شؤون اقليمية

واشنطن تقتل بيد وتُطعم بالأُخرى.. موقف الغزيين من المساعدات الأمريكية

وحدة الاعلام

بالأمس، قام شاب فلسطيني غزي بتوثيق رفضه لقبول المساعدات الأمريكية، حيث أكد أنه لا يمكن له قبول مساعدات من دولة تشارك في فرض الحصار على قطاع غزة وتسهم في استمرار قتل أبناء الشعب الفلسطيني فيه، وأشار إلى أن هذه المساعدات لا تتعلق بالحاجة للطعام فحسب، بل هي تحمل رائحة قذرة تعكس سياسة الاحتلال والظلم التي تمارسها بحق الفلسطينيين، وبيّن الشاب أنه قام برمي هذه المساعدات في سلة المهملات، مؤكدًا أنه لن يقبل المساعدات إلا من الدول التي تدعم القضية الفلسطينية بصورة فعّالة، مثل البرازيل وجنوب إفريقيا، والدول العربية الشقيقة، حيث إن البيت الأبيض يولي اهتمامه الأول لمصالح الكيان الإرهابي في المنطقة، على الرغم من تصريحاتهم الكاذبة والمستمرة عن حقوق الإنسان، لكن عندما يتعلق الأمر بتل أبيب فالأمور تختلف بشدة.

أمريكا وسياسة إبادة الفلسطينيين

يذكر أن أكثر من 30 ألف شهيد وما يقرب من 150 ألف جريح هم نتيجة استخدام الأسلحة الأمريكية التي قُدمت للكيان، وعبر البيت الأبيض مراراً عن دعمه للعمليات العسكرية الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي عدة بيانات أدلى بها منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أكد رفض الولايات المتحدة فكرة وقف إطلاق النار النهائي في قطاع غزة، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى استمرار سيطرة حركة حماس على القطاع، وعلى الرغم من ذلك، يعربون عن دعمهم لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، دون اتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة المتضررين في غزة، أو إجراء محادثات مع الشركاء في المنطقة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم.

ونظرًا لعدم حدوث أي تطور جديد حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تدعو إلى تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت جديد بهدف تحرير الأسرى، وتظهر التصريحات الأمريكية التي تشير إلى التوتر المزعوم بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وسياسات “إسرائيل” فيما يتعلق بالهجمات على قطاع غزة، حيث يعبر الرئيس الأمريكي عن قلقه بشأن الضحايا المدنيين ويحث “إسرائيل” على التحلي بالحذر، لكن “إسرائيل” تستمر في تلقي الدعم الأمريكي بينما تواصل هجماتها، وتظهر محاولات بايدن للتأثير الإعلامي على “إسرائيل” من دون اتخاذ إجراءات قاطعة، بهدف تقليل الخسائر المدنية دون التدخل بشكل أكبر، ويرجع ذلك إلى تصاعد الضغوط الدولية والانتقادات تجاه سياسات “إسرائيل”، وفي الوقت نفسه، يسعى بايدن للحفاظ على توازن بين دعم حليفه الإستراتيجي والتعبير عن قلقه إزاء الخسائر المدنية الكبيرة في قطاع غزة.

وتشير التصريحات الأمريكية إلى استمرار التوتر في غزة والقصف الإرهابي للكيان، حيث يزداد عدد الشهداء نتيجة للهجمات الجوية الإسرائيلية باستخدام الأسلحة الأمريكية، وتبدو استراتيجية الولايات المتحدة رعناء في مواجهة الأزمة، حيث تستبعد فرض حظر على تسليم الأسلحة إلى “إسرائيل”، وتفضل التفاوض الهادئ كطريقة إعلامية غير فعّالة، وتركز واشنطن على محاولة خداع شعبها بالتصريحات الجوفاء بينما تتجاهل مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ومن جهة أخرى، لا تبدو المساعدات المقدمة لقطاع غزة تؤثر بشكل كبير على قرارات “إسرائيل”، بل تستمر الولايات المتحدة في دعم “إسرائيل” وتعتمد استراتيجية التفاوض كوسيلة رئيسية، وذلك على الرغم من استمرار الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ سياساتها دون تأثر كبير بالضغوط الدولية.

وتل أبيب أكدت مرارا عدم وجود ضغط كبير على رئيس الوزراء، وأن “إسرائيل” ستواصل جهودها العسكرية، ويبدو أن الدعم العسكري الأمريكي لـ “إسرائيل” مستمر، وتشير الوقائع إلى محاولات الإدارة الأمريكية لتحقيق أهداف الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على السكان الفلسطينيين وتهجيرهم، كما تظهر المؤشرات على أن هناك هزيمة قريبة لـ “إسرائيل”، ولكن لأن الولايات المتحدة لا تصدق ذلك، فإنها تخطئ في سياساتها أكثر فأكثر، حيث يعكس الواقع الميداني أهمية الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل” وتأثيره على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

مصالح الكيان هي الأهم

يثير الدعم الشديد الذي تحظى به “إسرائيل” من الولايات المتحدة على الصعيدين السياسي والعسكري استياءً دوليًا وانتقادات بسبب الآثار السلبية على الحقوق الفلسطينية والعدالة الاجتماعية، وبالتالي، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة و “إسرائيل” تظل محوراً للانتقادات في المنطقة، وعلى الرغم من معارضة المجتمع الدولي لهذه المجازر والعمليات التدميرية في قطاع غزة، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تؤيد حاليًا فكرة وقف إطلاق النار هناك، حيث أكدت المواقف الأمريكية على عدم تغييرها في هذا الصدد، مشيرة إلى أن وقف النار لن يخدم سوى مصلحة حركة حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى