من حقّي ان اتكلم عن مذهبي الذي اعتز و اتشرّف به ، و ادافع عن حقوقي و احامي عن حدودي ، فالمذهبية ان تدافع عن حقوقك و تذبّ عن حريم حدودك ، و الطائفية ان تتجاوز على حقوق غيرك و تخترق حدودهم …
فأنا ( مذهبي) و لست ( طائفي).
نعم كلمة ( طائفة ) بريئة من كلمة ( طائفي)، فالطائفة تعني المذهب ايضا بمعنى من المعاني .
إنّ ملامح مشروع المذهب الشيعي بعد ال ٢٠٠٣ تجسدت بالرغبة ببناء البلد و بناه التحتية و الامان و الشعور بالحريّة و الاستقرار و ممارسة طقوسهم الدينية و المشاركة مع باقي المكونات بتقرير مصير البلد و قيادة الطائفة نحو العزة و الكرامة .
ملامح هذا المشروع ارتسمت بخطب و سيرة و سلوك السيدين العليين الحسينيين السيستاني و الخامنئي ..
و بخصوص سباق الصندوق الانتخابي و عملية التداول السلمي للسلطة انا لا احترم المقاطعة، فالصواب المشاركة و اختيارالافضل
المقاطعة هو ذوبان للحركة و انهاء للعمل المنتج ، تصوروا ماذا لو وافق الجميع على فكرة المقاطعة ، لوصلنا للانسداد السياسي و الفراغ الدستوري و ما لا يُحمد عقباه ..
الحل هو بالمشاركة و انتخاب من يمثلك و يحفظ حقوقك و حدودك .
لماذا قلت مشروع الطائفة في خطر ..
لأننا بالمقاطعة و منع من يرغب بالمشاركة سنخسر على الاقل ثلاث اكبر محافظات بالعراق
هي بغداد و البصرة و الموصل
و التي تتضمن فيسفساء من المذاهب و الاديان و الاعراق .
فلو احجم الشيعي عن المشاركة او مُنع منها فسيكون بديله سنيّاً و كرديا و وجودات اخرى ..
و بالنتيجة سيكون حاكم المحافظة و محافظها منهم ..
و لكون طبيعة مجالس المحافظات و عمل المحافظين هو خدمي أمني ، فسيكون لهم دعاية انتخابية مجانية من خلال فرصة خدمية امنية تدعو الناس الى تكرار تجربة انتخابهم في انتخابات البرلمان القادم ..
و لكم ان تتصوروا عدد المقاعد التي ستخسرها الاغلبية بخسران البصرة و بغداد و الموصل ..
١٢٥ مقعد نيابي فقط بهذه الثلاث محافظات لن يحلم بها الشيعة ان حصلت المقاطعة ..
و لكم ان تتصوروا حجم الكارثة .
انّ انهيار مشروع الطائفة لا يقل خطراً عن ما واجهته الطائفة من تهديد وجودي في حزيران ٢٠١٤
لأن وجود قائد عام للقوات المسلحة من الطائفة يولّد نوع من الحرص عليها و خسارة هذا المنصب قد يعيد الشيعة الى معادلة ما قبل ال ٢٠٠٣ و دوامة الابادة و المجازر و المعارضة و الاهوار و الهجرة و التغرّب .
بعقيدتي أنّ ( الحُكم ) يحمي ( الطائفة )..
و من يكون سبباً بازاحة الشيعة عن الحكم فهو يهدد وجودهم
و هذا ما يُراقُ على جوانبه الدمُ ..
فهل سيبقى ركاب سفينة التشيع بالعراق يتفرجون على من يخرق السفينة و لا يحرّكون ساكنا..!!!
هل نحن أمام ما يمكن تسميته ب (( انتحار الطائفة ))!!
اعتبروا من تجارب الابادة السابقة و تذكروا قسوتها فهي اعظم و أدهى و اشد وبالاً عليكم من التصدي لمن يحاول ارجاعكم اليها ..
و تذكروا .. ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام و الهزيمة ..