في الوقت الذي يتجه فيه العالم بشكل سريع وهائل نحو الشمول الرقمي والذكاء الاصطناعي ، والبدء بالتحول من عالم حقيقي ( قديم ) إلى عالم أفتراضي ( جديد ) ، تُختَصَر فيه المسافات وتنعدم فيه الازمنة والامكنة .
جعلت الناس يعيشون وكأنهم في منزل صغير واحد ، بعد أن كانوا يعيشون في قرية صغيرة .
ذلك كله بفضل العالم الرقمي لاسيما ( شبكات التواصل الاجتماعي ) تلك الشبكات التي بدأت تغزو البيوت والأفراد والعقول والأفكار بصورة كبيرة ومتسارعة .
وفي الوقت الذي كان علينا فيه أستثمار التكنلوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في أحداث عملية تطور نوعي في البلاد ، وقيادة البلد والأمة والشباب منهم بالأخص نحو عالم تكنلوجي حديث مليء بالابداعات والابتكارات والصناعات الالكترونية والتكنلوجية ،
إلا إننا رأينا العكس وللأسف الشديد . إذ بدا من الواضح اليوم أن( صناعة التفاهة والمحتوى الهابط ) بدأت في الانتشار بشكل كبير ومخيف اليوم عوضاً وبدلاً من الصناعات الالكترونية والتكنلوجية ، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، وأتجاه الفئة الغالبة من الشباب إلى تلك الصناعة . فأصبح من الطبيعي أن يمتلك البلوكر ( فلان ) أو الفاشنست ( فلانة ) من صناع التفاهة والمحتوى الهابط ملايين المتابعين والمعجبين فيما لايستطيع صاحب أي محتوى علمي أو مهني جيد من تحقيق عشر هذا الرقم من المعجبين .
وهذا دليل قاطع وجازم أن صناعة التفاهة والمحتوى الهابط ومن يقف خلفهما بدأت تنتشر وتسيطر على المحتوى العام ، وأستطاعت أن تغزو عقول الغالبية العظمى من شبابنا والانحدار بهم الى مستويات ثقافية وعلمية متدنية . مبتعدة بهم كل البعد عن أي تطور علمي أو تكنلوجي .
ولأن الشباب هم عماد أي أمة ومستقبلها لهذا فأننا اليوم بعد أن دقت أجراس الخطر يتحتم بل يقتضي الواجب علينا جميعا دولة وحكومة ومؤسساتها ومؤسسات مجتمع مدني وعوائل أن نتخذ أجراءات عاجلة وسريعة وشاملة كل من موقعه ، لإيقاف هذا الغزو الفكري والثقافي الهابط والتصدي له بقوة وبأرادة صلبة لننقذ أولادنا أولا ومستقبل بلادنا ثانيا ، فالهجمة خطرة وكبيرة والأمر لايحتمل التأخير أو التأجيل لأي سبب كان .