ثقافية

مشروع الطائفة في خطر

بقلم : حسن النحوي

من حقّي ان اتكلم عن مذهبي الذي اعتز و اتشرّف به ، و ادافع عن حقوقي و احامي عن حدودي ، فالمذهبية ان تدافع عن حقوقك و تذبّ عن حريم حدودك ، و الطائفية ان تتجاوز على حقوق غيرك و تخترق حدودهم …

فأنا ( مذهبي) و لست ( طائفي).

نعم كلمة ( طائفة ) بريئة من كلمة ( طائفي)، فالطائفة تعني المذهب ايضا بمعنى من المعاني .

إنّ ملامح مشروع المذهب الشيعي بعد ال ٢٠٠٣ تجسدت بالرغبة ببناء البلد و بناه التحتية  و الامان  و الشعور بالحريّة و الاستقرار و ممارسة طقوسهم الدينية و المشاركة مع باقي المكونات بتقرير مصير البلد و قيادة الطائفة نحو العزة و الكرامة .

ملامح هذا المشروع ارتسمت بخطب و سيرة و سلوك  السيدين العليين الحسينيين السيستاني و الخامنئي ..

و بخصوص  سباق الصندوق الانتخابي و عملية التداول السلمي للسلطة انا لا احترم المقاطعة، فالصواب المشاركة و اختيارالافضل

المقاطعة هو ذوبان للحركة و انهاء للعمل المنتج ، تصوروا ماذا لو وافق الجميع على فكرة المقاطعة ، لوصلنا للانسداد السياسي و الفراغ الدستوري و ما لا يُحمد عقباه ..

الحل هو بالمشاركة و انتخاب من يمثلك و يحفظ حقوقك و حدودك .

لماذا قلت مشروع الطائفة في خطر ..

لأننا بالمقاطعة و منع من يرغب بالمشاركة سنخسر على الاقل ثلاث اكبر محافظات بالعراق

هي بغداد و البصرة و الموصل

و التي تتضمن  فيسفساء من المذاهب و الاديان و الاعراق .

فلو احجم الشيعي عن المشاركة او مُنع منها فسيكون بديله سنيّاً و كرديا و وجودات اخرى ..

و بالنتيجة سيكون حاكم المحافظة و محافظها منهم ..

و لكون طبيعة مجالس المحافظات و عمل المحافظين هو خدمي أمني ، فسيكون لهم دعاية انتخابية مجانية من خلال فرصة خدمية امنية تدعو الناس الى تكرار تجربة انتخابهم في انتخابات البرلمان القادم ..

و لكم ان تتصوروا عدد المقاعد التي ستخسرها الاغلبية بخسران البصرة و بغداد و الموصل ..

١٢٥ مقعد نيابي فقط بهذه الثلاث محافظات لن يحلم بها الشيعة ان حصلت المقاطعة ..

و لكم ان تتصوروا حجم الكارثة .

انّ انهيار مشروع الطائفة لا يقل خطراً عن ما واجهته الطائفة من تهديد وجودي في حزيران ٢٠١٤

لأن وجود قائد عام للقوات المسلحة من الطائفة يولّد نوع من الحرص عليها و خسارة هذا المنصب قد يعيد الشيعة الى معادلة ما قبل ال ٢٠٠٣ و دوامة الابادة و المجازر و المعارضة و الاهوار و الهجرة و التغرّب .

 

بعقيدتي أنّ ( الحُكم ) يحمي ( الطائفة )..

و من يكون سبباً بازاحة الشيعة عن الحكم فهو يهدد وجودهم

و هذا ما يُراقُ على جوانبه الدمُ  ..

فهل سيبقى ركاب سفينة التشيع بالعراق يتفرجون على من يخرق السفينة و لا يحرّكون ساكنا..!!!

هل نحن أمام ما يمكن تسميته ب (( انتحار الطائفة ))!!

اعتبروا من تجارب الابادة السابقة و تذكروا قسوتها فهي اعظم و أدهى و اشد وبالاً عليكم من التصدي لمن يحاول ارجاعكم اليها ..

و تذكروا .. ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام و الهزيمة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى