
لأكثر من أسبوع بأيامه ولياليه وأنا عاجز تماماً عن كتابة حرف واحد بخصوص عودة المحكوم غيابياً بالاعدام على جريمة الارهاب والهارب من وجه العدالة المدعوا ( رافع الرفاعي ) وحتى أكون أكثر دقة فقد عجزت عن الكتابة في أي موضوع أخر !!!
وكأن سكيناً قد غرزت في خاصرتي !!
( الرفاعي ) الهارب والمحكوم بالاعدام عاد الى بغداد ودخلها كما يدخل المنتصرون ( واعترف أنه كذلك ) بعجلات دفع رباعي وبحماية الحكومة المفترض أن تكون مأمورة كما في تنفيذ أوامر القضاء ( بجلب وإحضار المتهم المطلوب )!!
المفارقة .. أن الرجل عاد الى بغداد سالماً غانماً منعماً والحشود من حوله وليس ( مخفوراً ) بعد أن كان هو المفتي الاول لشرعنة خروج الدو..اعش على سلطة الحاكم اللاشرعي في بغداد لمجرد كونه ينتمي مذهبياً للطائفة الشيعية ( الضالة المضلة ) حسب رأييه الفقهي وهو ماسيبقى عليه رأيه الى يوم الدين فالمثل يقول ( عمر ذيل الچلب ماينعدل )!!!
وهذه قاعدة ولسيت شواذ عند ساسة السنة ومعمميهم الذين تمت تسوية قضاياهم الارهابية أو قضايا الفساد الاداري والمالي سياسياً ليعودا لممارسة ماتعودوا عليه من إثارة الفتن والقلاقل والطائفية التي يعتاشون منها والامثلة كثيرة ولاتعد ولاتحصى !
أقول .. انا عن نفسي قد اقتنعت قناعة ( كاذبة ) بإن عودة الرفاعي هي بداية لعصر جديد من الثقة بين الحكومة الشيعية وبين الشخصيات التي انحرفت عن جادة الصواب وباعت دماء العراقيين في وقت كان فيه العراق بكل أطيافه بأحوج مايكون الى التماسك والتراص ضد أقوى هجمة ارهابية عالمية على العراق !!
ولكن من يقنع الشهداء الذين خرجوا في عام ( ٢٠١٤ ) لنصرة الوطن والدين والمال والعرض وإستشهدوا على يد من كان ولازال يدعمهم الرافعي وأمثاله ويغذيهم بعقيدة الارهاب والتكفير وإباحة القتل والذبح والتفجير والتفخيخ !
وهذا ليس كلامي وانما كلام حكومة الشيعة في وقتها والتي أصدر قضائها العادل قراره بحقه بالاعدام !!
ومن يقنع أمهات الشهداء وبناتهم واخواتهم وزوجاتهم ومتعلقيهم أن المفتي الشرعي للارهاب والمتسبب بأستشهاد فلذات أكبادهم قد عاد الى بغداد وذبحت تحت أقدامه الخراف والعجول ورفعت شارات النصر كعلامة على الانتصار !!
من يقنعهم هؤلاء بإن سيدنا حجر بن عدي قد تصالح ( لاغراض سياسية ) مع سيدنا معاوية وأن علي ابن ابي طالب عليه السلام قد تصالح مع من سلبه الخلافة وهجم على داره واحرقها !!
ومن سيقبل من الذين قتلوا في معركة الجمل لو قيل لهم أن علياً ( عليه السلام ) قد تصالح مع من تسبب بقتلهم في تلك الحرب ( وعاشوا عيشة سعيدة )!!
أقول … فمن يقنعهم بذلك !!
وهل بعد ذلك معنى للحق أو للقضاء العادل لو تغيرت الاحكام وتكيفت لاجل ان يشمل العفوا الاعمى كل الارهابين حتى ترضى عنا أمريكا والدول السنية التي من حولنا !!
المفارقة العجيبة .. أن من من نسمعهم يتكلمون الان عن المصالحة الوطنية وتسوية أحوال المطلوبين من الارهابيين والسراق للمال العام للقضاء كانوا قد تجاهلوا سابقاً قضية ضابط عراقي برتبة عقيد في وزارة الدفاع يدعى ( عباس چاسب المرياني ) من أهالي البصرة كان قد حكم عليه بالسجن لمدة تسعة أشهر بسبب انتقاد وجهه لشخص رئيس الوزراء على أحد مواقع التوصل الاجتماعي ولم تشفع له سيرته الحسنة ومواقفه البطولية ضد دا..عش وصموده في موقعه القتالي أو لخطه الجهادي ضد نظام المقبور صدام !!
بالله هاي شتحط عليها وتطيب !!!
الملخص .. الى هنا وكفى فأُسجل إعتذاري بداية الى الارهابي الجولاني الذي أصبح ريس دولة والى ابو عمر وابو بكر البغدادي والى الزرقاوي والى كل الدو..اعش والارهابيين والفاسدين الذين أذنبت بحقهم في كتاباتي السابقة !
فمن يدري فقد يعود أبنائهم أو احفادهم لاقامة دعاوى ضدي بتهمة القذف والتشهير واتهام آبائهم بالارهاب وهم براء منه براءة الذئب من دم يوسف …
البارخة .. عاد العيساوي واعفي عن العلواني .
واليوم عاد الرفاعي .
ومن يدري فقد نصخوا صباح الغد لنجد رغد صدام وهي في بغداد ومعها طارق الهاشمي وسط حماية الحكومة الشيعية !!!