ثقافيةسياسيةشؤون اقليميةعراقية

الإعلام العراقي بين التشظي وصناعة الخبر.

غيث العبيدي.

على مدى السنوات التي هيمن فيها حزب البعث السيئ الصيت على العراق، كان هناك تعتيم تقافي وتهديم مستمر لوعي الافراد وإدراك الجماعة، مما جعل العلاقة بين المتغير الاول الأفراد، والمتغير الثاني الجهل، علاقة طردية فكلما زاد التعتيم وطالت مدته ترتفع مناسيب الجهل لذروتها بين الأفراد والجماعات وبالعكس.
ودعما للجهل وتعزيزا له، بعد 2003 عمل المحتل الأمريكي على تمزيق العراقيين لهويات فرعية على أساس مذهبي وقومي وحزبي ومناطقي، حتى يخلقوا عراقا مضطرب من جانب، ومن جانب آخر لفتح أبواب التدخلات الخارجية، وكذلك لصناعة وتحديد مسارات الرأي العام في الداخل العراقي، تجاه القضايا البارزه ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية، وتسخيرها بإدارة العلاقات التي تربطهم بالإفراد والجماعات الاجتماعية والسياسية والمنظمات الحقوقية والإنسانية أو من تحمل هكذا عنوان لصالحهم.
وبما أنه أصبح هناك هويات وتقسيمات فرعية بمسميات مختلفة أصبح لكل هوية نشاط إعلامي مستقل، وغير مرتبط بالدولة وأصبحت صناعة وتضليل الاخبار جزء رئيسي من هذا النشاط، وكلما ارتفعت حمى الأحداث واشتد وطيسها ابتكروا طرقا جديدة للالتفاف حول الخبر تارة بالتنميق والزركشة، وتارة أخرى بالتضليل والتحليل ونقل المعلومات والتعديلات والخروج الكامل عن النص، أو استبداله بنص جديد، ولفت الأنظار اليه، وتكراره مرة ومرتين وثلاث وأكثر، فيصبح كل ماعداه كذب وتلفيق وافتراء.
النقل السلبي والسرد البارد للكيانات الإعلامية المضاده للاعلام اعلاه، تحديدا في نقل الأحداث والأخبار السياسية والعسكرية بدواعي الحيادية والمهنية والالتزام وكبح جماح الغضب وإثارة العواطف، أمر مثير للاشمئزاز فانتم ليس بصدد الاغواء أو الاقناع أو التعامل مع خبر معد مسبقا،
حتى يشار لهؤلاء المحللين واولئك الإعلاميين وتلكم الكتاب بالبنان، اوحتى يقال انكم ملتزمين وحياديين وغير طائفيين، فلا يمكن للحياد أن يتقدم على القيم والأخلاق والمبادئ، فإما أن تكونوا مع الحق، أو اتركوا المجال لكل من هو اهلا لذلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى