المعركة القادمه وجوديه وقوى المقاومة ترسم حدودها….قراءات في حديث السيد الخامنئي…
بقلم حسن درباش كاتب وخبير سياسي

وانا استمع لكلمات السيد المرشد الاعلى الايراني علي الخامنئي والذي جاء بلهجة واثقة لهجة المؤمن بعدالة قضيته ولهجة من يحمل الامانة ويتحمل كل اعبائها ومسؤوليتها فحمل الامانة شئ عظيم ، وجدت نبرة كلماتة واثقة و أعلى من الخطابات السابقة، مركّزًا على أن إيران في موقع المبادرة لا الدفاع، وموجهاً رسائل إلى الداخل والخارج حين قال بأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً سياسياً وربما ميدانياً إذا حاولت واشنطن أو تل أبيب تغيير قواعد الاشتباك.وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأتم الاستعداد لبدأ المعركة المصيرية والتي ستكون بعون الله وتوفيقه المعركة التي ستنهي الوجود الصهيوني في فلسطين وستكون هي ايام بداية النهاية لاسرائيل
أكّدت كلمات السيد علي الخامنئي أن المنطقة اليوم تمر بمرحلة تحوّلات جوهرية و حساسة، وأن ما يجري هي ارهاصات لمحاولة التغيير بما يخدم المصالح الامريكية والاسرائيليه وليس مجرد نزاعات متفرّقة بل صراع واحد مترابط بين محور المقاومة اينما تواجد ومحور النفوذ الأميركي ـ الإسرائيلي.
و أن الولايات المتحدة تحاول إعادة رسم خرائط النفوذ والسيطرة، ولكن إيران لن تسمح بذلك ابدا.
وان محور المقاومة ومن ضمنها الجمهورية الإسلامية تعتبر الموقف من ما جرى ويجري في غزة هي معيار الأخلاق والمبادئ والسياسة في العالم كله.
أن العالم اليوم يعتبر الصمود الشجاع للفلسطينيين قد كشف هشاشة مايسمى بالردع الإسرائيل وحطم اسطورة الجيش الذي لايقهر كما كشف ان العدو غير مؤمن بما يفعل وفي قرارة نفسة يعلم ان وجودة في فلسطين مهدد وسينتهي قريبا وهي مجرد مسألة وقت لا اكثر ولولا الدعم الغربي والامريكي لما صمد هذه المده وان الحرب القادمه سترسم بداية النهاية ولن تنتهي الا بنهايه مايسمى بأسراىيل !! نحن نعلم بأن ما ابداه العرب من تخاذل وتفكك وتشتت بالرأي هو السبب في امعان العدو بأرتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وان التسابق للتطبيع وتوقيع الاتفاقيات فوق اشلاء الاطفال وجثث الرجال والنساء الفلسطينيين سيجعل العدو يتمادى اكثر واكثر وهذا التآمر والدعم الغربي والامريكي هو من جعل العدو يتمادى ويتوسع على حساب الدول العربيه الاخرى ويعمل على التوسع مجددا ! تتحمل الدول الغربية جزء من مسؤولية تلك المجازر، وإن “الغرب خسر آخر ما يملك من أقنعة”.
لقد دعا السيد علي الخامنئي في حديثة إلى تعزيز الوحدة الداخلية للشعب الايراني وإفشال محاولات “إثارة الفوضى عبر الحرب النفسية والإعلامية”.وهو يعي جيدا خطورة الاعلام في زعزعة الروح الوطنية واثارة الفتنه بين ابناء الشعب .
كما أكد أن الضغوط الاقتصادية جزء من أداة الصراع على إيران وليست نتيجة فشل داخلي فقط.
وركز على أهمية الاكتفاء الذاتي الصناعي والدفاعي كركن في الحفاظ على الاستقرار وديمومة المعركه لان هذه المعارك تحتاج الى النفس الطويل والثبات على المبادئ.
وهنا لابد لدول المنطقة ان تعي بان اسس التعامل بينها يكون وفق المصالح المشتركه وتبادل تلك المصالح بما يخدم بلدانهم وعدم الانجرار خلف الضغوط الامريكيه والاسراىيليه او الضغوطات الغربيه لان الهدف من تلك الضغوطات ونتيجتها يكون سلب خيرات المنطقة وتفضيل المصالح الغربيه وتركيز الهيمنه الاسراىيليه والامريكية عليها
وهذا يؤكد إن إيران لا تريد الهيمنة على احد لكنها لن تقبل أن تكون “منطقة غرب آسيا ساحة نفوذ للقوى الاستعمارية”.
ماتؤكده كلمات السيد الخامنئي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتريد التطبيع والتفاوض تحت اي ضغوطات كانت وان اميركا “غير موثوقة” وتستخدم التفاوض لتقييد إيران وليس لحل الأزمات.و أن الحرب في غزة فضحت المعايير الأميركية “التي تتغير حسب المصالح” ولاتعير اي احترام للقانون الدولي او للاعراف الدولية او لحقوق الإنسان ،
ويبدو بوضوح إن قوة إيران اليوم ليست عسكرية فقط بل شبكة إقليمية متماسكة من الحلفاء.وهنالك تعهدات واتفاقيات دوليه مع دول كبرى كالصين وروسيا والهند والباكستان وبعض الدول العربية، مضافا الى أن محور المقاومة لم يستخدم قوته الكاملة بعد، وأن إيران “لن تتراجع مهما كانت التهديدات”.
كما ارسل السيد الخامنئي رسائل غير مباشرة لإسرائيل أكد فيها أن أي توسّع للعدوان أو استهداف مباشر لإيران سيكون مكلفاً وغير قابل للسيطرة.
وهذا يكشف بأن “التوازن تغيّر” وأن إسرائيل تواجه أسوأ أزمة وجودية منذ تأسيسها.
ومن هذا كله نرى ان الربط بين ما يجري وبين “سنن التاريخ” يؤكد إن المقاومة هي التي تصنع المستقبل و أن “مرحلة الهيمنة الأميركية انتهت، لكن الغرب يرفض الاعتراف”.




