شؤون اقليميةمقالات

المحللين والرغبة في الانكفاء …

يكتبها اختصاص العلوم السياسية الكاتب حسن درباش العامري..

غالبية المحللين السياسيين الموجودين على الساحة العراقية كل يرى الواقع بعيون أحزابهم أن كانوا متحزبين أو هنالك مؤثرات أخرى منها المادية وحب الوجاهة أو إيجاد السند والمعين ،نشطوا بعد انقضاء فترة الديكتاتورية اي بعد عام ٢٠٠٣ ،والقليل منهم ممن نطق بكلمة واحدة مشيرا للحق قبل ذلك التأريخ لأن تلك الكلمات ستكتب نهايتك وكل من يعرفك ومن لايعرفك من اقاربك ، ومن أراد التحدث بأنصاف كان لابد أن يكون قد هرب إلى خارج البلد وحتى هؤلاء الذين أنا كنت أحدهم كنا نتحدث بتحفظ كبير لأن يد النظام السابق كان يمكنها الوصول إلى مسافات خارج الحدود العراقية !! اذكر بأني استطعت الخروج بطريقة معينة ليس هنالك مجال لذكر تفاصيلها الان علما بأني كنت قد كتبت قصة قصيرة تتحدث عن تفاصيل تلك الأيام القاسية ! من خلال مراجعة قصة (جواز السفر ..جواز الالم)
وكنت قد وضعت رحالي أول الأمر في إحدى الدول العربية البعيدة ،وكنت اكتب مقالات سياسيه لم أكن اتمنى يوما نشرها ،وكان معي بعضا من العراقيين الذين اطلعوا على بعض من تلك المقالات ،وهو شئ عادي أن يجد صديقك دفترا بالقرب من سريرك فيتناوله بدافع الفضول ،حتى وجدت الخبر ينتشر بين العراقيين حينها ،فكان البعض مؤيدا والآخر من العراقيين الموفدين مدافعا كونهم من مايسمى حينها الرفاق البعثيين !!! لأجد نفسي في دوامة الخوف من تلك اليد التي قد تمتد نحوي ،فوجدتني وبدون سابق تفكير استقل طائرة إلى البعيد لاني حينها كنت أشعر بالريبة والخوف كلما اجد سيارة الشرطة وهي تقترب مني .. المهم انتهت تلك الحقبة المظلمة حتى جاء يوم الخلاص بأي صورة وبيد من لايهم المهم أن الديكتاتورية رحلت ،،لاجد نفسي احمل ملفي بيميني لأقدم اوراقي للاعادة للوظيفة كمضطهد سياسي أو مهجر سياسي سمها ما شأت !! لتنتهي تلك المحاولات بالإجابة من المفتش العام الأكثر فسادا على مستوى العراق حينها ليختصر الأمر بأنك غير مشمول !!! فيما كان يشمل من أعضاء حزب من هم لم يعانوا ماعانينا .. يا الله ولكن كيف شملت انت وتستلم الخدمة الجهادية وانا مطلع عماكنت تفعل هناك !!! المهم هي كذلك كلما جائت أمة لعنت اختها ..
واليوم أجدني أرى نفس تلك التكتلات بين اولائك المحللين السياسيين فتجدهم كل يبلغ اصحابة بهمس لنقيم ملتقى أو لنتملق فلان أو لنحتفل بمناسبة ما ،قد نتقبل الأمر أن كان الملتقى جهوي أو فئوي أو مناطقي ولكن حينما يكون الملتقى يمثل جميع العراقيين الذين عانوا ماعانينا فذلك أكثر مقتا من سابقاته ،فبدلا من محاربة التكتلات التي تضع فواصل بين العراقيين كان الأجدر بتلك الطبقة الخاصة أن تبتعد عن تلك الممارسات المقيته لأنها ستؤسس لما هو اسوء…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى