شؤون اقليمية

زيارة وزير الدفاع الامريكي رسائله وغايته الحقيقية

بقلم : ماجد الشويلي

 

من الطبيعي أن تتعدد القراءات  السياسية والامنية لزيارة وزير الدفاع الأمريكي غير المعلنة للعراق.

ولا شك أن نظر المتابع فضلاً عن المحلل السياسي ، يقع مباشرة على مايتم الترويج له في المؤسسات الاعلامية الامريكية والاسرائيلية والغربية ، حول احتمالية توجيه ضربة خاطفة من قبل التحالف الاسرائيلي الخليجي المصري للمفاعل النووية الايرانية.

وهذا الأمر صحيح وله مرجحات بحسب الظواهر والمعطيات على الأرض.

لكن مادمنا في دائرة التحليل السياسي الذي يقتضي عدم استبعاد اي احتمال وان بدا ضئيلا للوهلة الاولى،  فينبغي علينا اذن ان نضع بالحسبان أن هذا المنحى الشيطاني من امريكا والذي تمثل بزيارة وزير دفاعها للعراق ، كان يشتمل على رسائل عدة . لكنها ليست هي الرسالة الحقيقية أو بالاحرى أنها ليست الغاية الحقيقية من وراء هذه الزيارة.!

وهذه الرسائل التي يسعى العم سام ان يضعها في اطار تطمين حليفته اسرائيل

وتعزيز معنوياتها هي؛

اولا:- ان العراق لم يعد حليفا لايران

وانه بات يشكل جزءا من منظومة الامن العربية.

ثانيا:- استمرار بقاء القواعد الامريكية في العراق وانتهاء مرحلة استهدافها من قبل فصائل المقاومة القريبة من ايران بعد انغماسهم بالعملية السياسية.

 

ثالثا:- أن العراق لم يعد يشكل خطرا على المنظومة العربية وأمن اسرائيل.

 

رابعا:- تاتي هذه الزيارة لقطع الطريق امام تنامي التعاون العسكري والامني بين العراق وايران وروسيا وحتى الصين،

اي بمعنى ضمان تماهي العقيدة القتالية للقوات المسلحة العراقية مع المحور الغربي وتحديدا امريكا.

 

خامسا:-تاتي هذه الزيارة في محاولة لدق اسفين الفرقة بين فصائل المقاومة العراقية من جهة ومن جهة اخرى بينها وبين حكومة السوداني.

 

سادسا:- هذه الزيارة تاتي في اطار مباركة المنهج الذي سلكته حكومة السوداني في التعاطي مع الملفات الامنية وتحذيرها من مغبة تغييرها بشكل معاكس.

 

وحتما هناك نقاط اخرى .

لكن ايضا يمكننا القول انها رسائل كما اسلفنا تخفي ورائها الحقيقة الكامنة باختيار هذا التوقيت . والذي لا نستبعد فيه ان تكون الزيارة محاولة للضغط النفسي على الجمهورية الاسلامية ، لحملها على التوقيع على الاتفاقية النووية بشروط ومحددات امريكية.

قبل ان تضطر الولايات المتحدة نفسها للعودة الى الاتفاق النووي بالشروط الايرانية او على الاقل الدولية . وهذا ماسيحدث بالضبط وبحسب ما نراه

ان هذه الزيارة بدل ان تكون نذير شؤم على المنطقة سينجم عنها عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي،

من نافذة الياس والاحباط الذي منيت به سياساتها في التاثير على الموقف الايراني الثابت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى