صفقة في الأفق وفزع إسرائيلي حاضر .. هل يبعث “الاتفاق النووي” من قبره ؟
متابعات / مركز تبيين للدراسات
وكالات – كتابات 5 يونيو 2023 : صفقة نووية محتملة قد يكون التفاوض حولها جاريًا سّرًا حاليًا؛ بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، وهي صفقة تُقلق “إسرائيل”، رغم أنها قد تنزع فتيل الأزمة الحالية، التي قد تتطور لحرب بسبب البرنامج النووي الإيراني.
وفي حين لا تتحدث “الولايات المتحدة” و”إيران” إلى بعضهما بشكلٍ مباشر، فقد اعتمدتا على “الاتحاد الأوروبي” و”سلطنة عُمان”؛ وغيرهما، للعمل على ما قد يكون ممكنًا في ظل غياب “خطة العمل الشاملة المشتركة”؛ (الاتفاق النووي مع إيران).
وقد تتضمن هذه الصفقة المحتملة شكلاً من أشكال تخفيف العقوبات، وإلغاء تجمّيد ما يصل إلى: 07 مليارات دولار من التمويلات المسّتحقة لـ”إيران”، مقابل وقوف “طهران” عند الحد الأقصى لأنشطة التخصيّب الذي يمنعها من إحراز مزيد من التقدم نحو سلاح نووي محتمل، حسّبما ورد في تقرير لموقع موقع (المونيتور) الأميركي.
زيارة “هيثم” المثيرة للتكهنات..
وأثارت الزيارة التي قام بها سلطان عُمان؛ “هيثم بن طارق آل سعيد”، وهو شريك ومُحاوِر تثّق به “واشنطن” و”طهران”، إلى “طهران”؛ الأسبوع الماضي، بما في ذلك اجتماعه مع المرشد الأعلى؛ آية الله “علي خامنئي”، في 29 آيار/مايو الماضي، تكهنات بأنه قد يكون هناك المزيد من الزخم للدبلوماسية “الأميركية-الإيرانية” غير المُعّلنة.
هذه التكهنات لا تسّتبعد صفقة نووية محتملة تنزع فتيل الأزمة بين “طهران” والغرب.
ولعبت “عُمان” دورًا فعالاً في الدبلوماسية الأميركية والإقليمية مع “إيران”، بما في ذلك إطلاق سّراح وتبادل المعتقلين الغربيين هناك. بعد زيارة السلطان “هيثم”، أفرجت “إيران” عن مواطن دنماركي ومواطنين نمساويَّين من الاحتجاز بعد وسّاطة “عُمان”. ويأتي إطلاق سّراحهما في أعقاب إطلاق سّراح مواطن بلجيكي وموطنين فرنسيَّين؛ في آيار/مايو الماضي.
ويعتمد أي تقدم في الدبلوماسية “الأميركية-الإيرانية” في نهاية المطاف على عودة المواطنين الأميركيين الثلاثة المحتجزين هناك؛ “سياماك نمازي” و”عماد شارجي” و”مراد طهباز”.
تقارير “الدولية للطاقة الذرية”..
وتُشير أحدث التقارير الصادرة عن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، التي تُراقب برنامج “طهران” النووي، إلى ما يمكن أن يكون نهجًا إيرانيًا بعد “خطة العمل الشاملة المشتركة”؛ فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
ويجتمع مجلس محافظي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ في “فيينا”، اليوم الاثنين 05 حزيران/يونيو. ووفقًا للتقديرات السّرية التي عُمِّمَت على الدول الأعضاء في “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ هذا الأسبوع.
وزادت “إيران” مخزونها من (اليورانيوم)؛ عالي التخصّيب، بنسّبة: 27% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقد يكون لديها وقود كافٍ لصنع سلاح نووي في غضون أسبوعين أو أقل، وفقًا لتقارير صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية.
وبخلاف ذلك؛ تقف “إيران” عند خط أحمر أميركي بشأن توسّيع التخصيّب بما يتجاوز: 60 إلى: 90%، أو درجة تصنيع الأسلحة، لتجنب عقوبات مفاجئة من جانب “الأمم المتحدة” أو ما هو أسوأ من ذلك.
في غضون ذلك، تُعلق “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” الملفات القديمة المتعلقة بقضايا الأنشطة النووية غير المُعلَنة، وقد وافقت “إيران” على إعادة تركيب الكاميرات ومعدات المراقبة في المنشآت الرئيسة.
ويُشير تقرير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ إلى أن “إيران” قد تكون مسّتعدة للعمل ضمن قيود التزامها كعضو في “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، في غياب “خطة العمل الشاملة المشتركة”، على افتراض أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” تواصل العمل نحو إغلاق ملفات الحماية المتبقية.
توجس إسرائيلي.. وتشعر “إسرائيل” بالقلق من تقارير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ واحتمال وجود دبلوماسية للقنوات الخلفية بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”: “لديَّ رسالة واضحة جدًا لإيران وللمجتمع الدولي. ستفعل إسرائيل كل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية”.
في غضون ذلك؛ نظَّم (حزب الله) اللبناني؛ المواليّ لـ”إيران” استعراضًا غير مسّبوق للقوة؛ في منتصف شهر آيار/مايو 2023، في جنوب “لبنان”، وهو يأتي، كما يقول الصحافي الإسرائيلي؛ “بن كسبيت”، على خلفية التهديدات المتصاعدة من قبل “إسرائيل” ضد “إيران”، و”تجدّد التلميحات عن الاستعدادات لهجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، ولكن التنسّيق الأمني بين تل أبيب وواشنطن ما زال قويًا”.
ورغم المخاوف الإسرائيلية، يبدو التنسّيق الأمني بين “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”؛ بشأن “إيران”، على مسّتواه العالي كما كان دائمًا.
وأمضى قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة، الجنرال “مايكل كوريلا”، الذي يشرف على جميع القوات العسكرية الأميركية في المنطقة، ثلاثة أيام في “إسرائيل”؛ خلال الأسبوع الماضي. وكان كبار مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي؛ (رئيس الشاباك؛ رونين بار، ووزير الشؤون الاستراتيجية؛ رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي: تساحي هنغبي)، جميعهم في “واشنطن”؛ هذا الأسبوع، لمناقشة الشأن الإيراني وقضايا أخرى مع نظرائهم الأميركيين.
وقد استمع القادة الإسرائيليون لشهادة أمام “الكونغرس”؛ في 23 آذار/مارس، ألقاها رئيس هيئة الأركان المشتركة؛ الجنرال “مارك ميلي”، قال فيها إن “إيران” يمكن أن تُنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لأربع أو خمس قنابل نووية في: “أقل من أسبوعين”، وهو تقيّيم تعرفه الاستخبارات الإسرائيلية جيدًا، حسّبما كتب الصحافي؛ “بن كسبيت”.
ويُضيف “كسبيت”: “ما أذهل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية هو ادعاء؛ ميلي، أنه بمجرد أن تُنتج إيران ما يكفي من (اليورانيوم) العسكري، يمكنها صنع سلاح نووي في غضون عدة أشهر أخرى”.
استراتيجية “بايدن”..
ومع تنحية إدارة “بايدن”؛ لـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، جانبًا، تفضِّل الإدارة اتباع نهج دبلوماسي تجاه “إيران” يُعطي الأولوية لخفض التصعيد ووقف الصراع في المنطقة وملفاتها النووية.
ورغم أن “الولايات المتحدة” عزَّزت موقفها الرادع الشامل ودعمت المبادرات الإقليمية لنزع فتيل التوترات مع “إيران”، بما في ذلك الاتفاق “السعودي-الإيراني”؛ لاستئناف العلاقات؛ في آذار/مارس، إلا أن عواصم الخليج غير مرتاحة بشأن ما يعتبرونه عدم وضوح بشأن السياسة الأميركية في المنطقة، خاصةً بعد أن استولت “إيران” على ناقلتي نفط؛ في 27 نيسان/إبريل، و03 آيار/مايو. وقالت “وزارة الخارجية” الإماراتية؛ في 31 آيار/مايو 2023، إنها سّحبت مشاركتها من تحالف “القوات البحرية المشتركة”، رغم أن “الولايات المتحدة” لم تتلقَّ لم تتلق إخطارًا رسميًا بالانسّحاب.
قد لا تُمانع إدارة “بايدن” في الضغط الإسرائيلي والتهديد باستخدام القوة لإبقاء “إيران” تحت السّيطرة؛ حتى تصل إلى نوع من التفاهم الدبلوماسي مع “طهران”.
في الوقت الحالي؛ قد يكون الترتيب لحد أدنى من الاتفاق هو الاحتمال الأكثر واقعية، بالنظر إلى الرياح السياسية المعاكسّة في كل من “واشنطن” و”طهران”، وبعض القلق بشأن النوايا الأميركية والإيرانية في المنطقة.