شؤون اقليمية

عودة العلاقات الإيرانية السعودية تعيد الاستقرار للمنطقة

بقلم : نعيم الهاشمي الخفاجي

لا يوجد سبب مقنع لوجود صراع سعودي إيراني ووجود صراع سني شيعي، الأمور الجامعة التي تجمع السنة والشيعة كثيرة وتمثل أكثر من تسعين بالمائة، أي مسلم عندما يذهب لحج بيت الله الحرام يرى المشتركات ما بين الحجاج الشيعة والسنة تتجاوز التسعين بالمائة، قوى الاستعمار هي المستفيدة من وجود صراع سني شيعي أو صراع سعودي ايراني، ليس بالضرورة أن يكون السني شيعي ولا الشيعي سني، إنما الأمر المهم ليحترم بعضنا البعض الآخر، نتفق على المشتركات ونترك أمور الخلاف إلى الله عز وجل في يوم الحساب، وهذا ما دأب عليه مراجع الشيعة الجعفرية ومثقفيهم عبر التاريخ، البيئة الشيعية تتقبل العيش المشترك مع السني ومع الغير مسلم، وشواهد ذلك كثيرة في مدن الوسط والجنوب العراقي، أو في الجمهورية الإسلامية يوجد ملايين من المواطنين الإيرانيين السنة، لم تقوم إيران في اكرههم على ترك المذاهب السنية والدخول في المذهب الشيعي.

تناقلت وسائل الإعلام أخبار  استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران  وإعادة فتح سفارتي البلدين وممثلياتهما خلال شهرين، برعاية صينية.

البيان الثلاثي الصيني الإيراني السعودي تم الإعلان عنه من العاصمة الصينية بكين وظهر بالصور توسط وزير الخارجية الصيني مستشار الأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني والمسؤول السعودي محمد بن مساعد العبيان وزير دولة ومستشار الأمن القومي السعودي،  ونقلا عن موقع خبر السعودي ذكر الخبر التالي، رحّب مسؤولون إيرانيون باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس (الجمعة)، أن اتفاق إيران والسعودية لإنهاء «مأزق العلاقات الدبلوماسية» جاء بعد مباحثات بدأت الاثنين الماضي في بكين بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ.

إعادة العلاقات بادرة خير لإعادة الاستقرار لمنطقة الخليج والشرق الاوسط، ان اتفاق  البلدان على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين خلال  شهرين، هذا الخبر رحبت به الحكومة والمسؤولين الإيرانيين، وقد كتب  وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة على «تويتر»، إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخماً كبيراً للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». وتابع أن «سياسة الجوار، بوصفها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية».

أيضا الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال  علي شمخاني أشاد بجهود الصين لقيامها في دورمهم  في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، ونقلا  عن وكالة ارنا الإيرانية أشارت  إن مباحثات الرئيس الإيراني السيد  رئيسي والرئيس الصيني  وجينبينغ في بكين منتصف الشهر الماضي «وفّرت أرضية لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية بين وفدي إيران والسعودية».

بكل الأحوال، عندما أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الأول للبترول والغاز، وباتت أمريكا غير مهتمة في بترول الخليج والشرق الاوسط، هذا التحول كان رحمة ونعمة كبرى وعظيمة من الله عز وجل لشعوب الخليج، أصبحت دول الخليج جميعا يبيعون بترولهم إلى الصين بالدرجة الاولى، ووفق الاخلاقيات الصينية وحسب معتقدات حضارتهم الصينية أنهم يتعاملون مع كل شعوب العالم في احترام وتبادل مصالح ومنفعة، اهتم الصينيون بحضارتهم القديمة في  فلسفة الأخلاق المسماة في الكونفوشيوسية، وزودت الحضارة الصينية بالأسس الروحية والأخلاقية التي تعتبر هبة الأديان لبني الإنسان، لا توجد حساسية في المجتمع الصيني من تعدد الأديان، يركزون على الجانب الأخلاقي والتعامل الصادق.

لذلك الصين تشتري البترول من السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران وليبيا والجزائر وروسيا، العقلية الصينية تتعامل مع الجميع، ولم تقوم الصين في ابتزاز واضطهاد واحتلال شعوب أخرى  وتسرق ثرواتهم، ياخذون بترول يبيعون للدول المصدرة للبترول معدات وإقامة مشاريع بنى تحتية، في زياراتي للعراق، في محافظتي واسط توجد شركة نفط صينية في حقل الاحدب، قدموا خدمات للمحافظة بدون مقابل.

التعامل مع الصين أفضل من التعامل مع دول الرأسمالية المتوحشة، هؤلاء يريدون فرض ثقافتهم وتقاليدهم وفرض أمور تتعارض مع ثقافات العرب والمسلمين مثل الشذوذ وبالقوة، الأنظمة التي تعمل مع دول الناتو لم تسلم من عملية التآمر عليهم ودعم فئات من مايسمى في منظمات مجتمع مدني لإسقاط الأنظمة وإحلال هؤلاء محلهم.

 

بالعراق ساسة العراق الجديد تم تقيدهم وتقيد عمل الحكومات العراقية منذ سقوط نظام صدام الجرذ ليومنا هذا، منعوا الحكومة العراقية من معاقبة المجاميع الارهابية، منعوا الحكومة العراقية من التعاقد من شركات الطاقة الألمانية، جعلوا ساحة العراق ساحة للصراعات مع دول أخرى، ترامب قال وجودنا بالعراق لمحاربة فلان دولة ومحاربة المكون الشيعي، قضية تسليم الحكم في أفغانستان لحركة طالبان الظلامية وفي خطاب بايدن قال نحن لم نذهب إلى أفغانستان لنعمل لهم ديمقراطية، هذا الكلام اعتراف صريح بعدم نشر الديمقراطية لذلك بالعراق حاولوا عمل مؤامرة داعش لكن فتوى المرجعية هو من أفشل هذه المؤامرة.

بعد إسقاط نظام صدام الجرذ كان يفترض جعل  العراق ساحة لحل المشاكل ودعم العراق في المجال الاقتصادي والخدمي لإنجاح مشروع محترم بالشرق الأوسط ليكون مثال محترم، لكن للأسف فتحوا علينا الحدود وأرسلوا إلينا جيوش من الانتحاريين والمفخخين كلفت شعب العراق مئات آلاف الشهداء.

إيران شكرت سلطنة عمان والعراق، ادورهم في إعادة العلاقات السعودية الإيرانية،  وتم نقل خبر اتصال شمخاني  هاتفياً مع السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شكره على جهود العراق  في استضافة العراق  خمس جولات من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والسعودية، حسب ما نقلته  وكالة «إيسنا» الحكومية.

اعادة العلاقات رحبت به الكثير من دول المنطقة مثل الإمارات وقطر وتركيا ومصر، بلا شك يمكن لمصر تلعب دور اقتصادي بالخليج وفي القارة الافريقية، وتستفاد من حل مشاكل الخليج، المهم ترحيب دول وشعوب الخليج ودول شمال افريقيا مثل الجزائر وتونس، أما قبول دول العالم الأخرى غير مهم، لأن هناك دول استعمارية تنزعج من وجود سلام بمنطقة الخليج.

ذهب عرفات برجله إلى السلام النتيجة اذلوه وقاموا بقتله، وكان يفترض بعودة ياسر عرفات الطوعية يتم إنهاء الصراع وإعطاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة، هناك حقيقة أن السعودية وإيران دولتان محوريتين لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية بينهما يلعب دور مهم  في استقرار المنطقة.

منطقة الشرق الأوسط والخليج بحاجة ماسة لتنقية الأجواء والعمل على عودة العلاقات الطبيعية والأخوية  بين دول الخليج وايران وسوريا وتركيا، لايمكن بقاء أعمال العنف والحروب إلى مالانهاية، والعمل على منع التدخلات الأجنبية، الفلسطينيين اختاروا خيار السلام بعد حرب الخليج الأولى بعد هزيمة صدام الجرذ بالكويت، وحضروا مؤتمر سموه مؤتمر مدريد للسلام، النتيجة بقت المماطلات والقتل مستمر ليومنا هذا، لذلك الأعداء يستثمرون الخلافات الإقليمية القومية والمذهبية، وتضخيم الخطر المزعوم الذي يشكله الشيعة وايران ضد السعودية ودول الخليج، وهذه كذبة كبرى لا اصل لها ولاوجود واقعي لها على الارض.

العالم يعيش أتون حرب عالمية ربما تندلع في اي وقت بسبب ما يحدث في أوكرانيا، بينما الصين تلعب دور وسيط في حل الصراعات الدولية، وسبق للصين عرضوا الوساطة لإيجاد طريقة لإيقاف الحرب في أوكرانيا لكن هناك قوى لديها أهداف يعتقدون أن تتحقق من خلال الحرب، نقلت وزارة الخارجية الصينية عن وزير الخارجية وانغ قوله في اختتام الحوار بين المملكة السعودية  وإيران،  «إن استئناف العلاقات أنباء طيبة عظيمة في العالم المضطرب حالياً»، مشيراً إلى أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى