في الزمن الغابر دارت الدوائر الخبيثة المبغضة لله ولرسالته ورسوله وال بيت رسوله الذين هم عدل القرآن وهم كتاب الله الناطق ومهبط الوحي وبيت النبوة ومختلف الملائكة. وبدأت خفافيش الظلام تقودهم احبار اليهود تحيك المؤامرات وتخط الخطط كي تمحوا هذا الدين وتحرفه عن مساره الرباني وتخرج محتواه وتضع بدلا عنه محتواً شيطاني لايمت لرسالة محمد صل الله عليه واله بشيء فنصبت العداوة والبغضاء لآل بيت النبي عليهم افضل الصلاة واتم التسليم. واول شيء فعلته المحاولات المتكررة لسمِّ النبي وقتله وبعدما تحقق لهم ذلك سارعوا بخطف الخلافة الموصى بها للوصي الشرعي بأمر الله علي بن ابي طالب عليه السلام ولأنهم يعلمون تماما انه القرآن الناطق وانه عِدلُ القران ومحتواه وتأويله حاولوا قتله وحرق بيته فأضرموا النار وقتلوا سيدة النساء وحجة الله وسره وبضعة نبيه التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها. واسقظوا جنينها وكسروا اضلاعها فماتت شهيدة محتسبة صابرة. وهذا اول حرق للقرآن ثم بعد ذلك استمرت محاولات قتلهم لعلي بن ابي طالب وشن الحروب ضده وهو يدافع عن بيضة الاسلام، وما قدروا عليه الاعند موضع يكون هو فيه مسلما تسليما ومنقطعا عن الدنيا ومن فيها سارحا في ميادين التجليات وسبحات التقديس للذي نفس عليٍّ بيده، هناك فقط استطاع أئمة الكفر والغدر ان يقتلوه، وماقتلوه ولكن كانوا انفسهم يقتلون. اذ بفعلتهم هذه اكدوا للتاريخ اين هم من الله وبماذا هم منشغلين، وأين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي كان بين يدي ربه.
لقد انشغلوا عن طاعة الله بطاعة الشيطان، لعلمهم انهم لن يتمكنوا من امير المؤمنين عليه السلام الا حينما يكون منشغلا ومنقطعا انقطاعا مع ربه. فتمكنوا منه وفجوا رأسه الشريف وضربوه في مقتل وصاح فزت ورب الكعبة. كان هذا الحرق الثاني للقرآن.
وبعد ان استلم الحسن المجتبى عليه السلام الخلافة الربانية عن ابيه علي عليه السلام، تأبط معاوية اللعين شراً وتعبأ كرها ومكرا وجمع شياطين الجن والانس ليكمل مسلسل غدره فينال من الحسن عليه السلام وفعلا فقد نجح بدس السم في طعامه مستخدما اقرب الناس كأداة لتنفيذ جريمته، فقد كانت جعدة بنت الاشعث عليها لعائن الله وهي زوجة الامام الحسن عليه السلام. هي من دست له السم الذي قطّع كبده ومزق احشائه الطاهرة واحترقت كما احرق الملعون مومبكا المصحف الشريف، فمات صبرا الماً شهيداً وبموته فقد الاسلام علماً من اعلام الهدى ونجما من نجومه الساطعة وكأنهم احرقوا كتاب الله ومزقوا قرءآنه.
و اعتلى معاوية اللعين عرش الدولة الاسلامية فكانت بداية مسيرة النكبة الاسلامية وهبوط الظُلُمات الشيطانية على الساحات النورانية الربانية.
عندما دنا اجل الشقي القاتل الملعون معاوية لم يشأ ان يفارق الدنيا الا وقد ترك خلفه بيضة لأبليس تعيث فسادا في الدين فكانت ( يزيد اللعين ابن اللعناء) وقد فعل فعلته المشينة بقتله ابن بنت رسول الله في طف كربلاء الحسين بن علي عليهم السلام.
ان الطريقة التي تم فيها قتل الحسين عليه السلام ومن كان معه من بقية ال الرسول تشبه الى حد ما طريقة حرق القران والتمثيل بجسده الطاهر تشابه التمثيل بتمزيق صفحات القران وركله امام الملأ وبعد ذلك فان القران يحرق ويمزق ويمثل به كل التمثيل كلما تجرأ الطغات وشياطين الانس على حرمة الاسلام وقتل ابناء فاطمة عليها وعليهم السلام وتشريدهم ومطاردتهم وقتلهم بالسم الزُعاف وملاحقتهم وزجهم في السجون وامتهان كرامتهم وازالتهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها.
هذا هو الحرق الحقيقي للقرآن واستمر القرءآن يحرق كل يوم على ايدي الطغاة ممن يدّعون انتمائهم للاسلام اسوتهم معاوية ويزيد يدعون الاسلام وهم الدُّ الخصام واشدُّ الاعداء له يملئون مطاميرهم من المؤمنين والمتمسكين بالثقلين ( القرآن وال بيت النبي) .
وكان آخرهم البغيّ مجهول النسب صدام الهدام، لم يقصر جهدا في قتل اتباع ال البيت وحملة القران والمصلين والمتدينين فتارة يرمي بهم في احواض التيزاب وتارة يثرم اجسادهم البريئة ويطعمها اسماك دجلة والفرات واخرى يواري بهم التراب ويدفنهم احياء بلا ذنب ولا جريرة. وكم من مظلوم قُبِر في المقابر الجماعية وهو حاملا للمصحف بيده. ولا ننسى اليوم ونحن نعيش الايام العاشورائية كيف ان جلاوزة النظام السابق طاردوا زوار الحسين عليه السلام وقتلوهم ومنعوا المجالس العزائية وكم من مغيب ومفقود لم يجد اهله له اثر كل ذنبه انه دخل مسجداً او ذرف دمعة على الحسين عليه السلام او سعى ماشياً لزيارته عليه السلام.
لقد كان المقبور صدام الهدام يأخذ على ازلامه العهود والمواثيق الرسمية الموقعة والمختومة بعدم زيارة الحسين عليه السلام ومن يخالف هذه الوثيقة يتحمل كافة التبعات القانونية من طرد وسجن وتعذيب وفصل وقطع ارزاق وربما يختتم عقابه بالقتل والموت.
اليس هذه الممارسات كلها حرقا واقعيا وفعليا لكتاب الله المنزل.
ان هذا التافه المتشيطن سلوان موميكا لم يأت بفعل جديد لكنه جدد الاحزان بتجاوزه على القران وما آلم قلوبنا ان فعله زامن يوم نشر السواد وتبديل الرايات في العتبتين الحسينية ونحن نتذكر التضحيات الجسام التي قدمها الحسين ومن معه من بقية ال محمد والعيال والاطفال وبنات رسول الله واصحاب الحسين ونحن في خضم الذكرى والفجيعة نتذكر الرزايا واحدة تلو الاخرى نصعق بهذه الرزية التي ادمت قلوب المؤمنين وهي الاستهتار والتجاهر والامعان في الكفر ومحاربة الله والتجاوز على المقدسات وحرق كتاب الله الذي انزله على نبيه الخاتم وكان الشيطان قد شهر سيفه بوجه الرحمن.
ان القران في الصدور وكلام الله حيُّ فينا وما فعله موميكا لن يؤثر على قدسية الكتاب لكنه فضح مستوى انحطاط هذه الثلة الضالة وهذه الدولة الكافرة التي لن تصمد طويلا حتى ينالها غضب من الله وسيفعل بها مثل ما فعل الله بقوم لوط والامم الغابرة التي جاهرت بكفرها وغيّها وسلت سيفها بوجه الله وما ناقة صالح اعزّ على الله من كتابه الكريم فأكاد اجزم ان الله سينزل عقابه على السويد وكل من اعجبه فعل موميكا بعد ان يمهلهم ثلاثة ايام والله يمهل ولا يهمل