شؤون اقليميةمقالات

“من هؤلاء؟! خوارج العصر، وعبيد الدم، وأعداء الله والإنسانية”

بقلم: حسن درباش العامري كاتب وخبير سياسي

من هؤلاء؟
من أي قاع جهنمي خرجوا؟
يحملون وجوهًا تكسوها الكآبة والكذب، وقلوبًا لا تعرف الرحمة، وعقولًا غسلتها الكراهية والجهل، وأيادي ملوثة بدماء الأبرياء.
يخرجون على الناس بسيوف الذبح، ويتكلمون باسم الله كذبًا وزورًا، كأنهم وحدهم ورثة السماء، بينما هم في الحقيقة أحفاد إبليس وخُدام الخراب.

هؤلاء ليسوا أبناء دين ولا أتباع محمد، بل فئة باغية، عصابة متوحشة كافرة يتخذون معاوية ويزيد ابنه رموزا لهم والقومي أبناء القوم، أباحوا القتل والاغتصاب والنهب والحرق، ورفعوا راية الدين زورًا ليرتكبوا أفظع الجرائم بحق الإنسان والدين والكرامة.
أي ربٍّ هذا الذي يأمرهم بقتل الأطفال؟ وأي نبي أباح لهم ذبح النساء؟ وأي دين حلّل لهم هدم المقامات وتدنيس المقدسات؟

لقد اجتاحوا العراق وسوريا كطوفان أسود، لا يرحم، فدمّروا المدن، وأحرقوا الأرض، وخرّبوا النفوس، وحوّلوا المساجد إلى مسالخ، والمدارس إلى مراكز تجنيد وانحراف.وقتلوا حتى المرضى في المستشفيات ،
في العراق، قتلوا الأبرياء في الموصل وتكريت والأنبار، واستباحوا النساء، وجعلوا الطفولة وقودًا لحقدهم.قتلوا الشباب قتل جماعي في سبايكر لوحدها قتلوا أكثر من عشرة آلاف شاب بحقد اسود ،لعنهم الله واخزاهم
وفي سوريا، ارتكبوا ما هو أفظع، حيث مارسوا التصفية العرقية والمذهبية بكل وضوح، فذبحوا العلويين، وقتلوا النصيرية، وهاجموا قرى الدروز، وسحلوهم في الشوارع، ودفنوا الأطفال أحياء، واغتصبوا النساء أمام أزواجهن.

لم يكتفوا بذلك، بل تجاوزوا على مقام السيدة زينب (عليها السلام)، مقام الطهارة والعفة والشرف، وحاولوا النيل منه، وكأنهم يعلنون الحرب على كل ما هو طاهر ونقي، فكانت لعنة السماء لهم بالمرصاد.
جاءهم العقاب الإلهي سريعًا، إذ احترقت سوريا عليهم بالنار التي أوقدوها، واجتاحتهم نيران الحروب التي زرعوها، فذاقوا سوء العاقبة، وتحوّلوا إلى رماد متناثر في صحراء الذل.

ومن فظائعهم في سوريا، أنهم لم يكتفوا بالقتل، بل سعوا إلى إذلال الناس بطريقة همجية:
كانوا يحلقون شوارب الرجال في العلن، ويصورونهم لبث مشاهد الإهانة، كأنهم يرقصون على كرامة السوريين، غير مدركين أن من يهين ابن بلدة، فإن الله لابد أن يهينه بأبشع منها.
وسبحان من لا يُغفل ولا ينسى، فقد رأينا كيف تحول الجزارون إلى جثث في الحفر، والسفاحون إلى أشلاء ممزقة، وتلك الكاميرات التي صوروا بها إهاناتهم أصبحت شاهدة عليهم في الدنيا والآخرة.

لقد شوهوا الدين، وأفسدوا العقيدة، وجعلوا العالم ينظر إلى الإسلام بعين الريبة، لا لشيء إلا لأنهم قدّموا صورة الإسلام ممزوجة بالذبح والحرق والدم.
ومن العار أن نرى بعض من يسمون أنفسهم عراقيين، من سراق الوطن وعبّاد الدولار، يتبجحون بإعجابهم بالمجرم الجولاني، ذاك الخنزير البشري، الكافر المتخلف، الذي قاد تنظيم النصرة نحو ذبح الناس باسم الدين، وتطهير المدن باسم الطائفة، ولم يترك جريمة إلا وباركها.

أي ضمير يحمل هؤلاء؟
أي عقل يُعجب بسفاح سفك دماء الأطفال؟
حتى لو خرج الإنسان من نطفة فاسدة، ومن رحم مستباح، فإن الفطرة السليمة ترفض ما فعلوه، والضمير الحيّ يستنكر كل قطرة دم سالت على أيديهم.

إنهم ليسوا أعداء السنة أو الشيعة، بل أعداء الحياة، أعداء الله، أعداء البشرية.
مشروعهم كان واضحًا: تقسيم الأرض، وتخريب الأوطان، وتشويه الإسلام، وتحويل الدين إلى كابوس.
وها هو التاريخ يكتب: أن داعش لم تكن سوى ذراع استخباراتي دولي وإقليمي، وظّفت فيه قذارة البشر لتنفيذ أقذر المهام.

ولن يكون لنا خلاص إلا بكشفهم وفضحهم وتعرية كل من ساندهم أو صمت على جرائمهم أو مجّدهم بكلمة أو موقف أو مال.
وبكل صلاة وخسة نجد من يطالب بعدم المقاومة ومنع المسلمين المؤمنين من النظام والوقوف بوجه هم والدعوات لحل الحشد الشعبي الذي يضم خيرة الشباب المجاهد الذين نذروا أرواحهم لنصرة الدين وعز الوطن حفظ المال والعرض لجميع العراقيين والمسلمين والعرب …فليعلم الجميع أن عزكم بوطنكم وأبناء وطنكم لا بالجولاني وأتباعه المجرمين …

فلعنة الله على كل من أهان الإنسان باسم الدين، وعلى كل من باع الأرض والدين في سوق القتل والطائفية.
بغداد ١٨/٧/٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى