كلمة رئيس المركز الاستاذ الدكتور عبدالحسن حنون الجبرة الله
في ندوة التنمية المستدامة بين تحديات الواقع والمستقبل الاربعاء 12 تموز 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
بادىْ ذي بدء : وبكل إعتزاز أتقدم بالنيابة عن العاملين في مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية ومؤسسة تراث الشهداء الثقافية بأسمى آيات الشكر والامتنان للحضور الكريم – مع حفظ واحترام المقامات والمناصب والألقاب الرفيعة والكريمة – لتفضلهم بتلبية دعوتنا ومشاركتنا أعمال ندوتنا اليوم التي حظيت برعاية كريمة من لدن السيد محافظ ذي قار المحترم ، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا” لما فيه الخير لخدمة بلدنا ومدينتنا العزيزة .
الحضور الكريم :
بلحاظ الدول التي تعتمد على اقتصاديات احادية الجانب بما يطلق عليه (الاقتصاد الريعي) أي التي تعتمد على النفط ومشتقاته كمورد أساسي للبلد ، نجدها قد بدأت منذ عقود من الزمن بالتفكير في وسائل اخرى تمكنها من مجابهة خطر نضوب النفط والعمل ايجاد بدائل له ، وبلدنا الحبيب العراق مثال حي في اعتماد موارد خزينته المالية بنسبة تتجاوز 90% على واردته النفطية ، مما تسبب هذا الأمر في إهمال مختلف أوجه الأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة والصناعة وقطاعات أخرى مثل السياحة الدينية والآثارية وكذلك الصناعات الصغيرة ممثلة بالحرف والمهن اليدوية أو مايطلق عليه بـ ( الصناعات الشعبية) .
ومع بالغ الأسف نجد هذه الصناعات والحرف والمهن قد انقرضت نوعا” ما وتلاشت موجوداتها منذ اكثر من عقدين من الزمن ، بعدما كانت منتجاتها رائجة رواجا” واسعا” في مدننا وقرانا ولقرون عديدة من الزمن ، حيث كانت هذه الصناعات مصدر أساسي لموارد العائلة العراقية المالية والمعيشية .
ووجدنا من الأهمية بمكان أن يسهم قسم الدراسات الإقتصادية في مركزنا بهذا الجهد المتواضع لخدمة مدينتنا العزيزة بالعمل على إقامة هذه الندوة الاقتصادية مساهمة” متواضعة في التفكير في سبل الكشف عن التحديات التي تواجه التنمية البشرية ببعديها العقائدي والمادي ومحاولة جادة في أوراق عمل الأخوة الباحثين الأعزاء لطرح الأفكار التي من شأنها تنمية موارد المحافظات المالية ومن بينها مدينتنا العزيزة ( ذي قار) وإيجاد بدائل أخرى من غير عوائد الثروات المعدنية المستخرجة من باطن الأرض وتعزيز تلك الموارد .
ويحرص مركزنا مركز تبيين للتخطيط والدراسات الإسترتيجية على مد يد التعاون والتواصل مع الكتًاب والباحثين من داخل وخارج العراق من خلال المساهمة بنتاجاتهم القيمة وذات البعد الاستشرافي في مختلف جوانب الفكر والمعرفة السياسية والإقتصادية والتنموية برفدهم لإصدارات المركز ومنها مجلة المركز الأول ( تبيين) التي تُعنى بالدراسات الاستشرافية والسياسات العامة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وبقية المجالات الحيوية ، والحمد لله ، قد صدر منها لحد الآن ثلاث أعداد حملت ثلاث ملفات مهمة والعدد الرابع من المؤمل صدوره في الأسابيع القادمة بعونه تعالى ، ومجلة المركز الثانية ( إنماء) التي تهتم بقضايا الشباب وتنمية مهاراتهم وقابلياتهم وتعميق الوعي الشبابي بقضايا الأمة
ومن بين إسهامات المركز أيضا” خلال هذا العام في خدمة حركة التنمية في ذي قار، إنجاز دراسة وافية بصدد تخطيط وتنفيذ مشاريع الموازنة الاستثمارية لحكومة ذي قار المحلية وفقا” لقانون 21 لسنة 2008م ، وكانت الدراسة بواقع (23) صفحة ، وقُدمت الى ديوان محافظة ذي قار خلال شهر شباط المنصرم من هذا العام 2023م بغية إطلاع مسؤولي الحكومة المحلية عليها و الاستفادة من الأفكار المطروحة في الدراسة .
وندعو من هذا المنبر بدعوة صادقة وجادة كافة مراكز الأبحاث والتفكير السياسي والاقتصادي المماثلة سواء أكانت من بين المؤسسات المنضوية تحت يافطة المنظمات غير الحكومية أو المراكز العلمية والأكاديمية الحكومية الى توحيد وتعضيد الجهود جميعا” والاهتمام الجدي بقضايا الشباب والأخذ بأيديهم والعمل على تنمية قابلياتهم ومهاراتهم بما يكفل استثمارا” أمثل لطاقاتهم الخلاقة كونهم العامل الأبرز في عملية التنمية .
ومن باب الوفاء والعرفان لابد أن نذكر أن موضوع هذه الندوة بجزئياتها ومحاورها كانت محط اهتمام وعناية ابن المدينة البار الأخ والصديق المرحوم الدكتور عبدالأمير الحمداني وزير الثقافة والسياحة الأسبق ( رحمه الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته ) الذي كان مثالا” للنزاهة والعفة والشعور بالمسؤولية العالية تجاه أهله ووطنه ومدينته ، وله اليد الطولى في تفعيل الانشطة والفعاليات المتنوعة التي تهتم بتنشيط اقتصاديات محافظة ذي قار وتعظيم مواردها المالية ، ولازلت احتفظ بدراسته التي قدمها في أحدى الندوات عام 2016م وحملت عنوان ( الفرص الاستراتيجية لاستثمار الآثار والتراث الثقافي في السياحة المحلية والعالمية متخذا” من مدينة أور الأثرية إنموذجا” لدراسته) وهي منشورة على موقع مركزنا الالكتروني .
وفي الختام لايسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الى الاخوة الضيوف الكرام ممن وفدوا الى مدينتهم الثانية ( ذي قار) من مدن بغداد والبصرة وميسان وكربلاء بمعية الاستاذ الأخ العزيز ابو يحيى الفرطوسي المشرف العام على المؤسسات والمراكز الثقافية ، وأهلا” وسهلا” بهم .
والشكر موصول الى كل من ساهم في ايصال هذا العمل لماوصل اليه اليوم وفي مقدمتهم الأخوة المحاضرون والحضور الكريم المحترمون بتلبيتهم للدعوة وتجشمهم عناء حرارة الطقس ولجميع كوادر المركز والمؤسسة الادارية والعلمية .
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .