البحربة اليمنية ومفاجأتها المستمرة في قلبها للموازين والمعادلات العالمية
عبدالجبار الغراب
كشفت مجريات الأحداث الجارية حاليآ بقطاع غزة الفلسطيني وما رافقتها من إتساع وامتداد لنطاق العمليات العسكرية في المنطقة نتيجة الأوضاع الإنسانية المآساوية الكارثية التي إصابة كل سكان قطاع غزة بفعل ما يتعرضون له من إبادة جماعية جراء الحرب العدوانية التي يشنها كيان الإحتلال الإسرائيلي وبدعم مباشر سياسيآ ولوجستيآ وماليآ وعسكريآ أمريكيآ وغربيآ واضحا، لتعطي كل هذه الوحشية إيضاحاتها الكاملة للعديد من الصور والأمور وتضع بفعلها مختلف الشعوب العالمية وبكافة المنظمات والهيئات الدولية أمام العديد من التساؤلات وهم يشاهدون فضاعة هذه الكارثة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولماذا كل هذا الصمت الذي أصاب اغلب الحكومات ولماذا هذا الخوف والإذلال والانبطاح التام للقادة العرب والمسلمين رغم مشاهدتهم للغرب والأمريكان يدعمون الظالم الإسرائيلي لمواصلة حربه القذرة على الشعب الفلسطيني المظلوم فكلهم صامتون مكتفيآ بعضهم مستخدمآ أبواقه الإعلامية في تصديريه لمواقف كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، وبرغم كل هذه المظاهرات الشعبية العالمية والمستمرة المطالبة بوقف الحرب بقطاع غزة، الا انه اصبح للتجاهل عنوانه الظاهر ويتضح الأمر الواقعي الحالي لقوى الإستكبار العالمي بأنه لامكان للضعيف المظلوم صاحب الحق والمحروم من العيش في وطنه المحتله والمغتصبة وان التفرقة والعنصرية والإزدواحية في المعايير هي أساس الهيمنة والغطرسة والإستكبار في هذا العالم المنافق الدجال، وان من سيعلن مساندته لنصرة المستصعفين فهو في دائرة الخطر الأكيد وسيكون في مواجهة قوى الشر والطغيان، وهذا ما تأكد وبان عندما أعلن اليمن واليمنيين مساندتهم الفعلية لنصرة القضية الفلسطينية.
ليمتد الصراع الإستكباري التي تقوده أمريكا لتشن نار حقدها وخبثها من جديد الذي أنهار سابقآ بخسارتها الحرب وعلى مدار عقداً من الزمن لم تستطيع ومعها قوى ودول عديدة كسرها لإرادة وشوكة وصلابة وصمود اليمنيين، بل انه كان لإنتصاراتهم عناوينها البارزة في إضافتها للمزيد من القوة والعزيمة في مواجهة الشر واعوانه والوقوف مع الحق واهله، فبرز الموقف اليمني التأريخي الإنساني الفريد في إعلانه الفعلي المباشر لإسناد الشعب الفلسطيني بضربهم لكيان الإحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات وصولآ لمنع سفنه من العبور والمرور في البحر الأحمر والعربي او الذاهبه الى موانئه من اي دولة كانت يتوقف ذلك الا بشرط إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ليسارع الأمريكان للدفاع عن مصالح الكيان فحشدوا قواتهم وأساطيلهم البحرية وسفنهم العسكرية ومع الإنجليز شنوا حربآ على اليمن وشعبها آملا منهم بتراجع اليمنيين عن موقفهم المساند للشعب الفلسطيني، ليغوصوا مجددآ في مستنقع اليمن ويغرقوا في بحرها وسواحلها الممتدة بالألاف من الكيلومترات لتتوسع دائرة الإستهداف اليمني لسفن الأمريكان والإنجليز ردا على عدوانهم الهمجي والجبان.
لترتفع الأحداث في نسقها التصاعدي بفعل أفعال الأمريكان وعسكرتهم للبحار والممرات وبمفأجات متتالية للبحرية اليمنية كان لها فرضها لمتغيرات في موازين القوى العالمية وخلقها لمعادلات ردع قوية وإخراجها لتطورات عسكرية وبكفاءة قتالية وبطائرات مسيرة بحرية وغواصات وصواريخ ذكية أسقطت طائرات الأمريكان التجسسية الفائقة التقنية التي يصعب إستهدافها لتربك معها قوى العدوان والحقت بسفنهم العسكرية اضرارها الجسيمة وأغرقتها في مياة البحار العميقة.
الفشل الأمريكي في ردعه للقوة والإصرار المستمر والثابت لليمنيين بمحاصرة كيان الإحتلال قادتها الى فرضها لأوامرها عن طريق اعوانها المتصهينين من الأعراب لكسرهم الحصار الذي فرضه اليمنيين على كيان الإحتلال، ليزداد بذلك إنكشافهم والذي هو عار عليهم بفتحهم جسراً برياً من الإمارات والسعودية عبر الأردن لإدخال البضائع والعتاد العسكري للعدو الإسرائيلي.
خيارات أمريكية سابقة فاشلة ومحاولات حثيثة مستمرة لإعادتها للواجهة ومن جديد لجعلها مؤثرة على اليمن كتصنيفهم السابق والحالي بوضعهم لليمنيين ضمن لائحة الإرهاب الأمريكي، وأوراق قديمة تبعثرت ولأعوام سابقة من عدوانها الكوني على اليمن لم تحقق لهم الفوائد والأهداف فكانت خسارتهم المدوية وانكساراتهم الكبيرة، وحتى حالياً في تشكيلهم لتحالف دولي بحري لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وفشلهم سريعاً منذ اللحظات الأولى لتشكيله برفض لدول عديدة في الإنضمام إليه، ومؤخرا وما أعلنه الإتحاد الأوروبي في إرساله لقوة بحرية عسكرية بقيادة إيطاليا وتصريحهم السابق للحظة وصولهم للبحر الأحمر بأن المقصد منها حماية للسفن التجارية فتم التأكيد بعدها من الجيش اليمني إستعداده التام لمواجهة كل المخاطر والتحديات، وما تحاول اعداده كبديل لفشلها في القضاء على القدرات اليمنية في تنفيذها لإغتيالات للقيادات اليمنية خيارات كلها فاشلة وتنم عن
الضعف والهوان والخزي الذي وصل إليه للجيش الأمريكي.
المفاجأت المستمرة لقوات البحرية اليمنية أدهشت الأمريكان، وما جاء على لسان قائد القيادة المركزية الوسطى وبعض قيادة جيشهم بأنهم يخوضون أكبر معركة بحرية في تاريخه لم يتعرضون لها منذ الحرب العالمية الثانية وهي إعترافات بالتفوق اليمني وبتطورهم المستمر والمتصاعد في المجال العسكري والتصنيع الحربي والتي غيرت معها القواعد العسكرية لقوى الإستكبار وقلبت بذلك كل الموازين والمعادلات العالمية.