شؤون اقليمية

الامام الخميني يدُ الله التي قلبت سدوم الشاه

   بقلم حليمة الساعدي

لم نكن بهذا الوعي الذي نحن عليه اليوم فقد كنا حينها صغار عندما قامت ثورة انقلابية على حكم الشاه الفاسد على يد القائد المعجزة الامام روح الله الخمينيفقد كان قامة  نور خرجت من قلب السحاب وهبطت على ارض فارس..

فِعُلها كَفِعلِ الملائكة الذين  أُرسِلوا بامر من الله على ارض سدوم فقلبوا عاليَها سافلها، هكذا فعل روح الله الخميني(قد) بحكمومة الشاه الفاسدة سدوم بلاد فارس التي اشتهرت بالفساد والمجون وحفلات الرقص وشواطئ دولته يتسكع عليها العراة وكانت منتجعات الرذيلة والمعاصي بكل انواعها واشكالها دون حياء او خجل عامرة بالفاسقين الذين لم يختلفوا كثيرا عن   قوم لوط ،

الشاه عدو  للاسلام والمسلمين يحارب كل من يدعو  الرجوع  الى الله وقد امتلأت سجونه   برجال الدين والعباد والصالحين والثائرين غَيرَة على دين محمد(ص). فقد كان الشاه  صديقا حميما لامريكا وبريطانيا وداعما لمشروع اقامة دولة يهودية في فلسطين.

لقد طوع  مؤسسات ايران وخيراتها وامكانياتها لخدمة دول الاستكبار وكان ظهيرا للكافرين.

اهمل شعبه وجره الى الجوع المتقع  والتخلف والانزواء كان الشعب الايراني في عهد الشاه من اكثر الشعوب فقرا وعوز..  يعتمد على الحرف اليدوية  والزراعة لم تكن ايران  تمتلك اي مستوى من مستويات الصناعة او التكنلوجيا فاغلب الشعب كان امي او نصف متعلم. واستمر هذا الحال لعدة قرون تحت حكم الشاه المتوارث من الاباء الى الابناء الى ان جاءت صرخة الحق مدوية أن أَوقفوا  هذا الفساد وانصروا دين محمد صل الله عليه واله.

استيقض العالم على خبر صاعق غير بوصلة التاريخ، انتهى حكم الشيطان وبدأت رحلة سفينة الرحمن تشق عُبابَ التحديات لتصل الى شاطئ الامان.

سفينةٌ رُبّانها سيدٌ علوي شريف هو ابن من ابناء فاطمة جاء ليجُزّ رأس الفساد وينقذ العباد وينصر دين محمد الذي كاد ان يندثر في جميع انحاء العالم.

لقد استنهضت ثورة الامام الخميني( قد) جميع المؤمنين ووجهتهم نحو النهوض من السبات الى العمل والجهاد في سبيل الله حتى وصلت شرارة ثورة الامام خميني الى العراق فأشعلت الثورات الصغيرة في بغداد والنجف وعدد من محافظات الوسط  لكنها كانت تخبوا وتنطفئ في ارضها لانها كانت نتيجة  انفعالات عاطفية غير منظمة ولا مدروسة مما جعل حكم البعث يقوم بمتابعة الثائرين واعتقالهم وتنفيذ حكم الاعدام فيهم بسرعة تفوق الخيال وبمحاكمات صورية من قبل قضاة متواطئين مع الحاكم الفاجر وحكمه الجائر ومن بين الضحايا الذين فقدناهم وتسبب فقدهم بقصم ظهورنا وتقطيع نياط قلوبنا عدد كبير من علماء الحوزات الدينية في النجف الاشرف والكاظمية المقدسة وعلى رأسهم اية الله السيد محمد باقر الصدر  واخته العلوية بنت الهدى ورعيل من اتباعه من الشباب المؤمن الذين اطلق عليهم الطاغية صدام بحزب الدعوة العميل فراح تحت هذا العنوان من شيعة العراق ليوم سقوطه سنة ٢٠٠٣ مايقارب الخمسة ملايين شيعي استخدم في تعذيبهم ادوات واليات  مرعبة لسنا بصدد الحديث عنها الان.

كنت  في الصف الاول متوسط حينما اعلن الامام روح الله الخميني(قد) اقامة الدولة الاسلامية في ايران وشهدت بأم عيني نشرات الاخبار وهي تصور نزوله من الطائرة رافعا يده كأنه الصاعقة فلقت  رؤوس المجرمين و رحمة نزلت  على قلوب المؤمنين.

لم اكن  ادرك اهمية هذا الحدث فنحن مشبعين بأفكار الاب القائد (احمد حسن البكر) الذي كنا نحييه في كل صباح قبل دخولنا صفوف الدراسة. انهم البعثيون اجادوا  غسل ادمغتنا..  كانت المدرسة محور ثقافتنا، نحبها ونعشقها ونصدق بكل مانتلقاه فيها حتى التاريخ المزور الذي كتبه معاوية وحاشيته ولازال البعض متأثرا به ليومنا هذا.

بعد مرور عام   من نجاح الثورة الاسلامية في ايران  خطف صدام زمام الحكم من البكر واصبح هو الرئيس القائد  وبعد برهة من الزمن اتذكر انني كنت في طريقي الى البيت رأيت مشهدا غير مألوف فقد انتشر الرجال  هنا وهناك حاملين اسلحتهم  يتجمعون زرافات زرافات مرتدين بدلات عسكرية بلون زيتوني ومكبرات الصوت تطبل طبول الحرب واناشيد لم نألفها، فارتعدت فرائصي حينها  واسرعت الخطى نحوا البيت  وبعد السؤال اخبروني  بأن هذا الحاكم عدو الحسين يريد ان يحارب ايران،

لم اكن افهم يومها لم اخبرني ابي بأن صدام  عدو الحسين فكل الحكام ملوكا كانوا ام جمهوريين  جميعهم اعداءٌ للحسين.

تحولت المدرسة الى ثكنة للتوجيه المعنوي و تحول الكلام و الالوان والقصص الخيالية والعلوم  نحو هدف واحد وهو ان ايران عدونا اللدود وخصمنا الشديد وعلينا ان نكرهها ونحاربها بالقلم والبندقية  وتحول الحجاب علامة من علامات التبعية لايران  ومنع  في المدارس فتحول صدام الى شاه ايران.

حتى دروس الرسم كانوا توجيه معنوي لدعم المعركة فالمواضيع كلها تتعلق   بساحة المعركة فتعلمنا كيف نصور الجندي العراقي المنتصر و جيش صدام وهو يسحق الجيش الايراني الكافر، وانتشرت ظاهرة رسم الكاريكتير عن الامام خميني وافراد حكومته  وتحولت المدارس الى اشبه بالثكنات  يسيطر عليها اتحاد الطلبة الذي كان عبارة عن جهاز مخابرات مصغر في كل مدرسة او معهد او جامعة.

وفي يوم من الايام اصبحت عائلتي  على خبر مفجع وحزين  فقد تم اعتقال ابناء عمومتي وابناء خالتي وكانوا شبابا ملتزم يتابعون بحرقة اخبار اعتقال اية الله محمد باقر الصدر فهو مرجعه وكانوا يتلقون الدروس الدينية عبر كتبه التي  يشترون خلسة، وعندما كبست  عصابات البعث على بيوتهم وجدت بحوزتهم هذه الكتب فكانت دليلا دامغا عليهم   مما سرع في قرار اعدامهم.. لقد نفذت حكومة صدام الظالمة حكم الاعدام بحقهم ومنعت اهلنا من اقامة العزاء او البكاء وشددوا عمليات المراقبة على بيوتنا فمن يدخل فيها معزيا يلاقي نفس المصير .

كانت تلك هي الصدمة التي ايقضت في داخلي كل التسائلات واحيت في روحي الحسين الثائرا وزينب الصابرة الصامدة، ورحت اقلب اوراق التاريخ واعيد قرائته من جديد بعقل حر غير مؤدلج.

ومن حينها ملأ النور قلبي وصرت عتيقة الحسين كفطرس الذي استعاد جناحيه ببركتة وعاد يحلق مع الملائكة.

اصبحت احلق في سماء الحقيقة الكبرى ورحت ابحث عن الله من جديد وسلكت طريق الولاية وبحثت عن مفهوم الانتظار وما هو تكليف المنتظرين،  وقرأت ثورة الامام خميني وعرفت انه (قدست روحه الزكية) حمل بداخله قبسا من جده الحسين فطار بجناحين جناع اليقين في معرفة الله ومعرفة محمد وال بيته وجناح الشجاعة والتوكل على الله في اقامة دولة تخدم الاسلام وتمهد للامام المنتظر( عج) جمهورية الثورة الاسلامية في ايران اصبحت منطلقا لكل الثورات الاسلامية وملاذا لكل الفصائل المجاهدة المؤمنه بعقيدة آل بيت النبي وتطهير دين محمد من كل الادران التي لحقت به نتيجة دس بني صهيون وعملائهم، وازاحة الغبار عن حقيقة التشيع واحقيته في الاتباع.

لقد صنع روح الله معجزته التي لازالت تكبر وترعب الاعداء وتسرّ الاصدقاء لقد اصبحت ايران دولة لا تقهر وتخشاها جميع دول الاستكبار من ناحية صناعاتها التكنلوجية في مجال السلاح والصناعات الحربية والمجالات الطبية والصناعات المختلفة الاخرى والزراعة وتكنلوجيا المعلومات والتعليم فقد اقضت مضاجع كل الدول  المعادية لشيعة اهل البيت وعلى رأسهم امريكا واسرائيل وبريطانيا واجتهد حلف ( وارسوا) في التودد لها لتلتحق به كحليف  لديه قاسم مشترك واحد  وهو  الوقوف بوجه حلف (الناتو) ومحاربة امريكا واسرائيل.

ان الامام الخميني هو احد رجال الله   الذين  اظهره ليشد به عضد المؤمنين المستضعفين في الارض وليقويهم به وبدولته التي اقامها على اُسس دولة علي بن ابي طالب وان التحديات التي تواجه ايران اليوم كبيرة فكل العالم بما فيهم العالم الاسلامي الناصبي المتطرف  يقف بوجهها ويريد اسقاطها لكنها دولة مؤيدة من الامام الحجة وانها عونا للمستضعفين من الشيعة في جميع اصقاع الارض. ان الامام الخميني( قدس) ولد ثائرا زاهدا عابدا وعاش كذالك ومات على ما بدأ لم يملك صفراء ولا بيضاء ولا قصرا ولا ثيابا فاخرة عاش متأسيا بسيرة ابيه علي بن ابي طالب وامه الزهراء فكان نبراسا يضيئ درب الثائرين وقبس نور من ثورة الحسين عليه السلام وصوتا لا زال يردد هيهات منا الذلة . فسلام عليه حين ولد وحين مات وحين يبعث حيا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى