طوفان الأقصى من وجهة نظر فكرية..!!
غيث العبيدي..!!ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجة في البصرة
رتبوا أفكاركم ونظموها وقيموها ونفذوها داخل شاشة أو ورقة، وكتبوا عليها اسمائكم، وحددوا نقطة الصراع بين الفلسطينيين من جانب، والصهاينة من جانب آخر، وعليكم اختيار النقطة التي تناسبكم، من بداية ”طوفان الأقصى“ ولحد هذه اللحظه، وحددوا مزاياها واهدافها من الأصغر الى الاكبر أو بالعكس، وقبل هذا كله تخلصوا من المشتتات والتأثيرات الجانبية، ايا كان نوعها ومصدرها، والأهم من كل ما تقدم أعلاه ”كونوا صادقين مع أنفسكم“ أو اتركوا الأمر لغيركم، فهذه الآلية قد يؤازرها المثابرون فيصلون لأصل حكاية ”الطوفان“ وقصته، من بين كل هذا الركام والحطام، الذي نثرته الاساطير التلمودية والأقلام المأجورة والسرديات المزيفة.
وابدأها بسؤال..
هل على الفلسطينيين أن يقرروا مصائرهم وفق السردية الصهيونية!!؟
الشخصية الفلسطينية داخل السردية الصهيونية، ذات الصوابية الغربية المطلقة، ليس لها القدرة على التفاعل، بلا صورة، ولا ملامح، وليس لها لون ولا طعم ولا رائحة، وأن حصل وتفاعلت مع هذا الكوكب تنفى وتباد وتستبعد، فلا يجب أن ينافس التطرف اليهودي في هذا المضمار منافس، ليستمر الصهاينة فقط.
فما تقولون لو عرفتم أن أصل الراوي مجهول الهوية، وغير محدد الشخصية، يظهر ويشارك قصته في ”الأوقات الحرجة“ويخرج إلى الكون ليحدد قدرات الإبادة، كمادة تفريق لمنع الفلسطينين من التجمع والتفاعل، فيما بينهم وبين أنفسهم من جانب، وبينهم وبين هذا العالم القذر في هذا الزمن الاغبر من جانب آخر.
وفق السردية الصهيونية المزيفة، فهم العالم من أقصاه إلى أقصاه، والتي لازال يتبع أثرها الاعراب طولا بعرض، بكياناتهم الكثبانية، المتتبعين لمساقط الغيث، والذين حاباهم الله، وفجر منابع النفط من بين أرجلهم، ليشهدوا صعود قبائلهم بأيدي غيرهم، و يتحولوا لدويلات قبلية حقيرة، أن الوجود الفلسطيني غير الوجود الحالي، الذي عرفه العالم من خلال طوفان الأقصى، ولا شيئ لهم يذكر سواء كان وجود ذهني ام عيني، وليس لهم علاقة بالموجودات الحالية في فلسطين، وان وجود الشخصية الفلسطينية المنفية مرهون فقط بالسردية الصهيونية المزيفة.
محور المقاومة برأس حربته حماس، وعموم فصائل المقاومة الإسلامية بفلسطين، لم يرتضوا لأنفسهم إطلاقا، أن يكون لفلسطين هذا الوجود المسلوب، وخيروا أنفسهم بين الوجود واللاوجود فكان الطوفااااان.