ثقافيةشؤون اقليمية

يمن السيادة والقرار.. ومعركة الجهاد والإسناد

عبدالجبار الغراب

لتآسيس الدول وبناؤها لابد من توافر عدة عوامل ضرورية وهامه ينبغي على السلطات الحاكمة التماشي فيها على عدة مستويات رفيعة في الأداء، حكيمة في إتخاذ الإجراءات السليمة، فاهمة لجميع المتطلبات الأساسية، تمتلك روح الولاء للوطن، ناظرة للاحتياجات السكانية حقوق لتوفيرها في كافة المجالات المختلفة التي يكون لها عامل بناء ورفعة للوطن وللأفراد، ومن هنا تتوافر مداميك البناء والحماية اذا كان للقرار حرية في الإتخاذ.
الدول العربية كلها او بعضآ منها ومنذ قيامها سواءً قديمآ أو حديثاً كانت تتبع محاور عديدة في الولاء أو التبعية والأنصياع، فبعضها تابعة للمحور الشرقي والآخرى للمحور الغربي، وهذا ما كان له تأثيراً كبيراً في رسم سياساتها والتحكم في قرارها، فكانت هذه الدول ليس لها إنفراد صحيح وواضح في إتخاذ قرارها، وهذا ما جعل من العرب والمسلمين منقسمين وفي آخر سلالم التقدم و التطورات التى حدثت في العالم.
ان مواكبة التطورات السريعة، والتقدم الصناعي والتفوق التكنولوجي والعسكري الذي حدث في العالم ماكان ليحدث هكذا إلا بسبب إمتلاكها للقرار والتفرد به والتحكم في قراراتها ووضعت سياساتها الإصلاحية بنفسها، وكانت السيادة والإستقلال أهم معالم التطور والتفوق والنجاح، وأعدت الخطط ورسمت الخرائط للبناء وشيدت المعالم والطرق الواضحة، ووظفت قدراتها الهائلة وسخرتها للعلم والنهوض والتطور والتقدم لشعوبها والحماية والدفاع عن أوطانها من كل المعوقات التي يمكن حدوثها.
اليمنيين وعلى مدار عقود طويلة لم يمتلكون القرار والذي كان مرتهن بأيادي دول خارجية ومنها السعودية ولمنافع دول أخرى غربية، والتي كانت لهم كل التحركات والتدخلات في القرار اليمني، بل وكانت لأطماعهم نصيب في أراضي البلاد: وبالتالي عندما أحست السعودية وخصوصآ قبل عشرة أعوام بخطر الضياع بوجودها السابق في اليمن بفعل ما كان لها من ولاءات قبلية تعطيهم المرتبات الخيالية ولها إرتباطات بقيادات الدولة السابقة فتصرف بكامل الأمور وتحكمت بالقرارات: فما كان عليها الا إفتعالها للأسباب ليتم شن الحرب على اليمن واليمنيين بداية مطلع عام 2015م.
بروز وظهور جماعة يمنية عاشت وقائع مريرة بفعل مؤامرات السعودية العدوانية عليها: هذة الجماعة تمثلت بأنصار الله اليمنية الإيمانية الوطنية عقيدتها بالله العظيم ونهجها القرآن الكريم وإرتبطت بهدى الله ومعرفته، لها يقين رباني بإحقاق حقوق اليمنيين وبنصرة كافة المستصعفين، وإرجاع الحقوق المنهوبة والقرارات المسلوبة، فكان للنصيب والقدر الإلهي رفده لليمنيين بقيادة إيمانية ثارت بوجه المستكبرين بثورة عارمة يوم 21 سبتمبر 2014 م وتصدت لدول الشر والغطرسة تحالف العدوان السعودي الأمريكي وانتصرت مع شعبها وشقت مسارات وأهداف عديدة لوضع اليمن وشعبها في طريقه العروبي الإسلامي الصحيح، لتتنوع محطات البناء والدفاع التي صنعها اليمنيين وتوالت في صعودها وتعززت في البروز والظهور، فكان للبناء والحماية فخرها في السيادة وأمتلاك القرار السياديِ الذي سطرة المجاهدين في الجيش اليمني من خلال الصناعات المتطورة في كافة المجالات العسكرية، وما الطائرات المسيرة والصورايخ البالستيه إلا نموذجآ لقوة الإمتلاك للسيادة والقرار إنطلاقا نحو الدعم والإسناد وفي مختلف التصرفات العادلة الإنسانية والاخلاقية التي من وراءها تكون لعظمة الدولة وجود وفق مبادئ وقيم ديننا الإسلامي الحنيف وصولآ الى ما يرسخ عظمة الدولة في كافة المحافل الدولية.
يد للبناء وأخرى للحماية والدفاع شعار أطلقه الشهيد صالح الصماد، فكان للبناء طريق لتشيد الدولة ورسم ملامحها من خلال الرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث، وكان للحماية والدفاع أمجاد ومدارس متنوعة لصناعة جيش وطني قوي ومن كافة المحافظات، أمتلك السلاح وخلق المعادلات وردع الأعداء وبات يصنع التاريخ العربي الإسلامي لنصرة المستصعفين أينما كانوا، فكانت لهم العزة والكرامة لدحر وهزيمة تحالف العدوان السعودي الأمريكي على مدار سنوات العدوان، وتتعزز ملاحم النضال والجهاد المقدس الإيماني للشعب اليمني بدفاعهم عن المسجد الأقصى بإعلانهم ببادرة عظيمة وبقرار مستقل سياديِ تاريخي إستراتيحي شجاع لم تقوم بأتخاذه اي دولة عربية او إسلامية بدخولهم وبصورة مباشرة بمعركة الجهاد والإسناد العسكري المقدس جنبآ لجنب مع المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدو الإسرائيلي موجهين الضربات له بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فارضين عليه الحصار الاقتصادي بمنعهم لسفنه من المرور والعبور في البحر الأحمر والعربي، ولتأثير موقفهم وإسنادهم للفلسطينين ها هم يخضون حربآ مباشرة ضد الأمريكان والإنجليز في البحار يكبدونهم الويلات ثابتين على قرارهم السياديِ المساند للشعب الفلسطيني، واضعين هدفهم القادم تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية التي مازلت محتله في الجنوب لتطهيرها واعادتها لأحضان الشعب اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى