ثقافيةسياسية

فصل الدين عن السياسة ! ام فصل الشيعة عن الحكم !!

باقر الجبوري

مع كل مانواجهه مع المتحجرين فكرياً او المتشدقين بكذبة الحضارة الغربية في اثبات ان الدعوة الى تحقيق هذه المقولة هي فقط لابعاد الشيعة عن الحكم والسياسة لانهم يمثلون الخطر الحقيقي في مواجه الغرب وايدولوجياته المستحدثة ( الا ) ان القدر قد يمهد لنا في بعض الاحيان الاجابة التي تخرس السنة الجميع وتثبت مانقول من حيث لانحتسب !!
فلك ان تتخيل مثلاً ان يخرج وبشكل علني وامام الاعلام رئيس مجلس النواب الامريكي مايك جونسون ليعلن ان الدين هو الدافع الحقيقي وراء دعمه اسرائيل فيصرح ( كوني مسيحي فانا أومن ان دعم اسرائيل هو مايطلبه منا الكتاب المقدس أن نفعله )
بمعنى ان دعم اسرائيل من قبل امريكا والغرب مبني على معتقد ديني لاعلاقة له بالسياسة ولا بالاقتصاد المشترك وإن كانا يكرسان بما يخدم هذه المعتقد !!
ونقول فماذا لو صدر هذا الكلام عن شخصية عراقية مثلاً او لبنانية او يمنية او سورية سنية او من مقاوم فلسطيني بمنصب ( حكومي أو سياسي او ديني ) او حتى مجرد شخص عادي من الشارع !!
ماذا لو أدلت هذه الشخصية بدلوها كما ادلى ذلك الامريكي بدلوه فوصفت علاقات شيعة العراق بشيعة ايران أو بأي دولة شيعية اخرى بأنها علاقات مبنية على العقيدة الدينية بما ان الاسلام يجمعنا والمذهب والعقيدة تجمعنا وان لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى !!
واعتقد ان هذا الخطاب اقل حماسة من الخطابات النارية التي يصرح به اغلب الساسة ورجال الدين السنة في نفس تلك الدول التي ذكرناها ويعبرون بها عن حبهم واعتزازهم وولائهم لعمقهم العربي القومي الذي اشبعهم ( قتلاً وذبحاً وتهجيراً وتفجيراً ) خلال سنوات حكم القا..عدة ودا..عش العروبي الاسلامي المدعوم من الغرب !!
( بشرفكم ) أما كانوا سيصرحون علناً بان المتكلم هو ( ذيل وتبعي وعميل لايران ) ومهما كانت له من مآثر وطنية وتاريخ جهادي وتضحية في سبيل وطنه وخير دليل هو اتهامهم ( لل.ح.شد ال.ش.عبي ) العراقي ( حزاللهب ) اللبناني وجماعة ( انصااللهر ) اليمانيون وحتى الفصا..ئل الفلسطينية بانهم ذيول لايران مع كل ما قدموه سبيل اوطانهم !!
والبعض منهم سيقول ( لا تخلطوا الدين بالسياسة ) والبعض الاخر سيقول ( ولماذا تربطون أنفسكم بدولة اخرى لها حكم ولنا حكم !!
الغرب صنع لنفسه وللعالم المسيحي دولة الفاتيكان وهي تحكم باسم المسيح والمسيحية ولم يحبسها بين جدران الكنيسة واعطاها كل ما للدولة من سيادة وحكم ومؤسسات !!
وكذلك ( السنة ) في كل البلدان السنية صنعوا لانفسهم مدارس دينية ( ازهرية ووهابية ) تدعم الحكم السني في دويلاتهم وتدعمه خارج دويلاتهم بتصدير الفتاوى فيمن يستحق الحكم في تلك الدول أو من لايستحق فطوعوا الدين لاجل السياسة !!
وللاسف فكل ذلك الكلام سيتغير إذا وصلت النوبة للشيعة فلا حكم للدين بالسياسة !
والحقيقة .. اننا اذا اردنا أن نتكلم بكل صراحة فان المقولة المزيفة التي يريد أعداء الاسلام المحمدي نشرها اليوم ما بين أوساط المهزوزين والمهزومين من المتصدين للحكم من الشيعة من ساسة او واجهات مجتمعية أو الحوزوية أو من هو ادنى من ذلك ليست عبارة (( فصل الدين عن السياسة )) !!
وانما ترسيخ فكرة (( فصل المذهب الشيعي عن السياسة وعن الحكم )) بحجة ان الشيعة ليسوا اهلا للحكم !
العبرة هنا في ان نعمل جاهدين حتى لاتتكرر المأساة من جديد ويرجع الينا من يقول ( لكم اللطم … ولنا الحكم )!!
والعاقل يفتهم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى