عراقيةمقالات

الانتخابات الوطنية …وتجسيد الطائفية

بقلم الكاتب والخبير السياسي حسن درباش العامري

ونحن نستمع لخطاب احد المرشحين للانتخابات البرلمانية وهو يصف الممارسة الانتخابيه بأنها معركة مصيريه !! ويجب النصر فيها !! ! كيف تتحول الممارسة الديمقراطية الى معركة مصيريه ؟؟ وتلك المعركة بين من ومن؟؟
واحد الخطباء يصف المشاركة تكليف شرعي من اجل ان ينتزع رئاسة الوزراء من مكون لاعطائها لمكون اخر ! وسياسي يشتري البطاقات الانتخابيه ليقوم بأتلافها من اجل خفظ نسبة مشاركة المكون الاخر ،ليكون مكونه هو الاكبر !!
الانتخابات البرلمانية الحالية في العراق جسدت ـ للأسف ـ الشعارات الطائفية بأبشع صورها، وكشفت حجم الانحراف الفكري لدى الكثير من المرشحين والسياسيين الذين قدّموا الانتماء المذهبي أوالعشائري و المناطقي على حساب الانتماء الوطني ووحدة البلد بل اوضحت انقياد بعض السياسيين لحكومات ودول اخرى ،وكشف تقاتل بعض المرشحين للحصول على الامتيازات الماليه الكبيره التي يختص بها البرلمان اعضائه ليكون مجلس النواب احد اكبر ابواب الاستحواذ على اموال الموازنات العراقية بعد مجلسي رئاسة الجمهورية والوزراء ويكون مجموع استنزافها لأموال الموازنات هي الاكبر.ولهذا نجد التزاحم الكبير للترشيح للحصول على مقعد في مغارة علي بابا !!
فيكون هذا الخطاب المريض يعبّر عن تأثرٍ واضح بأفكار دخيلة على مجتمعنا، وغريبة عن مبادئ ديننا الحنيف الذي يدعو إلى التآخي والوحدة والتكافل والتعايش.

إننا نهيب بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن تكون حازمة وجادة في التعامل مع هذه الظواهر، وأن لا تسمح بتحويل الحملات الانتخابية إلى منابر للفرقة والتحريض، فالعراق اليوم ليس بحاجة إلى أسباب جديدة للتفتيت، بل إلى من يضمد جراحه ويعيد بناء لحمته الوطنية.
ونهيب بالمواطنين العراقيين بعدم الانقياد خلف هكذا خطابات جهويه متطرفه وعليهم اختيار الاكفئ اولا ومن يكون خطابة وبرنامجة وطنيا بعيدا عن التطرفات والتأثيرات الجانبية

كما نطالب المرشحين كافة بالتحلي بالروح الوطنية الصادقة التي توحّد أبناء البلد، وبأن تكون برامجهم الانتخابية منسجمة مع هدف إعادة تنظيم علاقات العراق بمحيطه الدولي واستعادة مكانته الريادية من خلال دمجه الإيجابي في محيطه الإقليمي، وان يلتزموا ببرامجهم الانتخابيه وعدم تجاهلها لتكون مجرد كلمات انشائية تقرأ وترمى،، إضافة إلى إعادة بناء الداخل على أسس العدالة والتنمية، بما يحقق بناء الإنسان أولاً، ثم تقديم الخدمات الكفيلة بتحقيق الراحة والاستقرار وتوفير سبل العيش الكريم للجميع.

فلنبتعد عن شعارات الماضي وأوهام التاريخ، فلا نحن بصدد إعادة دولة بني العباس، ولا دولة بني أمية، لأن العراق لم يكن يوماً ـ ولن يكون مستقبلاً ـ إلا دولة آل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله)، دولة العدالة والرحمة والوحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى