السؤال الأهم الذي يجب طرحه وعدم إهمال فرضياته، يتعلق بخلفيات عملية طوفان الأقصى، والتي ينبغي فهمها عميقاً، فهي ليست مجرد عملية تعرّض وشغب وقتل للمستوطنين، كما يدعّي الكيان المجرم ويروج له عبر دوائر الإعلام الغربية المتحالفة معه، نعم هناك إتجاه يرى فيها عملية (إنتحارية) أعطت قوات الإحتلال الذرائع اللازمة لممارسة القمع والتوسع والإستمرار بتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ليس دقيقاً تماماً، لأن مثل هذا الإدعّاء ينطوي على محاولة إلغاء وظيفة المقاومة، وكونها طرفاً يرفض الإستسلام ويرد على جرائم الإحتلال في الوقت والمكان المناسبين. فهذه الجرائم أكثر مِن أن تُعَد وهي لاتسقط بالتقادم مطلقاً. كما إن عملية طوفان الأقصى بحقيقتها عملية دفاع مشروع عن حصن من حصون المقاومة والممانعة. وربما لايفهم هؤلاء الدوافع، لكننا نؤكد بأنها عملية حربية إستباقية إستهدفت وقف مسلسلٍ مريب، قد أُتخِذ قرار تنفيذه فعلياً في غرف الصهيونية وبمباركة أميركية غربية، وبعلم وإطلّاع المطبّعين وقبولهم. فنحن نفهم أن أحاديث القوم في السر تختلف عن أحاديثهم في العلن، وما يحدث اليوم من تباكٍ وإدعّاء بالحرص على المدنيين، كاذب ويتعارض مع ما يقومون به من أفعال، فمحاولات الرفض الخجولة، ليست الا تماهٍ مع أصل مخطط بيع الأرض لحجة منع حماس من تهديد أمن المستوطنات. وكما يبدو فأن السيناريو المنفّذ حاليا بحرق الأرض وقتل المدنيين، مفهوم من قبل حكومات التطبيع العربية، و مرض لها، وربما منسجم مع رؤية هذه الأنظمة، فهي تمتلك الرغبة والطموح للتعاطي مع الكيان الصهيوني، ، والتعامل معه بلا قيودٍ وشروط ترتبط بمصير ومآلات شعب فلسطين ..
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
في ظلال طوفان الأقصى “75”يونيو 4, 2024