة، على هذه الجبهة، وذلك المحور، والخروج منها والعودة إليها لأكثر من مرة، يعني في المدلولات والمفاهيم العسكرية، أنهم لايملكون ابعاد بشرية كافية تمكنهم من البقاء والسيطرة، مما أتاح الفرصة للمقاومة الفلسطينية، بأن تطيل أمد المعركة، فكلما طالت المعركة، أعيدت للمربع الأول، ومثلما حصل في غزة، سيحصل في رفح، وسيؤجل الحسم بل سيلغى نهائيا، وهذه اهم استراتيجيات المقاومة سواء كانت في فلسطين أو عموم محور المقاومة •