ليس من السهل الكتابة والاحاطة بشخصية الشهيد الجنرال والقائد الإسلامي الكبير الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الشهيد القائد ابو مهدي المهندس , والتعريف بإنجازاتهما. شخصيات كهذه تحتاج الى الجرأة والإحاطة , اذ تعددت خصائصها ومعالمها فظهرت
في أعمالها , فقد قدمت هذه الشخصيات في أصعب الظروف أعظم الخدمات للمسلمين والمستضعفين .
الشهيد سليماني والمهندس هم بحق مدرسة مزجت بين العلم بالعمل , وأظهرت في سلوكها مختلف جوانب القيم والاخلاق السامية , كما ومثلت سماحة الاسلام وشدة بأسه . وكانت النموذج المتألق للتلمذة في مدرسة الاسلام المحمدي الاصيل , التي واجهت العالم المستكبر , وأفشلت خططه وأرعبت عملاءه , وساهمت في رسم بداية طريق جديد تتطلع له شعوب الأمة الاسلامية برمتها . فقد بثت هاتين الشخصيتين روح العزة في قلوب المستضعفين , وعقدت الآمال عليهما عندما وفرا لها عدة الدفاع عن الوجود وفتح آفاق الثقة بالنفس.
ان عمق قوة شخصية الشهيدين السعيدين القيادية هي نابعة من عمق الفكر وأصالته ومن قوة العقيدة والإيمان بالغيب , وطاعة القائد .
ومن مظاهر ذلك وآثاره البارزة هي معرفة العدو , والتخطيط البعيد والاستقطاب لعناصر القوة والعمل على الوحدة بين جماعات المسلمين . وقد تجلى ذلك في اعمالهما العقدية والسياسية والمعنوية والعقلانية ومعرفة المجتمع وحراسة القيم والرؤية الشاملة فضلا عن روحية طلب الشهادة .
وحري بنا أن يكشف النقاب عن كثير من أسرار هذه المدرسة الإسلامية الأصيلة التي خرجت أمثال هؤلاء الشهداء القادة , ولا بد ان يتعرف الشباب المؤمن والرسالي واحرار العالم على مبادىْ هذه المدرسة الإيمانية العظيمة فكرا” ونهجا” وعطاء” بما قدمت للإنسانية والإسلام من قيم التحرر والتقدم العلمي والاستقلال والعزة …
ان مدرسة الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس هي فرع من مدرسة سيد الشهداء نشأت وتشكلت بشعار هيهات منا الذلة ، وتميزت دروس هذه المدرسة بمايلي:
1- أن آمال العالم الاسلامي وجبهة المقاومة قائمة على قواعدها
2- هزيمة الجبهة العالمية للاستكبار وللصهيونية ممكنة وليست مستحيلة كما يروج لها الإعلام الغربي والإعلام الانهزامي
3- أن المجتمع العالمي والاسلامي المتطلع نحو الاستقلال والسيادة ومواكبة التطور بكل أشكاله قد عقد آماله على هذه المدرسة
4- تشكل الامة الواحدة والحضارة الاسلامية الحديثة من الأهداف التي أضحت ممكن تحقيقها .
5- خيار المقاومة هو السبيل الوحيد للصمود والأنتصار على العدو .
6- أن الإسلام بعمقه الحضاري قادر على إحداث نقلة نوعية في الفكر الإنساني.
فقد تكاملت معاني عرفان هذين القائدين الشهيدين وأحوالهما المعنوية وتجلت في شجاعتهما التي هي ثمرة تهذيب النفس والتغلب على العدو الباطني , وأن ثمرة إخلاصهما كانت تعبر عنها روحيتهما النضالية والجهادية النابعة من تكليفهما الإلهي .
لقد وصلا القائدين الى السبيل الإلهي صراط الهداية المستقيم ، وكانا بحق مصداق للآية الكريمة من سورة العنكبوت (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا- الآية 69 )) ، لقد دل الله تعالى القائدين سليماني والمهندس على سبيل القرب وأخذ بأيديهما حتى الوصول الى الغاية المنشودة .
وسلام عليهما وعلى الذين استشهدوا برفقتهم يوم ولدوا ويوم جاهدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون أحياءُ عند ربهم
فقد إستطاعا الشهيدين الحاج سليماني والمهندس أن يسقطا راية تنظيم داعش الصهيو امريكي في المنطقة وأن يعلنا
نهايتها.