
يعتبر ملف الخدمات من الملفات الشائكة في العراق وشكل عبئا على الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الاميركي بسبب الظروف والاشكاليات التي رافقت العملية السياسية فضلا عن تقدم ملف الامن ومن ثم الطاقة لاحقا على الملف الخدمي بسبب المعرقلات التي وضعت في طريق النظام السياسي بدءا من الاحتلال الاميركي وتلاه الارهاب الذي ضرب المدن العراقية ومن ثم الحرب الطائفية ونتائجها الوخيمة تبعها سيطرة داعش الارهابي في العام 2014 وما ان انتهت حتى دخلت البلاد بدوامة فوضى تشرين وانعكاساتها ونتائج الانتخابات التي شابتها الشبهات حتى اليوم .. وهذا لايعني ان الحكومات السابقة لم تكن مقصرة في هذا الملف ولايعني ان هناك تعمد بالفشل ولايعني ان يقع الاختيار على الفوضى بل على العكس هذا يدفعنا لان ننطلق من الركائز الثابتة نحو التغيير الايجابي من خلال التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع عبر المحافظة على المكتسبات والانطلاق نحو تغيير السلبيات بشكل يليق بالعراق وشعبه ومكوناته بعيدا عن الفوضى والصراعات التي تزعزع الاستقرار وتكرس للعنصرية .
تحالف “نبني” بزعامة الحاج هادي العامري يمتلك رؤية حقيقية ولديه برنامج واضح لملف الخدمات وقد نجح سابقا بالاصرار على انشاء ميناء الفاو الكبير لكون الميناء يعتبر انتقالة نوعية في الاقتصاد العراقي وقد لاحظنا كل الخبراء والمحللين اكدوا على ان ميناء الفاو يشكل رئة العراق والاصرار عليه يؤشر الى امتلاكه رؤية حقيقة لهذا البلد .
واليوم يقدم التحالف رؤيته بوضوح من خلال الاصرار على اعادة مجالس المحافظات لانها تشكل الحلقة الاقرب للمواطن وتمثل رقيبا على الاداء الحكومي وبنفس الوقت تساهم بشكل فعال في تحديد ماتحتاجه المحافظة من خدمات وفي اي مجال؟ وفي اي خطة واقعية يمكن اصلاح ما افسده الدهر والفساد المستشري؟ .. والملف الخدمي يقسم الى نوعين: جزء منه يتعلق بكل المحافظات عموما مثل المشاريع الرئيسية كمشاريع البنية التحتية والجزء الاخر يتعلق بالمحافظة الواحدة ويحدده ذلك مستوى الخدمات وعدد المشاريع المتلكئة والمتوقفة والاموال المخصصة لها في الموازنة وبعض المحافظات المشمولة بالبترودولار وبعض المحافظات مقدسة وذات طابع ديني فمشاريعها تختلف واخرى سياحية وبرامجها الخدمية ايضا تختلف وهكذا ، وهذه كلها شخصها التحالف بشكل واضح وادرجها في برنامجه الذي يسعى لتطبيقه بعد الانتخابات المحلية .
البرنامج الخدمي لتحالف “نبني” يشمل مختلف القطاعات سواء الصحي والزراعي والبلدي والطرق والجسور والتربوي وازمة السكن وغيرها .. وقد حدد الحلول لتلك الازمات المعقدة المتشابكة من خلال عدة برامج منها بوابة الاستثمار التي شكلت في السابق بيئة طاردة ويسعى التحالف لترتيب هذا الملف عبر اصلاح المؤسسة اولا ووضع خطة تنموية شاملة جاذبة للمستثمرين والشركات الاجنبية ثانيا ، وكذلك شخص التحالف بان احدى مسببات التراجع الخدمي في البلاد هو الروتين القاتل الذي شكل حالة سلبية غير فاعلة امام الشركات المحلية ايضا وهنا وضع التحالف خطة عملية تبدأ بتسهيل الاجراءات الحكومية وتهذيبها وتقديم الدعم للشركات المحلية بتنفيذ المشاريع مع الدعم الحكومي الشامل لتلك الخطط التنموية ، كما يعتقد التحالف ان الملف الخدمي بحجاة الى نهضة حكومية بالدرجة الاولى ومن ثم الشركات العاملة في هذا المجال مع تشديد الرقابة على الفساد ومحاسبة المقصرين تحت اي ذريعة .
تبدأ اولى الخطوات الخدمية من خلال اصلاح القطاع الكهربائي ووضع خطة شاملة لاصلاح هذا القطاع الحيوي من خلال تقديم افضل العروض للشركات الاجنبية الفاعلة عالميا لتنفيذ المشاريع بشكل يليق بالمواطن العراقي مثل الشركات الصينية وتنفيذها لمشاريع التربية والطرق والجسور من خلال الصندوق الصيني والذي تشكل بعد الاتفاقية العراقية الصينية من خلال النفط مقابل الاعمار وبعيدا عن شروط اوبك التي حددت صادرات النفط الخام ، مثل هذه الاتفاقيات تكون اكثر فاعلية من غيرها لكونها لاتشكل عبئا على الموازنة وتنفذ المشاريع من خلال تبادل النفط بالاعمار بعيدا عن السياسات النفطية العالمية وقوانينها الصارمة وكذلك يمتلك التحالف رؤية في استقطاب الشركات اليابانية والكورية والشركات الاوروبية المعروفة عالميا لتنفيذ مشاريع البنية التحتية وايضا من خلال النفط مقابل الاعمار او من خلال بوابة الاستثمار لان الدول الاسيوية بحاجة الى النفط لمصانعها .
اما بالنسبة لازمة السكن فان العراق يحتاج الى خمس ملايين وحدة سكنية فعلية وهذا الرقم كبير جدا لوضع العراق الحالي .. ولهذا وضع التحالف خطة لانهاء ازمة السكن بشكل منظم وتتكون من برنامج مزدوج يتضمن توزيع الاراضي السكنية على المواطن بشكل مباشر مع تهيئة الارضية لتهيئتها وتنفيذ المشاريع الخدمية والجانب الاخر يتمثل ببناء مدن سكنية متكاملة الخدمات من خلال الاستثمار .
تحالف “نبني” يعني اعادة النظر بالملف الخدمي وبنائه بشكل يليق بكل مواطن عراقي سواء في القطاع الصحي او التربوي او البلدي والسكني وغيرها من القطاعات الحيوية التي تهم حياة كل انسان .
https://t.me/almaktabalsiyasiu
نبني” .. استراتيجية المقاومة السياسية
شكلت قوى المقاومة العراقية تحالفاً سياسياً بزعامة الحاج هادي العامري لدخول المعترك الانتخابي كما انضمت بعض القوى الوطنية للتحالف لايمانها برسالة التحالف الوطنية وثوابته القيمية والدينية.
تشكل فصائل المقاومة قوة نوعية على المستوى العسكري وقد اثبتت جدارتها سواء في مقارعة النظام المقبور والتصدي للاحتلال الاميركي ومواجهة عصابات داعش الارهابية وشكلت انموذجا في حرب الاستقلال والتحرير
اما على المستوى السياسي وهذا لايقل شأنا عن الملف الامني مما جعل قوى المقاومة تنظم اوراقها استعدادا للمعترك والهدف واضح كما اعلنه وكرره دائما الحاج العامري بان الهدف الحقيقي لوجود تلك القوى في السلطة هو “الخدمة الوطنية” وهذا يمثل التزام حقيقي باعتبار ان اغلب القوى في تحالف نبني اشتركت بتحالف الفتح سابقا وايضا بعض القوى وفي مقدمتها منظمة بدر قد شاركت في العملية السياسية منذ سقوط النظام المقبور وقدمت مشاريع عملاقة مثل ميناء الفاو الكبير وعملت على تحقيقه واليوم يعتبر حاضرة عملاقة وينتظر الجميع اكتماله لما له من اثر في تغيير الواقع الاقتصادي للبلاد
الاستراتيجية السياسية لتحالف نبني قائمة على اساس انهاء الوجود الاجنبي وتقديم الخدمات للمواطن والبناء الثقافي للانسان والمحافظة على الثوابت الدينية والقيم المجتمعية وقد جاء ذلك بشكل مفصل ودقيق في برنامج التحالف …
والسؤال لماذا يؤكد التحالف على الخدمات في هذه المرحلة؟
لان الانتخابات المقبلة هي انتخابات محلية وباعتبار ان مجالس المحافظات تمثل الحلقة الاقرب للمواطنين وماتقدمه مجالس المحافظات من خدمات يتلمسه المواطن بشكل مباشر وبذلك يمثل اول حلقة من حلقات اعادة الثقة بين الشعب والطبقة السياسية والتي غابت في الفترة السابقة نتيجة الاخطاء السياسية وماسببته من فوضى وخطر على وضع البلاد .. وهنا جاءت استراتيجية التحالف السياسية التي تعتقد ان غياب الثقة بين المواطن والمسؤول يفتح الباب امام التدخلات الخارجية ويفسح المجال لقوى معادية للعراق ان توجد لها موطئ قدم وتستهدف النظام السياسي والشعب العراقي بشكل عام كما انه يمثل خطرا في استمرار الهيمنة الاجنبية عبر المنظمات الغربية التي تدخل تحت عناوين متعددة وخصوصا بعد تبني الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية لثقافة الشذوذ والمثلية وتسعى لنشرها في المجتمعات الاسلامية وفي مقدمتها العراق وهذا ما جعل قوى المقاومة ان تشكل تحالفا بهدف ردم الفجوة الحاصلة من خلال اعادة الثقة عبر تقديم الخدمات الحقيقية للمواطن كما نجحت في السابق في ازمة كورونا بتهيئة جميع المستلزمات الصحية طيلة فترة انتشار الوباء حتى تمت السيطرة عليه وكذلك في قطاع التربية حيث تحركت القوى بالمساهمة في تهيئة الرحلات المدرسية والمساهمة في اعادة تأهيل المدارس بجهد ذاتي وهذا ما تلمسه المواطن بشكل عملي بعيدا عن مزايدات الاخرين
من النقاط الجوهرية في استراتيجية التحالف السياسية هو تحديد السياسة العامة للبلاد سواء على المستوى الدولي فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية بشكل يحدد طبيعة العلاقة مع الدول ومصالح العراق مع القوى الاقليمية والدولية
مثلما شكل الحشد الشعبي كقوة امنية ضامنة من التهديدات الامنية فان تحالف نبني يمثل ضمانة سياسية لمواجهة ماتفرضه القوى الغربية من سياسات على العراق من خلال الضغوط والتهديدات عبر رفع سعر الدولار من جهة ومنع العراق من تسديد ديونه المتعلقة باستيراد الغاز مما سبب ازمة في قطاع الكهرباء وكذلك في ملف ترسيم الحدود الكويتية والاتهامات المتبادلة بين بعض الاطراف التي عقدت المشهد بسبب ممارسة بعض الشخصيات للكذب ونشر الاخبار المظللة استعدادا للمعترك الانتخابية وتهييج الجمهور رغم ان وزراء التحالف في حكومة السوداني وفي مقدمتهم وزير النقل اول من تصدى لمشروع الترسيم وخاطب وزارة الخارجية لاجل مفاتحة مجلس الامن بضرورة اعادة تشكيل لجنة ترسيم الحدود مع الكويت وتاكيد السيد وزير النقل على ضرورة عدم تطبيق القرار 833 الجائر لما يسببه من اثر وخنق العراق اقتصاديا
الاستراتيجية السياسية تعتمد على رسم سياسة عامة للبلاد سواء على المستوى الداخلي والخارجي ودعم قطاع الخدمات من خلال قوى سياسية لديها برنامج مشترك ويدعم الوطنيين ويتصدى لمحاولات التشويه والاكاذيب من خلال سحب الذرائع من هؤلاء عبر اعادة الثقة والمحافظة على القيم الاخلاقية والدينية للمجتمع.