في ظل الأوضاع المتسارعة الحدوث، والمتغيرات الجارية المتصاعدة في كافة جوانبها التأثيرية، وفي اغلب دول العالم وبمنطقة الشرق الأوسط بالتحديد، فالمفارقات العجيبة والغريبة أتسعت في الظهور وأصبح التعامل مع البشرية على أساس التفرقة والعنصرية، والإزدواحية في المعايير والكيل بعدة مكاييل أصولها كبنود محددة تحت خدمة قوى الشر والهيمنة، فعندما يتعلق الأمر بكيان الإحتلال الإسرائيلي إنكشفت إدعاءاتهم الزائفة المتعلقة بحقوق الإنسان فلاجعلوا للعدالة إنسانية حقها في الوجود، ولا العيش بأمان وسلام حق للجميع، ولا من القوانين جعلوها التزام للتطبيق، ولا لفصل النزاعات وإيقاف الحروب اتخذوها قرارات طالبت به كل الشعوب، لكن تغيرت المصطلحات والمسميات بحسب الأجندة والأهداف، وهم المرتكبين للجرائم والإنتهاكات والمتفرديين بالقرارات والمتحكمين بالمنظمات والهيئات، فلا حقوق للانسان موجودة في قواميس الغرب والأمريكان عندما يتعلق بممارساتهم الإجرامية التي شهدت على قذارة إرتكابها شعوبهم، فعندما تتعارض مصالح الصهيونية العالمية بحسب مخططاتهم الخاسرة ساروا وفق إنتاج مسارات جديدة لجعها وقائع ونتائج قد تحقق لهم الأهداف، هذه المسارات تنوعت في مستوياتها للتطبيق ضمن سياساتهم في منطقه الشرق الأوسط بالتحديد، فالإرهاب مصطلح موضوع وبمسميات عديدة استخدمتها أمريكا كأوراق وخيارات، فمن دعمهم للجماعات التكفيرية وانشائهم للمعسكرات التدريبية وتغذيتهم للصراعات: كلها شواهد لها دلائلها الكاملة والملحوظة والمكشوفة وعلى مدار عقود سابقة شاهدة على ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية من جعلها للإرهاب مسلسل أدوات لتغطية فشلها وعجزها في مواجهة قوى الحق والجهاد.
وعلى هذا المنوال فقد شكل القرار اليمني الإنساني والأخلاقي والمنطلق من موقف إيماني عظيم لمناصرة الشعب الفلسطيني فيما يتعرضون له من جرائم ممنجهة مشهودة وإبادة جماعية واضحة متعمدة وتطهير عرقي ممارس ومفتعل وتهجير قسري مخطط ومدروس وفي قطاع غزة بالذات: تأثيره الفعال على سير مختلف الأحداث فمن قيامهم بعشرات الضربات الصاروخية البالستية وبالطائرات المسيرة واستهدافها لمواقع داخل الأراضي المحتلة الى فرضهم لمعادلات جديدة في البحرين الأحمر والعربي لردع الكيان الإسرائيلي وحصاره بمنع سفنه من المرور والذهاب الى موانئه ومع التأكيد على سلامة الملاحة البحرية لكل السفن لجميع أنحاء العالم، وهي كورقة ضغط لإيقاف عدوانه على الشعب الفلسطيني والتي أعطت نتائجها الحالية في إرباكها للمشهد الإسرائيلي وتصاعدها للخسائر الإقتصادية المتفاقمة عليه جراء الحصار المفروض عليه من قبل اليمنيين.
وعندما أخذت مختلف الأحداث تتصاعد في المنطقة وأصبحت مجملها مكشوفة وواضحة للعيان وأخرجت لكامل الأسرار المخفية للصهاينة والأمريكان وبصورة رسمتها الوقائع والمعطيات على الأرض لهزيمتهم في مختلف الجبهات بقطاع غزة وفي عديد جبهات الإسناد لها في محور المقاومة توسعت أمريكا في مدها لرقعة الخيارات ومن ورقة الإرهاب مصطلح أمريكي متنامي كأسلوب للأضرار بالشعوب والدول.
لتغوص أمريكا مجددآ في التراجع عن مخططاتها التي فشلت وأندثرت سابقآ لإعادتها حاليآ كأسلوب فرض أو ممارسة ضغط على اليمن واليمنيين لإدراجهم ضمن قوائمها الإرهابية، فالإرهاب صناعة أمريكية بإمتياز ومتنامي بكافة المجالات والنواحي قد تحقق من خلاله الأهداف، فإعادتها لتصنيف انصارالله ضمن قائمة الإرهاب الأمريكي هي إعادة سابقة لتكرار فاشل وإستمرار لتخبط سياسي لوضع حالي هش ضعيف تعيشه أمريكا ليس له تأثيره الفعال في إبعاد اليمن عن مناصرتها للقضية الفلسطينية، والتي تنظر اليه أمريكا بجعله سياسة للتأثير لفرض القرار بلغة السياسية والحصار، وهو أسلوب شيطاني مبني على العلو والغرور والتكبر والتعالي يوضح إرهابهم المتنامي والإستعلاء في آخذهم للتفرد بالقرارات الأحادية الجانب، وهو قرار لدولة معروفة بإنحيازها لإسرائيل ومشاركتها الكاملة في إرتكاب الجرائم الفضيعة بحق الشعب الفلسطيني، لأن القرار الأمريكي هذه المرة يختلف في الكيفية في الفرض وتأجيل دخوله حيز التنفيذ لمدة شهر من صدور الإعلان لإفساحه للمجال للمراجعة والتقدير من جانب اليمنيين وبحسب توقعاتهم للمراحل القادمة من تطورات العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهو ما قابله اليمنيين وبصورة مباشرة باستهدافهم لسفينة تجارية أمريكية في خليج عدن، ليضيف هذا القرار لفشل عسكري أمريكي سابق ولتسعة أعوام من حربهم على اليمن وحالي بالضربات العسكرية الأمريكية البريطانية والتي لم تحقق لهم نتائج مرجوه لمحاولة ردع اليمن عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني بمحاصرتهم للكيان الإسرائيلي في البحرين الاحمر والعربي، فالقرار اليمني الإنساني الأخلاقي لمساندة الشعب الفلسطيني قابله إرهاب أمريكي متنامي وفي كافة المجالات والنواحي عسكريآ وسياسيآ واقتصاديآ.