ثقافيةعراقية

الاسم البديل بوابة الحصول على فرصة عمل !!!!!

بقلم : محمد نبيل

 

?(يجب عليك أن تختار اسماً بديلاً لمحمد، اسم أنجلوساكسوني أو إنجليزي مألوف وقريب إلى ذهن الموظِّف الأسترالي).

▪️كانت هذه أول نصيحة صادمة سمعتها بخصوص البحث عن عمل في أستراليا، لما تحمله في طياتها من تمييز عنصري.

▪️كنت أظن أن البعض يضيف اسماً أجنبياً على اسمه العربي حباً في الثقافة المحلية أو رغبة في تسهيل اندماجه، لكن تبيّن لي بعد هذه النصيحة وغيرها، أن علة الإعراض عن خبرات المهاجرين الجدد هو الخوف من عدم تآلفهم مع ثقافة الموظفين المحلية. وأن اختيار اسم إنجليزي مختصر يوحي بالانخراط في المجتمع الأسترالي وفهم ثقافته. بينما الالتزام بالاسم العربي الطويل دون اختصار، يعكس التزمّت والانغلاق على الخلفية الثقافية. وهو أمر غير مرغوب به، خاصة إن كانت الوظيفة إدارية وتحتاج لقائد ناجح في التعامل مع فريقه. مما يعني أن الأفضلية تُعطى لمن هو قادر على إبراز تقبّله لما يرتضيه الآخرون.

▪️وعلى ذلك، وجدت بعض العرب المهاجرين هنا ممن بدّل اسمه الأول باسم إنجليزي على منصة المهنيين (لينكد إن). اختاروا أسماءً تحاكي أسماءهم العربية في اللفظ. فإبراهيم يطلق عليه برايان، وإيمان يطلق عليها إيمّا. وهناك من أدخل اسما إنجليزياً بين قوسين في صفحة التعريف، مثلاً محمود لكن لقبه (ماكس). وآخرون اختصروا نصف أسمائهم الأولى لتصبح ذات طابع غربي أو اكتفوا بالحروف الأولى. مثل محمد فيصبح (مو)، على غرار مايكل فيصبح (مايك).

 

▪️ولست أعيب على هذا الصنيع فثقافة الأكثرية القوية دائما طاغية على الأقلية وتشكل ضغطا على حياة كل فرد مسؤول عن عائلة. إلا أن هذا الضغط يتولد منه انصهار ثقافة القليل في الكثير دون أي تأثير يذكر. ويصبح لزاماً على كل جديد تقبّل ما لا يريد. حتى لو كان يتعارض مع مبادئه، مثل ظاهرة التعريف بضمير المخاطب.

 

▪️أصبح من الشائع على (لينكد إن) أن تجد رجلا مهندماً بشارب ولحية في صفحته المهنية، يشير لنفسه ب(هو، له). وتجد إمرأة برداء نسائي وتضع مساحيق التجميل، تشير لنفسها (هي، لها). فلا أصبح الإسم ولا الشكل يعكس هوية الشخص، إنما كما يرغب صاحب الهوية بالتعريف عنها حتى لو أشار بمخاطبة شخصه ب(هم، لهم). وغاية بعض هؤلاء، زيادة حظوظهم في اختيارهم من قبل شركات التوظيف.

 

▪️والحقيقة هي أن إضافة ضمير المخاطب لاسمك وصورتك على صفحتك المهنية ما هو إلا اعتراف مبطن للموظِّف بأنك قد اعتنقت مفهوم الجندرية وجاهز للتعامل مع أصحابها في بيئة العمل وفقا لرغبتهم. فإن كان زميلك رجلا لكنه يعرّف عن نفسه بأنه إمرأة، تخاطبهُ ب (هي، لها). وإن كانت زميلتك في العمل إمرأة تعرّف عن نفسها بأنها رجل، تخاطبها ب(هو، له). وإن كان لا يعرّف عن نفسه بأي من ذلك، تخاطبه ب(هم، لهم).

 

▪️من المعلوم في إدارة الأعمال الناجحة أن تسعى دائرة الموارد البشرية لتحقيق بيئة عمل صحية يتناغم فيها عمل جميع الموظفين. لكن هذا التعقيد الذي يفرضه موظفو الشركات الرأسمالية بشكل غير مباشر على مهنية المتقدمين بدعوى حرية الموظَّف في تغيير هويته وتقبّل الجميع لها، يناقض تماما تغيير الاسم والمفروض أيضا بشكل غير مباشر على المتقدم بدعوى تسهيل تعامل جميع الموظفين مع اسم غريب وطويل.

 

▪️من يظن أنه لا توجد إملاءات في بلاد الحرية فهو واهم. هنا يتم تغليب الكل على القليل، وتغليب القليل على الكل. وكل ذلك يتم باسم الحرية؛ أنت حر إن أردت أو لم ترد تغيير اسمك. وأنت حر إن أردت أو لم ترد تغيير هويتك الجنسية. لكن هم أحرار في توظيف من يرونه مناسبا لبيئة العمل وثقافة العاملين.

 

 

 

 

 

? مركز الإسلام الأصيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى