لدي مقولة دائما ارددها ان الطفل هو اضعف طابوقة في البناء الاجتماعي ، وطبعا بما انني طبيب اطفال فانا بحكم تخصصي اضعف طبيب بالمجتمع الطبي ، كل الاطباء وغير الاطباء من الوسط الصحي يعتبرون انفسهم اطباء اطفال ويعاملون الطفل على انه كائن لاقيمة له يقومون بوصف الدواء والتداخل مع اهمال تام لدور طبيب الاطفال ولا يوجد قانون واحد او مادة واحدة تمنع الاطباء على اختلاف اختصاصاتهم ومن هم في الوسط الصحي ، تمنعهم من التعامل مع الاطفال وترك هذا الامر على عاتق طبيب الاطفال ،اضف الى ذلك عدم التقدير والاحترام من قبل جهات الدولة المختلفة لاطباء الاطفال ، فابسط مثال لاتجد من بين المدراء العامين او وزراء الصحة من هو طبيب اطفال ، طبيب الاطفال بشكل عام رقيق القلب ويتحمل ضغطا اكثر من الاخرين بسبب تعامله مع هذه الفئة الرقيقة واللطيفة من المجتمع ، وكوني متخصص بزرع الخلايا الجذعية للاطفال من ذوي الاعاقة ارى جانبا اخر من الظلم الواقع على الاطفال المرضى ، فمثلا يندر ان ارى والد الطفل يراجع بابنه بل يترك الطفل لامه ، هذا اذا وافق على علاجه ، وبعض الاحيان لا يرفض فقط بل يهدد الام اذا جاءت به لغرض العلاج وخاصة بعد ان تم اغلاق العمل عند المستشفى الحكومي واصبح الناس يراجعونني بالعيادة الخاصة مما يجعلني في وضع لا احسد عليه حتى اضطررت الى الغاء العيادة ، ان ابسط حقوق الطفل هي الرعاية الطبية منذ خروجه للحياة بل منذ ان يبدأ حبله السري بالنبض ، ومن ثم بالروضة والمدرسة حتى الجامعة ، علما انه علميا مرحلة الطفولة تبدأ مع النفس الاول وتنتهي مع نهاية السنة الواحدة والعشرين ، يجب خلال هذه الفترة ان تتوفر الرعاية الصحية والتغذية سواء برياض الاطفال او في المدرسة او في الجامعة مع منحة مالية للطفل لغرض الملبس والتنقل ولأغراض حياتية اخرى ، يجب ان تتوفر الحماية للطفل خلال الثلاث سنوات الاولى من حياته من خلال منح امه ثلاث سنوات اجازة مع كامل الراتب لها ومنح الام غير الموظفة راتبا يجعلها بعيدة عن الفاقة والعوز ، هذه الاشياء وغيرها لا تتوفر الا من خلال وزارة تنشأ لهذا الغرض اسمها ( وزارة الطفل ) ، كل الذي لدينا حاليا غرفة في وزارة العمل اسمها دائرة رعاية الطفولة كان يرأسها ر. الوزراء حاليا ليستفيد منها في الايفادات والمؤتمرات ، حتى اليونيسيف تصم آذانها عن سماع القصص المرعبة التي ضحاياها هم الاطفال لان من يعمل بهذه المؤسسة العالمية وغيرها من المؤسسات لا شأن لهم بالطفولة ، المهم المناصب والرواتب وذوي القربى اولى بالمصروف ، ان القوانين التي يتم الحكم بها فيما يخص الطفل يجب ان تتغير والنظرة الى الاسرة يجب ان تتغير ويجب على الدولة ان تهتم بالاطفال لانهم دائما المستقبل ، فان انت اهتممت بهم معناه صنعت مستقبلا مشرقا والعكس صحيح ، التغذية المدرسية مهمة جدا جدا وكذلك رياض الاطفال والاطفال حديثي الولادة لاسيما اذا عرفنا ان نسبة الوفيات عند الاطفال حديثي الولادة هي ٥٠٪ من نسبة الوفيات دون عمر الخمس سنوات والطفل حديث الولادة هو الطفل في عمر ال ٢٨ يوما
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق