سياسيةشؤون اقليميةعراقية

تحديد السلطات وليس تقديم التنازلات

بقلم : نعيم الهاشمي الخفاجي

الدول المحترمة تحكمها دساتير، تنظم جميع الحقوق والواجبات للمواطنين، ووجود الرئاسات الثلاث تنصب لخدمة المواطن وليس لسرقة المال العام والاستئثار بالسلطة، دول الشرق الأوسط صنيعة دول الاستعمار، وتقصد المستعمر دمج مكونات غير متجانسة مع بعض، وتم دعم أشخاص ليكونوا حكام كملوك ورؤساء وامراء وشيوخ للتسلط على رقاب الشعوب العربية، والعمل على اضطهادهم واذلالهم، حكام العرب عملاء للاستعمار، واجبهم تسهيل سرقة ثروات شعوبهم إلى دول الاستعمار، غالبية الشعوب العربية وبالذات شعوب الخليج ليس من حقهم تأسيس احزاب، والمشاركة في اختيار حكومات، بل هناك نظرة لدى مجتمعات الخليج، أن الملك متفضل عليهم بسماحه لهم في العيش في ارضه،ولم يقوم بطردهم، وهذا الكلام سمعته من سعوديين  عندما كنت سجينا لأسباب مذهبية في السعودية، في بداية شبابي عندما عارضت نظام صدام الجرذ الهالك.

دول الغرب تحكم شعوبها بطرق ديمقراطية، لكن ساسة الغرب الليبراليين لايتحرجون في التعامل مع أنظمة بدوية متخلفة تحكم الشعوب العربية في عقليات العصور الوسطى، لذلك شعوب وساسة الغرب يحتقرون الأنظمة العربية البدوية المتخلفة، بعض الكتاب العرب وبسبب نشاتهم في مجتمعات عاشت قرون من الزمان تحت ظلم أنظمة جائرة أصبح هؤلاء الكتاب لديهم جهل مركب، لايميزون بين الحق والباطل، بعض هؤلاء الكتاب السذج يطرحون أسئلة خلال احاديثهم أو من خلال كتاباتهم للمقالات التي ينشروها بصحف دولهم الخليجية بالقول، لسنا محظوظين في علاقاتنا مع بعض دول وشعوب العالم؟.

اقول إلى هذا المستكتب السعودي، الشعوب تحكمها الدساتير ولاقيمة للحظ، ان السبب يكمن في أن الدول الخليجية والشرق الاوسطية ومنها السعودية تم رسم حدودها وحدود بقية دول الشرق الأوسط من قبل القوى الاستعمارية المنتصرة بالحرب العالمية الأولى، لذلك أنظمة دول العرب بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، أنظمة ذيلية من ذيول دول الاستعمار.

لم تختار الشعوب العربية أنظمة حكمها، ولم ترسم شعوب العرب حدود دولهم، ولم تكن أنظمة العرب محايدة وإنما أنظمة ذيلية تابعة لدول الاستعمار، بل دول الاستعمار جعلت دول الخليج بوضع مختلف حيث تم منع تأسيس أحزاب سياسية، وتم دعم أنظمة قبلية بغطاء ديني وهابي قبلي، وفي الجهة المقابلة، دول الاستعمار صنعت لنا أحزاب سياسية عميلة مثل حركة الإخوان وحزب البعث، مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق قامت بتربيته قوات الاحتلال الفرنسي واشرفت على تدريسه في مدارس سوريا ولبنان وإرساله إلى جامعة السوربون الفرنسية لدراسة الفلسفة على نفقة قوات الاحتلال الفرنسي، زار ميشيل عفلق عصابات الهاغانا الصهيونية ولدى عودته من اجتماعه مع العصابات الصهيونية عام ١٩٤٧ ليعلن عن تأسيس حزب البعث، لذلك دول الاستعمار سمحت في وجود أحزاب بعثية وقومية واخوانية في العراق وسوريا ولبنان ومصر والجزائر والاردن واليمن وتونس، بينما لو ذهبنا لدول الخليج لم نجد وجود أحزاب سياسية ودينية وقومية.

وجود الدول العربية الحديثة ومنها السعودية، كانت نتيجة لصدفة تاريخية وسياسية، اجتمعت دول الاستعمار الغربي في مؤتمر كامبل عام ١٩٠٥ وتم تقسيم دول العالم إلى ثلاث فئات، فئة الاوروبيين أسياد العالم، فىة ثانية ثقافتهم لاتتعارض مع قيم أوروبا مثل الصين واليابان، يسمح لهم في الحصول على التكنولوجيا ولايسمح لهم ان يصبحون أصحاب قوة وتفوذ، وفئة ثالثة منتهكة الكرامة، لذلك كان نصيب العرب،  من الفئة الثالثة التي تتعارض مع القيم الاوروبية، لذلك اتخذ وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وهولندا والنمسا والجيك والبرتغال قرار تاريخي في إسقاط الدولة العثمانية وصناعة دول عربية وشرق اوسطية مستقلة، بالشكل، ويتم دعم أنظمة متخلفة عميلة للاستعمار تعمل على إذلال واضطهاد الشعوب العربية، بريطانيا خدعت مفتي مكة شريف علي والذي كان زعيم للعالم العربي والإسلامي السني لاعطائه وعد في إقامة مملكة للعرب يكون هو ملكها، النتيجة استغلوا شريف مكة وأتباعه العرب السنة في إسقاط الدولة العثمانية، وأعادت بريطانيا أحياء الوهابية وعائلة ال سعود مرة ثانية للسيطرة على نجد والحجاز وإعلان الدولة السعودية الحالية بزعامة عبدالعزيز آل سعود والذي وقع وثيقة حول وعد بلفور بالقول إنه لا يمانع في إعطاء كل فلسطين لليهود المساكين.

لعبت السعودية دور خياني في تمويل حروب الناتو الباردة والساخنة، واغراق أسواق البترول وتخفيض الأسعار طيلة قرن لصالح القوى الاستعمارية، بحيث كانت دول الخليج والشرق اوسطية يملكون ٧٥% من الطاقة بالعالم، وبقيت السعودية تلعب في إحراق أسواق النفط لعام ٢٠١٩ عندما أصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز في العالم وانتهى دور السعودية في أتباع الأساليب القذرة في تخفيض أسعار البترول.

 

السعودية لعبت أدوار قذرة في نشر التطرف والإرهاب والقتل. وتمويل الحروب الداخلية والاقليمية، الآن دور السعودية في تخفيض أسعار البترول انتهى بظل نعمة الله عز وجل عندما تم اكتشاف البترول والغاز في أمريكا، وأصبحت أمريكا المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم.

المطلوب من النظام السعودي الحالي، تغير سياسته تجاه شعبها وتجاه الشعوب العربية، والعمل على ترك نشر عقائد الوهابية التكفيرية، والعمل على إعطاء الشعب حق التعبير والانتخاب، لكن هذا لم ولن يتم ببيئة مجتمعية عاشت آلاف السنين بعقلية الغزو والسبي والقتل، وإذا فتشنا أحداث التاريخ، لقد ورثت شعوب الجزيرة العربية والخليج الكراهية والذل والهوان، علاقات شائكة ومليئة بالحروب الداخلية والتآمر بين شيوخ القبائل العربية في  الجزيرة، انتهكت بالصراعات الداخلية أقذر الطرق بالقتل والذبح والسبي، لذلك التآمر والغدر والخيانة بات سمة واضحة على تصرفات العربان بتاريخهم القديم والحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى